ذكرت صحيفة “الشرق الاوسط” أنّ المعلومات الواردة بُعَيْدَ الاجتماع الثلاثي الإيراني الروسي السوري الذي يُعقد في طهران الأسبوع الماضي٬ تقاطعت بشأن اتفاق على تعزيز الجبهات في سوريا خصوصًا في محافظتي حلب والرقة بمزيد من المقاتلين الإيرانيين ومقاتلي “حزب الله”٬ إذ تردد أخيرًا عن نقل الحزب مئات من عناصره في الأيام الماضية إلى سوريا٬ جزء كبير منهم ينتمي إلى “فرقة الرضوان” النخبوية٬ ومعظمهم من أبناء مناطق البقاع وسكان الضاحية.
وكشفت مصادر مطلعة لـ”الشرق الأوسط” عن أنّ الحزب باشر بتنفيذ المقررات التي خلص إليها اجتماع طهران الذي ضمّ وزراء دفاع كلّ من روسيا وإيران وسوريا تحت عنوان “بحث التنسيق المشترك لمحاربة الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها “داعش” و”جبهة النصرة”٬ لافتة إلى أن أبرز هذه المقررات تعزيز القوات الموجودة في الميدان وبالتحديد الإيرانية وعناصر الحزب اللبناني. وفيما لم تحدد المصادر الأعداد الإضافية التي سينقلها الحزب إلى سوريا رجحت أن تكون بالمئات.
وتحدثت المصادر عن احتمالات عدة تفسر وجهة عناصر الحزب٬ أهمها التوجه لفتح معركة فّك الحصار عن دير الزور٬ المدينة السورية المحاصرة من قبل تنظيم “داعش”٬ إذ أنّ الحزب سيكون رأس الحربة والعنصر الأساسي في هذه المعركة في حال حدوثها٬ خصوصًا أنّ دير الزور تملك أهمية استراتيجية بالنسبة للحزب ولإيران٬ باعتبارها عقدة الوصل بين العراق وسوريا٬ وتاليًا بين إيران ولبنان. أما الاحتمال الثاني، بحسب المصادر، فهو أن الحزب يريد المشاركة في معركة الرقة التي لم يشارك فيها حتى الآن٬ في مرحلتها الثانية بعد السيطرة على مطار الطبقة”٬ لافتة إلى أن “مشاركة “حزب الله” في معركة الرقة٬ في حال حصلت٬ ستكون لتأكيد إصرار الحزب والجانب الإيراني على وحدة الأراضي السورية٬ خصوصا أنهم حتى اللحظة لم يشاركوا في هذه المعركة”.
أمّا الفرضية الثالثة فهي انتقال عناصر الحزب إلى حلب تحضيًرا للمعركة المقبلة٬ لكن هذه الفرضية ضعيفة٬ بحسب المصادر٬ نظرا لأن وجود الحزب في حلب تراجع إلى حّد كبير٬ مع تضاعف الوجود الإيراني٬ فمعركة حلب في حال بدأت سيكون لواء (فاطميون) وعناصر الحرس الثوري الإيراني هم العمود الفقري فيها مع الدعم الجوي الروسي.
وأكّد الباحث السياسي المعارض لـ”حزب الله” علي الأمين٬ أنّ عدد عناصر الحزب الذين يقاتلون في سوريا يتخطّى الـ10 آلاف٬ لافتا إلى أن نحو 95% من مجمل العناصر التابعين للحزب قاتلوا في سوريا. ويقول لـ”الشرق الأوسط” إنّ ما يمكن التأكيد عليه هو أنّ الاجتماع الثلاثي الأخير الذي حصل في طهران٬ وبحث بشكل أساسي نتائج زيارة نتنياهو إلى سوريا وفحوى المباحثات التي تمّت مع بوتين٬ انتهى إلى قرار لزيادة التنسيق بين الأطراف الثلاثة٬ وهو ما انعكس في القصف الروسي الاستثنائي الذي شهدته مدينة حلب في الآونة الأخيرة٬ لافتا إلى “عدم إمكانية الجزم بعد ما إذا كان هناك قرار بنقل عناصر إضافية من الحزب إلى حلب٬ باعتبار أنّ الجبهات هناك يتولاها الإيرانيون والأفغان٬ فيما وجود الحزب يتركز في مناطق سوريا المفيدة”.