كتب غاضب المختار في صحيفة “السفير”:
انتقد رئيس الحكومة تمام سلام بشدّة تعاطي القوى السيّاسية مع الملفّات الحكومية والوطنية من منطلقات طائفية ومذهبية، معتبراً أنّ هذه الخلفيّات تحكم مواقف القوى السياسية في كل امر، ليس في موضوع التوظيفات الرسمية وسد جنة ومشاريع الطرقات فحسب، وإنّما فإنّ الخطاب والطرح الطائفي والمزايدة السياسية قائمة في كل موضوع.
ورأى سلام، في حديث أمام زوّاره، أمس، أنّ كلّ قوّة سياسيّة تريد أن تستثمر مواضيع ذات حساسية طائفية لتوظيفها في ما تعتقد أنّه يعزز وضعها ومكانتها في اوساطها، لأنه مع الاسف اغلب القوى السياسية حضورها وتمثيلها طائفي، مشيراً إلى أنّ هذه القوى ترفع شعارات وطنيّة كبيرة لكن في الممارسة عندما تصل إلى التنفيذ يكون الاعتبار الطائفي هو سيد الموقف.
وعن الوضع الأمني، أكّد أنّ الأمن هاجس كبير يتطلب جهوزيّة وملاحقة والاجهزة الامنية والعسكرية تقوم بعملها بشكل جيد ومنتج وفعال بما يحبط الكثير من الأعمال التي كان يمكن أن تؤذي لبنان، لا تهويل وإنّما نحن مستهدفون والجهات التي تستهدفنا وتستهدف غيرنا غير مستكينة، مذكّراً بأنّ الوضع الاقليمي والدولي المشتد ينعكس على كل المنطقة ولا حلول او مخارج ظاهرة ولا احد يفكر فينا، الكل يفكر بنفسه.
ووصف خطاب الرئيس سعد الحريري، في حفل افطار «البيال» أمس الأول، أنّه «جيّد وضميريّ وبمثابة جردة حساب، ولكننا لا زلنا نراوح مكاننا»، مذكّراً بأنّ «الشغور الرئاسي هو الذي يترك كل التراكمات السلبية منذ سنتين ولا زال التراكم قائماً والسلبيات والمعاناة قائمة. هناك محاولات لتخفيفها بحوارات ثنائية وجماعية هنا، وانتخابات بلدية هناك، ومعالجة أمن في مكان آخر، وطالما لم نعالج الشغور الرئاسي سنبقى نعاني ونحصد مزيدا من الضرر للبلاد»، معتبراً أنّ «الأمور ماشية مرحلياً بتمرير من هنا وتسوية هناك، وكله مرحلي ولا يساعد البلد على النهوض».
وأضاف سلام «إنّ هذا الجوّ لا يساعد مجلس الوزراء على الإنتاجية المطلوبة، ومجلس الوزراء متعثر يجتمع مرة ويغيب جلستين، موضوع بحاجة لنصف ساعة من البحث يستغرق ثلاث جلسات. هناك أمور فيها نتائج وامور اخرى لا نرى لها نتائج».
ورفض التعليق على التصعيد الذي قام به «حزب الكتائب» حول ملف النفايات بعد اقرار بندي اقامة المطامر والمعالجة، وقال: يُسأل «الكتائب» عن تحرّكه، لكن وزراء الحزب انسحبوا من الجلسة ولم ينسحبوا من الحكومة.
وشدّد سلام على أنّ «التعاطي مع موضوع سد جنة يتم بطريقة ومزايدة سياسية وإعلامية، بينما هو موضوع بحاجة الى عناية وموضوعية وجدية لأنه ليس لفئة او جهة دون اخرى»، موضحاً أنّ أكثر من جهة تطرح الاستعانة بفريق تقني دولي أو محايد وموضوعي لضمان ان يكون التقييم موضوعياً وبعيداً عن الصراعات، علما ان هناك دراسات من قبل وزارة الطاقة نفسها ولم تأتِ خالية من الملاحظات والمطالبة بتعديلات وإجراءات أخرى معينة.
ونفى أن يكون لقاؤه برئيس مجلس النواب نبيه بري، أمس الأول، قد تناول فيه حصراً موضوع مديرية امن الدولة وقرب احالة نائب المدير إلى التقاعد. ولفت الانتباه إلى أنّ بري يشرف على الحوار ويمتص الكثير من الصدمات ويتواصل مع كل القوى السياسية لتحقيق خرق ما سواء في انتخاب رئيس الجمهورية او قانون الانتخابات واجراء الانتخابات النيابية، مشيراً إلى أنّ «هناك جهودا ومساعي لكن لا نتائج ولا حلول واضحة لمشكلة أمن الدولة حتى الآن، ولا نستطيع استباق هذا التحرك بالحكم على نجاحه او فشله».
وحول هدف زيارة السفير السعودي علي عواض عسيري له ومأدبة الافطار التي سيقيمها قريباً، أكّد سلام أنّ عسيري حريص على التواصل مع الجميع وعدم تفويت فرصة لاعتماد خطاب وطني جامع، وهو حريص أيضاً على لمّ شمل كل القيادات اللبنانية، لإرساء اجواء من الوحدة الوطنية.