كتب بسام أبو زيد
عند وقوع أي حادث أمني يعود الحديث على الساحة اللبنانية عن نظرية المؤامرة والطابور الخامس، وأصبح واضحا أن العودة لهذه النغمة تستهدف أمرين:
الأول التغطية على عجز الجهات المكلفة بالأمن. والثاني هو محاولة التعمية على الفاعل الحقيقي.
آخر فصول هذه النظرية هو ما حدث بعد انفجار العبوة التي استهدفت الفرع الرئيسي لبنك لبنان والمهجر، فتصاعد الحديث عن المؤامرة والطابور الخامس وحتى إسرائيل الذين استغلوا الخلاف بين حزب الله وجمعية المصارف ومصرف لبنان على خلفية القانون الأميركي لمكافحة تمويل حزب الله، فلجأوا إلى التفجير من أجل تأجيج هذا الخلاف وإشعال الفتنة وضرب عماد الاقتصاد اللبناني وهو القطاع المصرفي.
وإذا سلمنا جدلا أن هذا التحليل هو الحقيقة بعينها، فبماذا يمكن أن نصف ما سبق هذا التفجير من هجوم على بنك لبنان والمهجر ونعته بالإسرائيلي أكثر من الاسرائيليين؟وفي خانة أي طابور نضع أولئك الذين كتبوا وهاجموا وحرضوا على هذا المصرف؟
لا أريد القول إن هؤلاء جزء من الطابور الخامس المتهم بالجريمة، فهم بالدرجة الأولى لبنانيون ولا أعتقد أنهم يساهمون بأي شكل من الأشكال في معاونة هذا الطابور على النيل من أمن لبنان واقتصاده. ولكن السؤال الأساس لماذا كتب هؤلاء عن هذا المصرف بهذه الطريقة؟ هل لأنه بالفعل هو رأس حربة في استهداف حزب الله ماليا من قبل الاميركيين؟ هل لأنه وحده ينفذ المراسيم التطبيقية في القانون الاميركي؟ هل لأنه واحد من أهم المصارف اللبنانية ونال جائزة قبل أيام في هذا الاطار؟
كلها أسئلة مشروعة لأن من هاجم هذا المصرف بحق أو من دون حق، بقصد أو عن غير قصد،حدد وربما من دون أن يدري للطابور الخامس المتهم بالتفجير الهدف الذي يجب أن يهاجمه كي يصيب أهدافا عدة بتفجير واحد.
إن التحقيق في قضية التفجير هذه يجب أن يأخذ بعين الاعتبار كل ما كتب وقيل بحق هذا المصرف قبل وقوع الهجوم، ويجب علينا كلبنانيين أن ندرك فعلا أن هناك طابورا خامسا يتربص شرا ببلدنا فلا نوفر له المقدمات والمبرارت والأجواء لتنفيذ ما يصبو إليه،فحماية البلد ومؤسساته وشعبه وأحزابه لا تكون بالمساعدة غير المقصودة للطابور الخامس على ضرب أمن لبنان واستقراره واقتصاده فكيف إذا أتت هذه المساعدة من بعض من يعتبرون أنفسهم حراسا على الكلمة، والمقاومة، ورأس حربة في مواجهة المشروع الصهيو – أميركي.
جاء في القول الشائع: إن كنت تدري فتلك مصيبة،وإن كنت لا تدري فالمصيبة أكبر.
فعلا إن المصيبة مع هؤلاء، أكبر وكل الأمل ألا تكبر أكثر فأكثر.