IMLebanon

ازدهار تجارة الاسلحة الاسرائيلية مع زيادة ميزانيات الدفاع في اوروبا

x95
مع تضاعف ميزانيات الدفاع في اوروبا بسبب تزايد التهديدات ، تشهد مبيعات شركات الاسلحة الاسرائيلية زيادة كبيرة ما يعزز صورة اسرائيل كرائدة في مجال الاسلحة.
وياتي ارتفاع مبيعات الاسلحة الاسرائيلية رغم وربما بفضل احتلالها للاراضي الفلسطينية حيث تؤكد الشركات الاسرائيلية على انها اختبرت منتجاتها من الاسلحة ميدانيا في الصراع مع الفلسطينيين.
وظل الانفاق الاوروبي على الدفاع والامن ثابتا تقريبا في العقد الماضي، الا ان ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014 وسلسلة هجمات شنها جهاديون في فرنسا ومع تدفق موجات اللاجئين من الشرق الاوسط، ادى الى ارتفاع جلي في هذه الميزانية.
وقال تقرير صدر مؤخرا ان ميزانيات الدفاع في القارة الاوروبية ارتفعت بنسبة 8,3% هذا العام.
واستغلت شركات اسرائيلية التي يتمتع معظمها بدعم قوي من الدولة، ذلك عن طريق تقديم منتجات جديدة.
وشاركت 29 شركة اسرائيلية لتصنيع الاسلحة هذا الاسبوع في معرض “يوروساتوري” وهو اكبر معرض للاسلحة البرية قرب باريس، وقامت بعرض احدث تقنيات الاسلحة هناك.
وارتفعت صادرات الاسلحة من اسرائيل الى فرنسا التي لطالما انتقدت بشدة البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة والتي تشرف على مبادرة سلام يعارضها الاسرائيليون.
وفقا لمعهد التصدير الاسرائيلي، بلغ اجمالي صادرات تقنيات الدفاع ومعدات الامن الداخلي من اسرائيل الى فرنسا ما يقارب 150 مليون دولار اميركي في العام 2014.
بينما تضاعف الرقم ليصل الى 355 مليون دولار في عام 2015 اثر تعرض فرنسا لهجومين كبيرين شنهما جهاديون.
ويتوقع محللون من مجموعة ” أي أتش إس جاينز” المتخصصة في شؤون الاسلحة ان تصبح اسرائيل في عام 2016 سابع اكبر مصدر في مجال الاسلحة في العالم مكان ايطاليا–وهي اصغر دولة بين العشرة الاوائل من حيث الحجم.
ويقول ران كريل، نائب رئيس قسم التسويق الدولي في شركة “ايلبيت سيستمز” الاسرائيلية التي تعد احد اكبر شركات الاسلحة في الدولة العبرية ان هناك “تزايدا كبيرا” في الاهتمام الاوروبي في التقنيات المصنوعة في اسرائيل.
وحققت الشركة ارباحا اقل بقليل من 900 مليون دولار العام الماضي.
وبحسب كريل، فان هذا الاهتمام يأتي “بعد سنوات طويلة تراجعت فيها ميزانيات الدفاع في اوروبا”.

جهاز لرؤية ما وراء الاشجار
وعلى هامش معرض اعلامي عقد لتقديم التقنيات الجديدة في شركة “ايلبيت”، عرض نظام رادارات تقول الشركة انه الاول من نوعه المصمم خصيصا لتحديد مكان الناس بين الاشجار.
وحاول مندوب مبيعات تابع للشركة اقناع الحاضرين ان النظام سيكون مثاليا للدول الاوروبية التي تسعى لتحديد موقع المهاجرين المختبئين في الغابات.
وقال “لن تكونوا مجبرين على اطلاق النار عليهم، ويمكن توقيفهم من قوات الشرطة”.
واكد كريل ان شركته الاسرائيلية التي قامت في عام 2014 بتزويد طائرات بلا طيار لحماية الملاعب في كأس العالم التي نظمت في البرازيل، مشاركة ايضا في تأمين بطولة كأس اوروبا 2016 الجارية حاليا في فرنسا، دون ان يوضح كيف.
وترى شركات اسلحة اخرى في اسرائيل اهتماما متزايدا بانشطتها.
ويؤكد شاؤول غولد من شركة “ايجينت في اي ” المتخصصة في كاميرات المراقبة والتكنولوجيا الذكية ان شركته شهدت زيادة في الاستفسارات تتراوح بين 5%- 10% في الاشهر الستة الاخيرة من شمال اوروبا.
و من بين الزبائن المحتملين الذين التقوا بهذه الشركة حول انظمة المراقبة الخاصة بها، مطار بروكسل.
وشهد مطار بروكسل في نيسان/ابريل الماضي تفجيرا انتحاريا بالاضافة الى هجوم في محطة مترو ما ادى الى متقتل 22 شخصا.
ويشير غولد ان المطارات الاوروبية تبدي اهتماما متزايدا في التعرف عن الاجراءات الامنية المتبعة في مطار بن غوريون الاسرائيلي.
ويعد مطار بن غوريون مثالا على اعلى الاجراءات الامنية حول العالم ويندد المنتقدون بقيام المطار دائما بالتنميط العنصري الصارخ.

“تميز” اسرائيلي؟
وقد تشكل الرغبة في التزود بتقنيات اسرائيلية تحديا اخلاقيا امام الدول الاوروبية التي لطالما نددت بسياسة اسرائيل تجاه الفلسطينيين.
وتم اختبار العديد من التقنيات والاسلحة التي تباع للدول الاوروبية بشكل اولي في الصراع مع الفلسطينيين، بما في ذلك حزب غزة عام 2014.
وتعد هذه الخبرة للكثير من الشركات نقطة بيع رئيسية.
ويقول كريل “هذه الدولة معجبة كثيرا بالخبرة التشغيلية لهذه الانظمة”.
وبحسب كريل فان “معظم هذه المنتجات والتكنولوجيا تستخدم في الميدان وتؤتي ثمارها. هذا امر مهم للغاية لدى الزبائن، خاصة اولئك الذين هم بحاجة الى تكنولوجيا فورية وحلول فورية”.
ويؤكد جيل بيريز من المعهد الاسرائيلي للصادرات ان “التميز الاسرائيلي هو ان النظام البيئي الامني يسمح للشركات الاسرائيلية بالقيام بالعديد من الاختبارات. العديد من الاختبارات في البلاد”.
وتابع “بامكانهم اختبارها مع (الجيش الاسرائيلي) او قوات الامن الخاصة”.
ومن جانبها، رات سري بشي مديرة قسم اسرائيل وفلسطين في هيومن رايتس ووتش انه خلال حرب غزة عام 2014، تم توثيق عدة “انتهاكات لقوانين الحرب التي يبدو بانها ترقى لمستوى جرائم حرب في غزة باستخدام بعض هذه الاسلحة”.
وبحسب بشي فان “هذا النوع من الخبرة الميدانية ليس امرا يدعو للفخر”.