Site icon IMLebanon

قداس لراحة أنفس طوني فرنجية وعائلته في إهدن

 

 

 

أقيم في باحة قصر الرئيس الراحل سليمان فرنجية في إهدن، في ذكرى 13 حزيران، قداس احتفالي لراحة أنفس الشهيد طوني فرنجية وزوجته فيرا وطفلته جيهان و28 مواطنا اهدنيا، شارك فيه رئيس تيار “المرده” النائب سليمان فرنجية يحيط به زوجته ريما ونجلاه طوني وباسل افراد عائلة الرئيس الراحل سليمان فرنجية، نائبا زغرتا اسطفان الدويهي وسليم كرم، الوزير السابق فايز غصن، رئيس حركة “الاستقلال” ميشال معوض وزوجته ماريال، المهندس زياد مكاري وفاعليات زغرتاوية.

وحضر القداس وزراء ونواب حاليون وسابقيون، محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر، رؤساء اتحادات بلديات وبلديات واعضاء مجالس بلدية وفاعليات سياسية وقضائية وامنية واجتماعية وثقافية وتربوية ومخاتير وجمعيات واندية.

 

العظة

وترأس الذبيحة الإلهية الأب اسطفان فرنجية بمشاركة رئيس دير مار سركيس وباخوس في زغرتا الاب ابراهيم ابو راجل، رئيس الصندوق الماروني الاب نادر نادر والكهنة شارل قصاص، جان مورا، الأب شربل طراد وكيل دير مار شربل بقاعكفرا، وقد القى الأب فرنجية عظة قال فيها إنه من ذكرى الثالث عشر من حزيران، ذكرى استشهاد طوني فرنجية وزوجته فيرا وطفلتهما جيهان وكوكبة نأخذ العبر. نتعلم من ثباتهم قيمة الثبات حتى الموت على المواقف الاخلاقية والسياسية الاساسية.

وتابع: “كما كانت دماء الشهيد طوني فرنجية وعائلته ورفاقه وغيرهم من الشهداء الضمانة لوحدة لبنان ومنع تقسيمه وفجر قيامته، نسأل الله ان تكون دماء الابرياء الضمانة لوحدة شرقنا، بمسيحييه ومسلميه، والضمانة لوحدة العيش الواحد المؤسس على انسانية الانسان وابوة الله الواحد الذي يشرق شمسه على الاخيار والاشرار، لا على اساس دينه أو مذهبه أو طائفته أو موطنه الجغرافي أو قوميته أو لونه أو تاريخه.

وسأل فرنجية: “أمام التحديات الكبرى وحفاظا على الوطن ووحدته وحفاظا على دماء الشهداء، لا يزال صاحب الغبطة ينادي بانتخاب رئيس للدولة، رمز وحدة الارض والشعب، وقائد سفينة البلاد، فهل يستقيم جسد بلا رأس وهل تسير السفينة الى شاطىء الامان من دون ربان حكيم؟”.

وقال: “صاحب المعالي نجل الشهيد طوني فرنجية، لقد ارتفع أمل اللبنانيين في لبنان وبلاد الاغتراب عندما برز اسمكم مرشحا لرئاسة الجمهورية اللبنانية لما تتصف به وعلى مثال جدكم المغفور له الرئيس سليمان فرنجية ووالدكم الشهيد طوني من وضوح وصراحة وايمان بلبنان الحر الموحد ومن رؤية وطنية تتسم بالموضوعية والانسجام مع الذات ومع الآخرين وايمان بمؤسسات الدولة واحترامها مرددا بشكل دائم: “القانون يأخذ مجراه. وإننا نصلي اليوم معكم ومع عائلتكم ومع عمكم الاستاذ روبير الذي كان ولا يزال بمثابة الوالد لكم والصديق وعماتك لميا، صونيا ومايا ومع هذه الجماعة الحاضرة معنا، من فعاليات سياسية وامنية ومن عائلات الشهداء واهل واصدقاء على نية لبنان والشرق ليقف نزيف الدم ليعم الامن والسلام ونصلي على نيتكم لتكمل مشيئة الله فيكم مرددين وبكل ثقة كلام يسوع: “لا تخف ايها القطيع الصغير”، “وشعرة من رؤوسكم لا تسقط دون علم ابيكم”.

