Site icon IMLebanon

تبييض صورة «سوكلين»

sukleenlandfill
هديل فرفور

من داخل مطمر الناعمة المُغطّى بالأتربة، سأل مدير موقع المطمر في شركة “سوكومي” عبد الرحمن طرابلسي الصحافيين: “شامّين ريحة شي؟”، فأجابه الصحافيون بالنفي، ولكن السكان كانوا يختنقون من الروائح المنبعثة ويشكون السمّ الذي يستنشقونه من الغازات المضرة التي لا رائحة لها! ولكن الطرابلسي يصر على ان “الشركة التزمت المواصفات الدولية للطمر”، متباهيا بانها منذ أواخر عام 2013، اي بعد اكثر من 16 عاما على بدء عملها، باتت تنتج نصف ميغاواط من الكهرباء من الغاز المُتصاعد من المطمر وتعطي الكهرباء لثلاث بلدات محيطة: عبيه، عين درافيل وبعورتا.

وأنه يجري حاليا العمل مع الدولة كي يُنتَج 7 ميغاواط من الكهرباء خلال سنوات مُقبلة.
بهذا الحديث “التجميلي” ختمت “سوكلين” جولتها الميدانية مع وسائل الإعلام. إذ كان الوصول الى مطمر الناعمة وإطلاع الصحافيين على آلية الطمر التي كانت تجري والمخطّطات المُستقبلية للمطمر الذي أُقفل الشهر الماضي، آخر “محطّة” في برنامج “اليوم الإعلامي داخل مواقع شركة سوكومي للفرز والمعالجة والطمر الصحّي” الذي نظّمته الشركة، أمس.
نهار “سوكلين” بدأ عند التاسعة صباحا، وافُتتح بزيارة الى معمل الفرز في الكرنتينا، حيث شرح مدير المعمل يحي حوماني آلية العمل التي تعتمد على الفرز اليدوي على نحو كبير. من ثمّ كانت الزيارة الى مركز الصلبيات والتخزين في برج حمّود حيث تُنقل المواد القابلة للتدوير التي تنتج من عملية الفرز في معملي الكرنتينا والعمروسية ويعاد فرزها لاستخراج الشوائب وفرمها تمهيدا لتسويقها الى معامل إعادة التدوير في لبنان. وفي المركز نفسه يجري تحويل الخشب الى حطب. أمّا بالنسبة لموقع التخمير والتسميد، فيُنتَج السماد و”يوّزع على آلاف المُزارعين”.

لم تُعلن الشركة، صراحةً، سبب دعوتها الإعلام الى هذه الجولة، لكن الجواب أتى على لسان المدير العام للشركة هاشم عيتاني إذ قال لـ “الأخبار” إن “الناس سيكتشفون الصورة الحقيقية للشركة بعيدا عمن الخطاب الهجومي السائد”، فيما تقول المسؤولة الإعلامية في الشركة باسكال نصّار إن “الشركة ارتأت بالتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار أن تفتح أبوابها للإعلام بعدما كثر الحديث المغلوط”. إلّا أن إطلاع الإعلام على آليات الفرز ومواقعه لا يُلغي وقائع “فضائحية” طبعت مسيرة الشركة التي بقيت تطمر طوال 18 عاما اكثر من 85% من النفايات (باعتراف الشركة نفسها). هنا، تتكرّر حجة الشركة: “لم تؤمّن الدولة لنا أراضي كي نتمكّن من معالجة النفايات العضوية بعدما زادت كميات النفايات من 1700 طن عام 1998 الى أكثر من 3000 طن، وبالتالي كنا نعالج النفايات التي تستطيع معاملنا تحمّلها”، وفق ما يقول عيتاني. ولكن ألم تكن الشركة تتقاضى اموالا لقاء أعمال المُعالجة ثم تعيد طمرها وتتقاضى مرّة ثانية اموالا طائلة على طمر نفايات معالجة؟ هنا لا يُجيب عيتاني. ما الهدف من تفعيل عملية الفرز طالما أن النفايات ستطمر؟ يقول عيتاني إن تفعيل الفرز من شأنه أن يستخرج مواد أكثر قابلة لإعادة التدوير. ألا تبيع سوكلين هذه المواد؟ بلى، يقول عيتاني.
بحسب الشركة، لا يختلف واقع النفايات الحالية التي يجري ركنها في الموقفين المؤقتين في برج حمود والكوستابرافا، والتي سيجري طمرها في البحر، عن “مصير” النفايات السابقة التي كان يجري طمرها من حيث التوضيب والفرز والمعالجة التي كانت تطاول معظم النفايات.