IMLebanon

الأضرار المحتملة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

Brexityes
دومينيك دودلي

بعد نحو أسبوعين، ستحسم المملكة المتحدة قرارها بشأن عضويتها في الاتحاد الأوروبي، فهل ستبقى فيه أم لا؟ وماذا عن استطلاع الرأي الذي أظهر رغبة شعبية للخروج من الاتحاد؟

لكن يبدو أن احتمال حدوث ذلك يثير حفيظة الكثيرين، سيما في منطقة الشرق الأوسط؛ فشركات الطيران في الخليج العربي قلقة حول آثار هذا القرار المحتمل على أعمالها، واتفاقية الأجواء المفتوحة مع الاتحاد الأوروبي. يصرح المدير التنفيذي في (Etihad Airways) جيمس هوغان: “هذا الوضع يثير القلق”.

كما أعلنت المفوضية الأوروبية في 7 يونيو/ حزيران الحالي، عن مباشرتها التفاوض بشأن صفقات الطيران الجديدة للاتحاد الأوروبي مع تركيا وقطر الإمارات، وأعضاء في اتحاد دول جنوب شرق آسيا. وستتم الصفقات بصورة منفصلة مع الجانب البريطاني إذا اختارت مغادرة الاتحاد الأوروبي.

على الصعيد نفسه، سيتعرض المستثمرون العقاريون لضرر أشد، فلندن كانت وجهة مفضلة للمستثمرين من الشرق الأوسط، ممن أنفقوا مليارات الأموال على شراء الأبنية السكنية والتجارية في مختلف أرجاء العاصمة. وقد توقف نشاط تداول العقارات في الوقت الراهن، بسبب ترقب المستثمرين للتصويت الذي سيجري في 23 يونيو/ حزيران الحالي، إذ يتوقعون انخفاض أسعار الملكيات العقارية بسبب الاحتمال نفسه.

تقول رئيسة بحوث الشرق الأوسط في وكالة (Knight Frank) العقارية، دانا سالباك: “نرى عدداً من المستثمرين ممن يفضلون الانتظار والترقب عندما يتعلق الأمر بتجارة العقارات في لندن”. كذلك قد يضعف دور مدينة لندن كمركز مالي دولي، إذا فقدت قدرتها الحرة على ولوج السوق الأوروبية الواحدة. والعديد من المصارف الدولية الرائدة مثل (JP Morgan) يبدو أنها ستسحب بعض طواقم العاملين لديها، وستقلص بعض عملياتها في حال تقرر الخروج.

وفيما تنشط في لندن مصارف عدة من الشرق الأوسط، فقد تغدو المدينة مكاناً أقل جاذبية لها وللأثرياء ممن يفضلون إجراء بعض عملياتهم المصرفية الخاصة في مدينة لندن.

صحيح أن منطقة الشرق الأوسط تمثل شراكة تجارية مهمة لبريطانيا، لكنها ليست الأهم على الإطلاق؛ فهناك أفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، فضلاً عن أميركا الشمالية وآسيا. وقد حققت المملكة في العام الماضي فائضاً تجارياً مع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يصل إلى 20 مليار جنيه استرليني من الصادرات، مقارنة بـــ12 مليار جنيه استرليني من الواردات. كما تحقق أعظم فائض تجاري مع الإمارات والسعودية. لكنها تخفق على أي حال بعجوزات تجارية في 6 بلدان، منها: تونس والمغرب والكويت وقطر والجزائر.

فيما يعقد الاتحاد الأوروبي اتحاداً جمركياً مع تركيا، واتفاقات تجارة تفضيلية مع معظم الدول المحاذية للبحر الأبيض المتوسط، بما فيها الجزائر ومصر.

وفي هذه الأثناء، يأمل المراقبون في المنطقة بعدم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتصويت مواطنيها للبقاء جزءاً منه.