إستغرب وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف تصريحات نظيره الأميركي جون كيري، الذي قال فيها: “للصبر حدوداً”، في ما يخص الأزمة السورية.
وقال لافروف خلال مشاركته في جلسة نادي “فالداي” الدولي على هامش منتدى بطرسبورغ الدولي اليوم الخميس: “إنّني رأيت تصريحات جون كيري ودهشت. يتحلى جون كيري عادة بضبط النفس، ولا أعرف ماذا حصل معه. ثم قرأت توضيحاً اصدرته وزارة الخارجية الأميركية بشأن تصريحاته، فعليهم أن يتحلوا بصبر أكبر”.
وأضاف: “إنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما تحدث أكثر من مرة عن سياسة صبر استراتيجي تمارسها إدارته. وفي ما يخصّ جوهر الموضوع الذي أثار قلق جون كيري إلى هذه الدرجة، فهو تحدث عن نفاد الصبر في شأن عجزنا عن عمل ما يجب علينا أن نفعله مع بشار الأسد، فأذكر بأنّنا لم نقدم أيّ التزامات أو وعود لأحد”.
وتابع: “لقد اتفقنا على أنّ جميع من يعمل من أجل تسوية الأزمة السورية سيسترشدون بالاتفاقات التي تم تحقيقها في إطار مجموعة دعم سوريا، والتي تبناها مجلس الأمن الدولي في قراره”.
ورفض لافروف “تحميل روسيا مسؤولية تعثر عملية التسوية السلمية في سوريا”، مؤكداً أنّ “واشنطن تتحمل مسؤولية رفض المعارضة السورية الجلوس إلى طاولة التفاوض”.
وأشار إلى أنّ “الهدنة ما زالت صامدة، رغم الخروق العديدة لنظام وقف إطلاق النار في سوريا. كما شهد الوضع الميداني تحسنا ملموساً، وتم إيصال المساعدات الإنسانية إلى العديد من المناطق المحاصرة، لكنّ، لم يتم تحقيق أيّ تقدم على المسار السياسي”.
ولفت إلى أنّه “اجتمع بالمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي أكد لهم عجزه عن إطلاق حوار سياسي بمشاركة كل الأطراف السورية”، وقال: “إنّ الأتراك لا يسمحون بمشاركة الأكراد في المحادثات، فيما ترفض الهيئة العليا للتفاوض الاعتراف بالحقوق المتساوية لفصائل المعارضة الأخرى، بل تطالب باعتبارها المفاوض الرئيس”.
وأضاف: “أما العجز عن إقناع هؤلاء الأشخاص بالجلوس إلى طاولة المفاوضات بمراعاة تامة للتفويض المعطى من جانب الأمم المتحدة، فجاء ليس بذنبنا، بل بذنب الولايات المتحدة التي تقف عاجزة، أو ربما لا تريد الضغط على حلفائها في المنطقة”.
ولم يستبعد لافروف “أن يكون الغرب يسعى إلى استغلال تنظيم جبهة النصرة لإسقاط النظام الحاكم في سوريا”، وقال: “يتكون لدي انطباع أن هناك لعبة ما تجري، فهم ربما يريدون الحفاظ على النصرة بشكل ما، ثم استخدامها لإسقاط النظام”.
وأشار إلى أنّه “سأل كيري في شأن هذه اللعبة مباشرة، لكنّ الأخير نفى ممارسة أي ألعاب”، وقال: “إنّه مندهش من عجز الأميركيين في إجبار فصائل المعارضة التي يدعمونها على الخروج من المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين”.
ولفت لافروف إلى أنّه “سبق لكيري أن تعهد قبل 3 أشهر بإخراج المعارضين المعتدلين من المناطق القريبة من مناطق سيطرة النصرة في غضون أسبوعين أو 3 أسابيع، لكنّ الوزير الأميركي يقول إنّ واشنطن بحاجة إلى شهرين أو 3 أشهر لإحراز هذه المهمة”.
واعتبر أنّ “التسوية باتت في دائرة خبيثة، إذ ترفض الهيئة العليا للتفاوض الجلوس إلى طاولة المفاوضات، طالما تستمر الغارات الجوية، لكنّ من شأن إيقاف الغارات الجوية إعطاء النصرة المزيد من الإمكانات لتعزيز قدراتها بفضل تدفق التعزيزات والآليات القتالية والأسلحة والذخيرة من الأراضي التركية”.