IMLebanon

الحريري: أميركا والخليج يعاقبان “حزب الله” وليس الشيعة

saad-harireh-new-1

 

 

أكد الرئيس سعد الحريري، أنه سعيد لأن لبنان لا يزال حتى اليوم رمزاً للعيش المشترك وحزين لأن اهالي سوريا غير قادرين على أن يكونوا فرحين بحلول رمضان.

الحريري وفي إفطار رمضاني على شرف عائلات من زحلة والبقاع الأوسط وبعلبك، في شتورا، قال: “في سوريا هناك نصف مليون قتيل وأكثر من 8 ملايين مهجر، لافتاً إلى انه ليس مستعداً لا من أجل المزايدات ولا من اجل الانتخابات أن يسمح لأهل البقاع بأن يحدث لهم ما يحصل مع الشعب السوري”.

وأضاف: “أميركا تعاقب “حزب الله” وليس أخواننا الشيعة وكذلك الأمر للسعودية والبحرين وقطر وغيرها من الدول العربية و”حزب الله” يرمي آلاف الشباب على جبهات القتال المجنون”.

وعن الملف الرئاسي، قال: “حزب الله” ومنذ سنتين يمنع اكتمال النصاب لانتخاب رئيس وربما هو مرتاح كذلك ومن ثم يأتي ليقول أن سبب الشغور الرئاسي هو أنا، فأقول له المرشحون للرئاسة هم من فريقك وبالتالي عليك أن توقف الشغور في سدة الرئاسة واختيار اسم”. وأوضح أنه لا يمانع أن يصل رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع إلى سدة الرئاسة وسيكون اول من يصوت له”.

وتابع: “سنبقى نناضل بالكلمة لمنع الفتنة والفراغ”.

وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها الرئيس الحريري: أحبائي، أصدقائي ورفاقي من زحلة وكل البقاع الأوسط، ومن بعلبك، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل رمضان وأنتم بخير.

اللقاء معكم  يشعرني دائما بفرح كبير، لكنني حزين وسعيد معا هذه الليلة، عندما أتذكّر أننا نلتقي على بعد كيلومترات معدودة من حرب مجنونة طاحنة وحريق كبير مشتعل على الجانب الآخر من الحدود، فيما هذه البقعة العزيزة من لبنان تنعم بالأمن والأمان والإستقرار.

حزين جدا لأنّ إخوتنا في سوريا محرومون خير رمضان وبركته وأمنه وأمانه وسكينته، وسعيد جدا أن بلدنا وهذا البقاع الأبي بالذات ما زال قادرا على تفادي لهيب حروب الجوار وما زال رمزا للعيش الواحد والتآخي بين الطوائف والمذاهب، كما يشهد على ذلك  هذا الإفطار الكريم.

أحبتي أهل البقاع الأوسط وأهل بعلبك، الوحدة الوطنية والعيش المشترك التي قد تبدو مجرّد كلمات للبعض هي ممارسة يومية وفعل مستمر ودائم في منطقتكم الحبيبة، وهي مسؤولية وطنية لكل مواطن وكل مسؤول في بلدنا.

أتعلمون؟ عندما أكون واقفا هنا معكم، يخطر في بالي كل من ينظّـر ويزايد على خياراتنا الوطنية، وأطلب منكم أن تدعوه ليأتي إليكم وتأخذوه من يده على بعد مرمى حجر من هنا، ليرى بعينه ماذا يحصل في سوريا، ثم تعيدوه ليفطر معنا في هذه البقعة من لبنان. فعندها قد تتضح له الصورة أن هذه النار إذا سمحنا لها أن تصل إلينا ما الذي يمكن أن يحصل:

في سوريا، أصبح هناك نصف مليون قتيل و8 ملايين نازح ومهجّر ولا أعلم كم مائة ألف جريح وغريق ومعوق، ومئات البلدات والمدن المدمرة عن بكرة أبيها، والعالم مقسوم قسمين: قسم يشارك في قتل الشعب السوري مع المجرم بشار الأسد، وقسم يتفرّج، وأقصى ما يفعله؟… بيان إدانة.

أنا غير مستعد، لا من أجل مزايدات، ولا من أجل انتخابات ولا من أجل أي شيء في الدنيا، أن أسمح لأهلي أن يتعرّضوا هنا في البقاع وفي لبنان لما يتعرض له أخوتنا في سوريا. هذه أمانة سلمني إياها رفيق الحريري ولست مستعدا، لا أن أفرط فيها ولا أن أفرط بكم.

إخوتي وأخواتي،

أعلم أنّ هذا الكلام الواضح يصبح صعب القبول والتطبيق عندما يواجه بممارسات حزب الله وسلوكه في لبنان كما خارج الحدود. والحقّ يقال أنّ لبنان، كل لبنان بكل مناطقه وطوائفه، بدءا من الطائفة الشيعية الكريمة، يدفع أثماناً لا تطاق لخيارات، لا رأي فيها للبنان واللبنانيين ودولتهم. لبنان يعاني من مسلسل تورط الحزب وليس شيعة لبنان، في حروب لا نجني منها سوى المقاطعة والعقوبات ووقف الدعم عن مؤسساتنا الشرعية. والآن هناك مشكلة حقيقية بين حزب الله، وليس أخواننا الشيعة، كما يحاول الحزب أن يصوّرها، وجزء أساسي من المجتمع الدولي والمجتمع العربي، والعقوبات الأميركية تعكس جانبا من هذه المشكلة التي نرى لها وجوها متعددة أيضا في العلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي. الولايات المتحدة تحاسب أو تعاقب حزب الله، وليس أخواننا الشيعة، على عمليات أمنية، ومعظم الدول الأوروبية أدرجته على لوائح الإرهاب على خلفية عمليات أمنية منسوبة إلى الحزب، وليس أخواننا الشيعة، وكذلك الأمر بالنسبة للسعودية والبحرين والكويت والإمارات وقطر وغيرها من الدول العربية.

