IMLebanon

بوتين يدعو لإطلاق شراكة أوراسية واسعة

PUTINspief
ألقى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجمعة 17 يونيو/حزيران، كلمة كشف خلالها عن موقف بلاده إزاء العديد من القضايا الاقتصادية والتجارية التي تهم روسيا وشركاءها من كافة دول العالم.

وفي كلمة في الجلسة العامة لمنتدى “سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي”، تطرق الرئيس بوتين إلى سبل تلافي الكساد المالي والاقتصادي في العالم الناجم عن هبوط أسعار النفط، مؤكدا أن المستقبل في التقانات المتقدمة.

ولفت الرئيس بوتين إلى أن العالم يعيش تحولات كبيرة، تطال كافة المجالات، وأنه لا مفر من إعادة هيكلة قطاعات بأكملها، والتخلي عن عدد آخر منها، حيث قال: “منتدى بطرسبورغ، يعد ساحة تقليدية لبحث المواضيع والمشاكل الاستراتيجية، هذا الحديث مهم اليوم خصوصا عندما يعيش العالم تحولات جدية، عندما تطال التغيرات العميقة عمليا كافة مجالات الحياة”.

وأضاف الرئيس بوتين: “الدول الرائدة في العالم، تبحث عن موارد للنمو بالدرجة الأولى في التكنولوجيا الرقمية والصناعية”. وتابع بوتين: “الاكتشافات في هذه المجالات، يمكن أن تؤدي إلى ثورة تكنولوجية حقيقة، إلى انفجار نمو العمل الإنتاجي، هذا يحدث ولا مفر من إعادة هيكلة قطاعات بأكملها والكثير من الصناعات والأصول ستفقد قيمتها”.

بوتين: في يونيو، نخطط لإطلاق شراكة أوراسية واسعة بمشاركة الصين

وخلال الكلمة، أعلن الرئيس الروسي أن من المقرر إطلاق الشراكة الأوراسية الكبرى رسميا مع الصين في شهر يونيو/حزيران الجاري، حيث قال: “نخطط مع زملائنا الصينيين لانطلاقة رسمية للمفاوضات حول إقامة الشراكة الاقتصادية التجارية الشاملة في أوراسيا بمشاركة دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي والصين”، معربا عن الأمل بأن يصبح ذلك أول خطوة لتشكيل “الشراكة الأوراسية الكبرى”.

كما دعا الرئيس بوتين لإنشاء شراكة أوروبية آسيوية كبيرة بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وبلدان أخرى، بما في ذلك الهند وإيران وباكستان وشركائها في رابطة الدول المستقلة.

وأعرب الرئيس الروسي عن تفهم روسيا لقلق الاتحاد الأوروبي إزاء إنشاء شراكة عبر الأطلسي مع الولايات المتحدة، حيث قال: “وكذلك نفهم جيدا شركائنا الأوروبيين، الذين يتحدثون عن قرار صعب لأوروبا خلال المفاوضات حول إقامة شراكة عبر الأطلسي”.

بوتين: 40 دولة أعربت عن استعدادها للتعاون مع الاتحاد الأوراسي

لفت الرئيس بوتين إلى أن حوالي 40 دولة ومنظمة دولية، مستعدة للتعاون مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وقال: “نرى آفاقا واسعة في تعاون الاتحاد الاقتصادي الأوراسي مع الدول الأخرى والاتحادات التكاملية، بالمناسبة، أعربت أكثر من 40 دولة ومنظمة دولية عن رغبتها في إقامة منطقة تجارة حرة مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي”.

كما نصح بوتين الساسة الأوروبيين بالاستجابة لتطلعات أوساط الأعمال الراغبة في التعاون مع روسيا، مؤكدا على ضرورة إبداء المرونة في هذه المسألة. وقال بوتين بهذا الصدد: “كما بينت اللقاءات الأخيرة مع ممثلي أوساط الأعمال الألمانية والفرنسية، أوساط الأعمال الأوروبية ترغب في التعاون مع بلادنا، وهي مستعدة لذلك. ولذلك، فإن الساسة يجب أن يستجيبوا لتطلعات أوساط الأعمال، وأن يظهروا الحكمة وبعد النظر والمرونة. نحن بحاجة لاستعادة الثقة في العلاقات “الأوروبية – الروسية”، واستعادة مستوى التعاون بين الجانبين”.

وأشار بوتين إلى عزم روسيا تحقيق نمو في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة لا تقل عن 4%، منوها بأنه يتوجب على الحكومة والمصرف المركزي العمل لتحقيق الاستقرار في مجال الاقتصاد الكلي.

وأكد الرئيس بوتين أن تدفق رؤوس الأموال إلى خارج روسيا انخفض 5 مرات منذ بداية العام، وأن التضخم يتباطأ، لافتا إلى أن معدل تضخم بحدود 4-5% يمكن تحقيقه على المدى المتوسط، وقال بوتين بهذا الشأن: “روسيا تمكنت من حل المشاكل الحالية الأكثر إلحاحا في الاقتصاد. ونتطلع، في المستقبل القريب، إلى استئناف النمو، حافظنا على الاحتياطي، خفضنا تدفقات رأس المال إلى حد كبير، مقارنة مع الربع الأول من 2015”.

وفيما يتعلق بقطاع الأعمال الصغير والمتوسط في روسيا، دعا الرئيس بوتين الحكومة والمسؤولين إلى إيلاء اهتمام بهذه القطاعات لدورها الهام في الاقتصاد الوطني، مؤكدا على أهمية زيادة عدد العاملين في هذين القطاعيين بمقدار 1.4 مليون شخص إلى 18 مليون شخص بحلول العام 2020.

وانطلقت في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، يوم أمس الخميس، أعمال المنتدى الاقتصادي الدولي بدورته الـ20، بمشاركة نخبة من السياسيين والاقتصاديين من مختلف أنحاء العالم.

ويشار هنا إلى أن هذا المنتدى السنوي بدأ أول دورة إنعقاد له في العام 1997، ومنذ 2006، ينعقد المنتدى تحت رعاية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبمشاركته.

وعلى مدى العقد الماضي، أصبح المنتدى من بين المنصات الاقتصادية الرائدة في العالم لبناء جسور التواصل بين ممثلي مجتمع رجال الأعمال. ويزور المنتدى هذا العام أكثر من 10 آلاف مشارك، بما في ذلك رؤساء دول وحكومات، ورؤساء شركات كبرى، وخبراء دوليون، وممثلون عن وسائل الإعلام والمجتمع المدني.