وصف وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الوضع السياسي في لبنان بـ”حال عقم مخيفة تؤدي الى نتائج غير مثمرة”، محذرا من “تفاقم هذا الوضع الذي يجعل أرضنا تخرج عقارب في السياسة”.
درباس، وفي حديث لـ”صوت لبنان ـ 93.3″، اشارا الى أن “نجاح طاولة الحوار أو أي لقاء على صلة بصدق المتحاورين لجهة عدم الهيمنة على الآخرين أو السعي لنجاح المشاريع الخاصة بقانون الانتخاب على قياسهم على حساب المشاريع الوطنية”.
وعن دعوة الرئيس نبيه بري للتسوية على أساس سلة كاملة، اعتبر درباس أن لبري “قدرة على الابتكار، فهو يقدم أفكارا ايجابية ويعمل على امتصاص الحماوة”.
وعن العقوبات المالية التي فرضت على “حزب الله”، وجد أن “هناك محاولة لعزل “حزب الله” الذي من الطبيعي ان يدافع عن نفسه”.
وعن نتائج الانتخابات البلدية في طرابلس، أكد أن “طرابلس لم تعد تحتمل تطرفا وليس هناك غير الرئيس سعد الحريري باستطاعته لجم التطرف، لانه منفتح على الطوائف كافة وهو ليس حالة تختصر بنتائج انتخابات بل يشكل حالة عامة للاستقرار والاعتدال، وكل من حاول أو يحاول تقليص حجمه ودوره في الحياة السياسية لن ينجح، فالانتخابات البلدية وضعت الطبقة السياسية في مأزق جديد، وعليها اليوم القبول بانتخابات نيابية”، مشيرا الى أن “الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية أسهل من الاتفاق على قانون انتخاب ورجح البقاء على قانون الستين”.
ولفت الى أنه “ومن خلال مراقبته لما حدث في الانتخابات البلدية، وجد ان الفئات الاكثر تمثيلا لطوائفها، وان كانت على خصام او تنافس او خلاف، ارتأت ان تكف عنها مؤونة كسب ود الجماهير في الاتفاق فيما بينها، وظنت ان الاتفاقات الثنائية او الثلاثية او الرباعية من شأنها ان تلزم الجماهير بالذهاب الى صناديق الاقتراع كسعاة بريد وفقا لمشيئة المرسل. فالشعب العنيد يحمل كل انواع الاستخفاف والاهمال والظلم وبمجرد ان يرى فسحة للتعبير عن نفسه يذهب للتعبير، فالناس ذهبوا وانتخبوا انتخابات اعتراضية على هذه الطريقة بالفرض والاستخفاف بإرادة الناس”.
وأشار الى ان “التحالف الثنائي المسيحي قام بجهد كبير ليكون صاحب اليد العليا بمناطقه الغاء للجميع، وما حدث في طرابلس مختلف الا انه ينتمي الى نفس النوع من الهيمنة، ولكنها هيمنة تقوم على الاستخفاف الكبير، اذ اعتقد المتحالفون ان بمجرد اتحادهم سيلغون الصوت الاخر، الا انهم فوجئوا ان الصوت الاخر يعبر عن نفسه بطريقة او بأخرى”.
وأكد ان “ما حدث يستدعي دراسة جدية من قبل كل الافرقاء السياسيين، خاصة ان مدينة طرابلس لا تخلع جلدها او صاحبها وتقول لاهلها انها مدينة خضعت على مدى 40 سنة لخضات عنف، ولم تحصل على اي اهتمام يذكر، حيث انتشرت الفوضى وانتهكت المصالح العامة واستبيحت الشوارع”.
وفي موضوع رئاسة الجمهورية، اعتبر درباس أن “كلمة قطب لا تنفع، فالرئاسة هي المكان الآمن وليست متراسا ولن تستقر الحال اذا استمر منطق الغلبة”. ودعا حزب الله الى “فك عقدة انتخاب الرئيس”.
وفي معرض حديثه عن المقاربة اللبنانية لملف النزوح السوري والمساعدات الدولية، قال درباس: “نتعامل مع الجهات الدولية بصلابة مرنة، لكن هناك قروض بحاجة لأن يلتئم مجلس النواب لاقرارها”.