حزب الله لا يريد أن يعترف بهذه الحقيقة، ولا يقرّ بأنّ سياساته الأمنية والعسكرية هي لعنة كبيرة يدفع ثمنها بحياتهم آلاف الشباب الذين يرميهم على جبهات القتال المجنون ومئات آلاف اللبنانيين بمصالحهم كافة.

والآن، “آخر موضة”، حزب الله يتهجم على آخر قطاع لا يزال يحمل الاقتصاد، الذي  هو المصارف وعلى حاكم مصرف لبنان بحجة أنهم يطبقون قوانين، ليسوا هم من وضعها، ولكنهم ملزمون بتطبيقها، ومجلس النواب اللبناني التزم بتطبيقها!

عندما أقر المجلس النيابي في نهاية السنة الماضية قوانين مكافحة تبييض الأموال، التزم عمليا بتطبيق القوانين المالية العالمية! وتعلمون ماذا؟ هذه القوانين أقرت… بالإجماع! أي أنه من صوّت عليها أيضا؟ نواب حزب اللهّ وليس رياض سلامة! وهذا يعني أنه إذا أراد حزب الله أن يفتح حسابا في بنك إيراني سوف يتم رفضه بسبب هذه القوانين نفسها! إلا أننا لم نسمع هجوما من حزب الله على المصارف الإيرانية وعلى البنك المركزي الإيراني!

المشكلة هي في القوانين التي تتحكّم بالنظام المصرفي العالمي، وليس بالمصارف اللبنانية. والمشكلة هي في حزب الله وأعمال حزب الله وليس في الطائفة الشيعية الكريمة. وكل من يحاول قول غير ذلك يكون يكذب! وفوق ذلك كله هو يمنع منذ سنتين اكتمال النصاب في المجلس النيابي لأي جلسة انتخاب رئيس جمهورية. قد يكون الوضع الحالي مريحا بالنسبة إليه، دولة مشلولة، واقتصاد منكوب ولا أحد يقدر أن يتخذ أي قرار يمكن أن يسيّر أمور الناس أو يحسّـن معيشتها. وفي النهاية يأتي ليقول لنا أنه إذا ليس هناك من رئيس، يكون الحق على سعد الحريري!

هل المطروح أن أختار بين المرشحَين، مع حفظ الألقاب: سمير جعجع أو أمين الجميل، وأنا أرفض أن أنزل إلى المجلس مثلا؟؟؟؟ هل يريدون الدكتور جعجع يا ترى؟ لو كانوا يريدون الدكتور جعجع لكنت أول من نزل إلى المجلس وصوت وله، ولكن هذا هو الوضع، وهذا هو قدرنا: فما العمل؟ نحن من جهتنا، لن نكلّ ولن نملّ، وسنبقى نناضل بالسياسة، بالكلمة بالإقناع، لنمنع وصول الفتنة إلى بلدنا، لنمنع أن يأخذ التطرّف من اليأس ذريعة ليستحكم بأهلنا، ولنمنع الفراغ أن يصبح قاعدة في دولتنا. وأنا مقتنع أن اليوم بات قريبا، الذي يعود فيه الجميع إلى صوابهم وإلى بلدهم وتبدأ الحلول من انتخاب رئيس ويبدأ الشغل الحقيقي على الإقتصاد والأمور المعيشية والتربية والصحة والبيئة والثقافة، العمل الذي فيه منفعة لبلدنا، ولأهلنا، وللناس: “فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”، صدق الله العظيم.

أيها الأحبة،

إنّ منطقتكم تعاني، مثل كل لبنان، من الوضع الإقتصادي الصعب، وتعاني مثل سائر البقاع من مشاكل تصريف المحاصيل الزراعية والمشاكل المتعلقة بنهر الليطاني. ولقد وافقت الحكومة أمس على شراء محاصيل القمح والشعير. وهذه خطوة إيجابية سعينا لها وسنبقى نتابعها معكم، ونتابع البحث عن حلول للمحاصيل الأخرى بإذن الله. ولن أكرر ما قلته أمس عن الخطوات التي ستبدأ بعد عيد الفطر بإذن الله لمعالجة مشكلة تلوّث الليطاني. لكننا سنتابع العمل على تنظيف شريان الحياة هذا الذي يكاد يتحوّل إلى شريان موت!.

كما سنعمل على استكمال القناة 900 كي تصل إلى رياق بإذن الله. فليس من الطبيعي أن البقاع الأوسط، الذي هو أساسا خزان المياه، أن يكون عطشانا! وفي المرحلة القادمة سنعمل معكم لاستكمال فروع الجامعة اللبنانية في المنطقة، من دون ما ننسى استكمال الأوتوستراد العربي. هذا واجبنا، وهذا دين في رقبتنا لمنطقتكم، التي ردّت الرّد الديمقراطي السياسي السلمي على 7 أيار عندما أعطت الانتصار في الانتخابات النيابية الأخيرة لتيار المستقبل ولقوى 14 آذار.

والله كريم ورمضان كريم

وكل رمضان وأنتم بخير.