تؤكد اوساط قريبة من تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية للوكالة “المركزية”، أنّه على رغم موجة السجالات والمناكفات التي ركبها الطرفان والكمّ الكبير من التناقضات الذي يحكم مواقف الفريقين منذ افتراقهما عند تقاطع الانتخابات الرئاسية وبعدها الاستحقاق البلدي، فإنّ خطوط الاتصال بين معراب وبيت الوسط لم تنقطع، حتى انّ حركة الموفدين من الجانبين استمرت في عز لحظات التأزم في العلاقة التي، صحيح انها اصيبت بتشوهات راهن البعض على انها ذاهبة حتما نحو اعلان الطلاق نهائيا، الا انّ ترميمها ممكن خصوصا بعدما وضع الملف على ما يبدو في غرفة عناية القيادتين.
وتصف الاوساط اجواء العلاقات راهنا بالمقبولة، “حتى لا نغوص في التفاؤل”، والعمل قائم لتحسين ظروفها عبر الاتصالات على مستوى المستشارين، خصوصا بعدما بدأ التباعد ينسحب على القواعد الشعبية بما يوجب صيانة دورية لعدم ذهاب الامور اكثر الى نقطة اللاعودة حيث يصبح الترميم انذاك دون جدوى، في حين ان المطلوب من الطرفين أن يعودا خطوة إلى الوراء لتثبيت رؤيتهما المشتركة نحو الثوابت الاساسية لثورة الارز وروحيتها التي جمعتهما منذ احد عشر عاماً.
وفي هذه الخانة، تدرج اوساط “المستقبل” الافطار الذي سيقيمه الرئيس سعد الحريري خلال شهر رمضان لمكونات قوى 14 اذار كافة على مستوى القيادات والنواب والوزراء، وتشير الى انه سيطلق خلاله مواقف اساسية بالغة الاهمية تتصل بشؤون 14 اذار الداخلية وضرورة اعادة صياغة العلاقات بين اطرافها انطلاقا من روح 14 اذار بحيث تخرج بحلة جديدة تتناسب والمعطيات المستجدة على الساحة، من دون ان يعني ذلك الذهاب نحو تفكيك شبكة التحالفات التي نسجتها بعض الاطراف مع قوى في الفريق الاخر. وتؤكد ان المستقبل لا يستهدف من خلال خطوته هذه اي تحالف، خصوصا المسيحي بين القوات والتيار الوطني الحر، وهو موضع ترحيب من التيار الازرق في غض النظر عن اهدافه وتطلعات كل من طرفيه الى غايته وابعاده التي تبقى ملكا لهما. وتفيد ان المستقبل يحترم التحالف ويقدره بيد انه لا يمكن ان ينظر اليه على انه يختزل كل المسيحيين، ذلك ان ثمة لاعبين اساسيين على الساحة المحلية يتمتعون بشعبية وحيثية لا يمكن لأي كان القفز فوقها وفق ما اثبتت صناديق الانتخابات البلدية، وعلى هذا الاساس يبني المستقبل شبكة علاقاته في ضوء المستجدات.
وتشرح الاوساط ان بعض مآخذ القوات اللبنانية على المستقبل وتحديدا في ذهابه الى تبني ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية ليست مبررة، فالقوات اكثر العارفين بالجهود الجبارة التي بذلها الرئيس الحريري لاخراج الاستحقاق الرئاسي من قمقم الفراغ القاتل بعدما تبين ان حظوظ وصول رئيس القوات سمير جعجع الى بعبدا معدومة كما بالنسبة الى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون الذي فاوضه الحريري ايضا في مرحلة معينة ولمس ان امكانات وصوله غير متوافرة ايضا، فلم يكن في الامكان الاستمرار في موقع المتفرج على اسس الدولة تنهار هيكلا تلو الاخر من دون المبادرة الى فعل شيء ما مهما كلف الامر، لان المصلحة الوطنية تتقدم على اي اعتبار آخر. وتبعا لذلك، وبناء على نصائح من الخارج تستند الى ان ترشيح قطب من فريق 8 آذار ومن نادي مرشحي بكركي قد يحمل مكونات هذا الفريق على تأمين نصاب الجلسات الانتخابية كان ترشيح فرنجية. وتعرب عن اعتقادها ان هذه الخطوة لو لم تقابل باعلان معراب تبني ترشيح عون لكانت قابلة للحياة ولتمرير الانتخابات الرئاسية في غفلة عن معرقليها وتأمين النصاب كان ليتوافر ولو بالحد الادنى، بيد ان خطوة معراب قطعت عليها الطريق.
واذ تختم بالاشارة الى ان اسدال الستارة على التباينات بين القوات والمستقبل ليس بالامر السهل، تؤكد ان النظرة الواحدة الى مستقبل لبنان التي تجمع التيار الازرق بالقوات تتفوق على كل ما عداها، ولا بد الا ان ترتفع مصلحة لبنان العليا فوق كل المصالح.