عقد المكتب السياسي لتيار “المستقبل” إجتماعًا برئاسة الرئيس سعد الحريري حضرته غالبية الأعضاء. وهذا الاجتماع هو الأول منذ سنوات. بحسب مصادر في التيار، أتى إنعقاد هذا الاجتماع في سياق “البحث عن خطة عمل تتضمن تقويم مسار التيار وتوجهاته”، واستمرّ نحو ساعتين ونصف ساعة.
وقالت مصادر الاجتماع لصحيفة “الأخبار” إنّه جرى نقاش منفتح وواضح بشأن كل المرحلة السابقة، والمحطات التي مرّ بها تيار “المستقبل” منذ خروج الحريري من البلاد حتى الانتخابات البلدية الأخيرة”. وخلال الاجتماع عبّر عدد كبير من الأعضاء عن وجهة نظرهم في ما يتعلق بالخيارات التي اتخذها الرئيس الحريري تحديداً في ما يتعلق بالحوار الثنائي مع “حزب الله”، وترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.
وفي هذا السياق، لفتت المصادر إلى أنّ أحدًا من الحاضرين لم يطالب الحريري بالتراجع عن هذه الخيارات، لكنّهم أبدوا استياءهم “لأنّ هذه الخيارات أحرجتنا أمام شارعنا”. لكن الرئيس الحريري أعاد التذكير بالأسباب التي دفعته إلى السير بهذه الخطوات، وأكد أنه مستمر فيها للحدّ من الاحتقان المذهبي.
كذلك ناقش الحاضرون مغزى نتائج الانتخابات البلدية، ورفضوا اعتبار انتصار اللائحة المدعومة من الوزير أشرف ريفي هزيمة للتيار، بل هو انتصار لخطنا أيضاً.
أمّا في الشأن التنظيمي، فقد تقرر عقد المؤتمر العام لتيار “المستقبل” منتصف تشرين الأول المقبل، وكُلِّفَت لجنة تحضيرية خاصة تتولّى الإعداد للمؤتمر وصياغة الورقة السياسية والتقرير التنظيمي.
وعلمت “الأخبار” أن أعضاء اللجنة هم “راشد فايد، وليد يونس، وليد النقيب، حسان الرفاعي، صالح فروخ وأحمد الحريري”، مهمتهم “إعداد بيان سياسي للمرحلة المقبلة، وتنظيم الحالة الديموقراطية داخل التيار، وصولاً إلى انعقاد الجمعية العامة، ودراسة المقترحات التنظيمة، أبرزها تعزيز الانتساب إلى التيار وتفعليه”.
ولفتت المصادر إلى أنّ “بعض الحاضرين طرحوا فكرة استقالة المكتب السياسي لتسهيل الدعوة إلى انتخابات داخلية مبكرة، لكن هذا الطرح لم يلقَ قبولاً عند الأكثرية”.
وفي نهاية الاجتماع عبّر الرئيس الحريري عن أمله في أن يشكل المؤتمر والأعمال التحضيرية له فرصة جديدة وبنّاءة في مقاربة تطلعات القاعدة الشعبية، وبخاصة الشباب والمرأة، وأن يفتح ذلك كله آفاقاً واعدة للعمل السياسي والاجتماعي في تيار “المستقبل” وفي المجال الوطني”.