Site icon IMLebanon

نعيم عباس: لديّ وثائق عن اغتيال الحريري!

rafic-hariri-assasinat

 

 

كتبت لينا فخرالدين في صحيفة “السفير”:

هل هي مسرحيّة جديدة من مسرحيّات نعيم عباس الكثيرة في المماطلة ومحاولاته المتكرّرة لنقله من سجنٍ إلى آخر؟ بالأمس قدّم الموقوف الأكثر دمويّة مشهداً جديداً: «أريد محقّقاً دولياً لأنّه لديّ وثائق وأدلّة دامغة عن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري».

في الخلاصة، الرّجل لا يريد أن يحاكَم وغير مستعجل. هو أعاد هذه الجّملة عشرات المرّات، ثمّ أحياها من جديد، أمس، خلال مثوله أمام المحكمة العسكريّة لاستجوابه في ثلاثة ملفّات أبرزها علاقته باغتيال اللواء الشهيد فرانسوا الحاج.

هدّد في السابق، تماماً كما عاد وهدّد منذ أسبوع حينما كان يستجوب في ملفّ تفجير حصل عند نهر الأوّلي لدى قاضي التحقيق العسكريّ مارون زخّور، أنّه لن يتفوّه بأي كلمة طالما أنّه ما زال نزيلاً في سجن الريحانيّة، ولم يتمّ نقله إلى سجنٍ آخر.

في السّابق، لم يحتج «أبو اسماعيل» إلى مبرّرات لإرجاء جلسات استجوابه أو حتى فرض شروطه بتغيير مقرّ توقيفه، بل كان مرتاحاً بإصراره على محاميه طارق شندب الذي لم يكن يحضر إلّا نادراً. الأمر يصبّ في مصلحة الموقوف ولو كان الغياب غير منسّق بين الرّجلين، وفق ما قال في إحدى المرّات.

وعندما صدم باعتزال محاميه الوكالة، احتار ماذا يفعل كي يستمرّ في المماطلة، فما كان منه إلّا القول إنّه يبحث عن محامٍ قبل أن يطالب بمحامٍ مصري، حتى قفز رئيس «العسكريّة» عن «الحواجز»، وراسل نقابة المحامين لتوكيل محامٍ عنه، لتكون فاديا شديد «أستاذة نعيم».

حينها، أحرج نعيم عباس بعد قطع ابراهيم الطريق عليه، فما كان منه إلّا الكلام. اتّهم النّظام السوريّ باغتيال فرانسوا الحاج. أدلى بمعلومات خطيرة عن عروض تلقّتها «القاعدة» من السوريين لاغتيال وليد جنبلاط، ثمّ مشى.

استفاد من توكيل شديد لينال براءة في ملفّ عبرا. ولمّا صدر الحكم، احتار من جديد ماذا يفعل ليتملّص من الاستجوابات القادمة. هو الذي يمنّي النّفس بأن تنفعه «الخدمات الكبيرة» التي قدّمها على «طبقٍ من ذهب» لتنظيم «داعش» وتدرج اسمه على لائحتها إن بدأت التفاوض مع الدوّلة اللبنانية لإطلاق سراح العسكريين المخطوفين لديه، بعد أن أُحبط من مفاوضات «النصرة».

ولّما شعر عباس أنّ استجوابه بات قريباً وبالتالي إمكانيّة الحكم عليه، قرّر أن يلعب دور شندب. وأعلن أمس أنّه يريد عزل محاميته فاديا شديد، برغم أن كثيرين يشيرون إلى أنّ الأمر ليس أكثر من مماطلة، وسيعود عبّاس قريباً إلى وكيلة الدّفاع عنه التي زارته يوم الجمعة من دون أن يفاتحها بأمر العزل إلا بمباغتتها في الجلسة وأمام مرأى الحاضرين، مشيراً إلى أنّه تحدّث مع شقيقه وليد السبت في هذا الموضوع.

وما لبث «أبو اسماعيل» أن فكّر بحيلة جديدة لاستصعاب استجوابه أكثر. «معلومات عن هوية قاتلي الرئيس الحريري» تبدو جذابة للحاضرين بدلاً عن أفعاله البهلوانيّة ولامبالاته داخل قاعة المحكمة العسكريّة، وتقطع الطّريق على استجوابه أمام الملأ.

ما إن دخل إلى القاعة فاتحاً أزرار قميصه العلويّة، واعترض ممثل النيابة العامة القاضي فادي عقيقي، حتى بدا أنّ الموقوف المسؤول عن غالبيّة التفجيرات التي حصلت في الضاحية الجنوبيّة يريد أن يكون أكثر جديّة بالمطالبة بتحويل ملفّه إلى المحكمة الدوليّة!

نعم، يريد أن يزوره محقّق دولي كي يقول له معلومات خطيرة عن أحد الملفّات. وسبق له أن طلب من شديد بأن تزور رئيس «شعبة المعلومات» العميد عماد عثمان لأنّ لديه ما يقدّمه من «وثائق وأدلّة دامغة» بشأن اغتيال الحريري وفق ما قال لمحاميته منذ أيّام قليلة.

كيف يكون لشخص ملاحق بأكثر من 16 ملفاً ويدخل إلى المحكمة بمعدّل ثلاث مرّات شهرياً، وقد مرّ على أكثر من 10 قضاة عسكريين وعدليين من دون أن يدلي بالمعلومات التي يقول اليوم إنّها في جعبته؟ وكيف يكون الشخص الذي تمّ توقيفه منذ أكثر من عامين وفاجأ المحققين بسرعة اعترافاته عن تورطّه في غالبية تفجيرات الضاحية، أن يتذكّر اليوم أنّه يعرف أسراراً تتعلّق باغتيال الحريري بعد 11 عاماً على اغتياله؟!

حتّى اليوم لا أحد يملك إجابات عن هذه الأسئلة، سوى الاعتقاد السائد أنّها «مسرحيّة جديدة» من نعيم عبّاس يريد فيها القول: «إنقلوني من الريحانيّة ولا تحاكموني»!