وأضاف: “صاحب المعالي لقد اتسمت الحياة السياسية في زغرتا والمنطقة في السنوات الأخيرة بالخطوات الثابتة التي يخطها نجلكم طوني، وبرزت واضحة في الانتخابات البلدية والاختيارية الاخيرة حيث قاد بإسمكم مسيرة التوافق الانمائي جنبا الى جنب مع الاستاذ ميشال معوض نجل شهيد وحدة لبنان المغفور له الرئيس الشهيد رينيه معوض، وعملا معا ومع حلفائهما على توطيد روح الألفة في المنطقة وتعزيز روح التنافس الديموقراطي والانمائي، بكل مسؤولية وانفتاح سائلين الله بشفاعة سيدة الحصن ان يثبت هذه الخطوات لما فيها من خير لمنطقتنا”.

وتابع: “لقد رافق هذه الانتخابات البلدية والاختيارية اجواء سياسية قريبة من تلك التي عاشها لبنان عموما والمسيحيون خصوصا قبيل استشهاد طوني فرنجية، اجواء ما يسمى آنذاك صراع الاحزاب والعائلات، حينها انبرى الشهيد طوني فرنجية بصراحته وجرأته يدافع عن رأيه في رفضه الامتداد الحزبي العشوائي وعن رفضه لتأسيس حزب خاص به قائلا: “نحن ضد تأليف الاحزاب الصغيرة لأنها تموت مع موت رئيسها”، “وان ما تطلق عليه تسمية الاحزاب في لبنان فإنها ليست كذلك لأن كل حزب في لبنان هو حزب العائلة وليس حزبا حقيقيا “. واكد بأنه ليس ضد الاحزاب وان من اطلق الحرية للاحزاب هو والده عند تسلمه رئاسة الجمهورية، وتساءل عن أي احزاب نتكلم عن حزب الرجل أو حزب الأشخاص؟ ويقول انا اتحدى اي رئيس حزب اليوم يتنحى ويقول لست رئيسا للحزب الآن، او يطالب بوضع مادة في النظام الداخلي تحرم على الرئيس الحزبي ان يتولى رئاسة الحزب اكثر من ولايتين ولمدة ست سنوات او ثلاثة عشرة سنة”.

وقال: “هذا الكلام الذي قاله الشهيد طوني فرنجية نضعه امام ضمير اللبنانيين لا من باب السياسة الضيقة بل من باب التوق الى حياة حزبية حقيقية تجمع ابناء الوطن على قواعد اخلاقية ثابتة وعلى مبادىء سياسية راسخة والى حياة سياسية صادقة ومنسجمة مع الذات لا تقوم على الشعارات الزائفة وسياسة “إجر بالبور وإجر بالفلاحة” كما قال الشهيد طوني فرنجية، فالامتداد الحزبي العشوائي الذي شهده عصر طوني فرنجية وبعده دفع ثمنه الابرياء من خلال ما عرف بحروب توحيد البندقيات وبعدها بالانتفاضات المتعددة، دون من يسأل ودون من يحاسب”.

وأضاف: “نردد ما قاله الشهيد طوني فرنجية قبل استشهاده بأيام لجريدة الشرق عندما سئل عن المصير: “الاشخاص يزولون اما لبنان فهو باق ونتضرع لسيدة زغرتا كي تحرس لبنان”.

وتابع: “أخيرا اننا نهنىء المجالس البلدية والاختيارية التي انتجها هذا التوافق والتي لم ينتجها، التي فازت والتي لم تفز، لأن الانتصار الحقيقي كان لروح التوافق في منطقتنا ولروح قبول الآخر المختلف سياسيا أو اجتماعيا، وهذا هو الاهم لأن هدف كل مركز مهما علا شأنه هو خدمة المجتمع بكل تجرد ومسؤولية بكل حب وتفان”.