منذ أيام، فوجئ عدد من السكان المحيطين بحرج بيروت بمباشرة أعمال بناء على موقف السيارات الخلفي التابع للحرج. أُخبِر هؤلاء أن العمل يجري لإنشاء “المُستشفى المصري”، نسبةً إلى الهبة المصرية التي تم تخصيصها بعد حرب تموز لإقامة مستشفىً ميداني، وأنه خلال ثلاثة أشهر سيتم إنجاز بناء الطبقات الثلاث التي سيتألّف منه المُستشفى.
تواصلت “الأخبار” مع مدير الهندسة في المجلس البلدي السابق لبلدية بيروت ونائب رئيس البلدية الحالي ايلي اندريا للاستفسار حول الأمر، فأحال الإجابة الى رئيس البلدية الحالي جمال عيتاني. يقول الأخير في اتصال مع “الأخبار” إن المجلس البلدي الجديد لم يطّلع على الملف بعد، وإن هناك قراراً متخّذاً من قبل المجلس البلدي القديم بـ”تخصيص عقار لإقامة هذا المشروع”. ويُضيف عيتاني: “لا يقع العقار ضمن حرج بيروت، ووفق القرار فإن المُستشفى سُيقام على الطرف الخلفي للحرج من ناحية طريق الجديدة”.
يردّ المدير التنفيذي لجمعية “نحن” محمد أيوب على هذا الأمر بالقول: “إنّ الحرج هو وحدة متكاملة، وبالتالي لا يمكنهم العمل على تجزئته والقول إن الحرج يقتصر على الشجر”. ينطلق أيوب من هذا الرأي ليُشير الى “عمليات الاقتطاع المنهجية التي كانت تتم على مرّ سنوات لإقامة مشاريع مماثلة، كالمساحات التي اقتطعت لإقامة جامع من هنا ومركز من هناك، فضلاً عن مشروع نقل الملعب البلدي اليه”.
تجدر الإشارة في هذا الصدد الى أن “مصير” خطة المجلس البلدي القديم القاضية بإقامة ملعب بلدي بمواصفات دولية في حرج بيروت لم يُعرف بعد. هذه الخطة كان قد وافق عليها مجلس الوزراء بقراره رقم 62 تاريخ 18/12/2014.
يقول أيوب “في حال كانت النية تقضي بإنشاء مستشفى لمنطقة طريق الجديدة، فإن هناك عقارات بديلة تُظهرها دراسة ميدانية أعدّتها جمعية نحن عن المنطقة يمكن استخدامها لإقامة المشروع عليها”.
لم تُعرف بعد طبيعة المشروع أو “نوع” المُستشفى المزمع إنشاؤه. حاولت “الأخبار” التواصل مع وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور لمعرفة ما إذا كان المُستشفى قد حاز ترخيصاً أو لا، لكنه لم يُجب على اتصالاتها المتكرّرة.
تأتي مسألة إنشاء المُستشفى هذه بعد “الاحتفال” بخطوة إعادة فتح حرج بيروت يومياً بـ”دوام” يبدأ الساعة السابعة وينتهي عند الواحدة ظهراً (يفتح يومي السبت والأحد طيلة النهار)، بعد أن كان مُقفلاً أمام أهل المدينة لسنوات طويلة.