تقرير رولان خاطر
لم يعرف السريان في تاريخهم راحة البال كجماعة من ضمن الجماعات التي تكوّن هذا الشرق. حتى في لبنان، دفعوا ثمن الحرية من دمائهم، وهم الذين حاربوا إلى جانب وفي صفوف الأحزاب المسيحية دفاعاً عن هويتهم وعن الوجود المسيحي الحرّ وعن لبنان.
في التاريخ، احداث كبرى تطبع ثقافة الجماعات، ومن أشد الأحداث قساوة ودماوية التي طبعت التاريخ السرياني “مذابح سيفو”، والتي تعرف أيضاً بالمذابح الآشورية أو مذابح السريان، التي تعرضوا فيها للذبح على يد الدولة العثمانية في ذلك الوقت، أيام الحرب العالمية الأولى، حيث تعرض الآشوريون والسريان والكلدان لأبشع أنواع القتل وانتهاك حقوق الانسانية، فقتل مئات الآلاف منهم ونزح آخرون من مناطق سكنهم الأصلية في جنوب شرق تركيا الحالية وشمال غرب إيران. ويتراوح عدد الضحايا بحسب بعض الباحثين ما بين 250,000 إلى 500,000 شخص.
على خط مواز، كان سقوط نينوى عام 2014 في العراق على أيدي تنظيم “الدولة الاسلامية” أيضاً من التواريخ التي طبعت الوجدان السرياني، حيث قتل الكثير منهم وهُجّروا من مناطق سكنهم وانتهكت خصوصياتهم.
ولمناسبة الذكرى الأولى بعد المئة لمجازر “سيفو”، إضافة إلى سقوط نينوى على ايدي تنظيم “داعش”، وبطلب من لجنة المهجرين العراقيين في لبنان، تم الاتفاق بين حزب الاتحاد السرياني العالمي والمجلس القومي الكلداني على تنظيم مهرجان ومعرض تشكيلي يوم الاحد الواقع في 26 حزيران 2016 في قاعة القصر البلدي لمنطقة الجديدة – البوشرية – السد، وهذه الصور تشرح معاناة السريان عبر التاريخ وفي الحرب العالمية الأولى، وتفجير الكنائس وعملية الهجرة.
يشارك في هذا المعرض فنانون ورسامون عراقيون، مسيحيين ومسلمين، يظهرون بفنّهم وإبداعهم المعاناة التي تعرض لها الشعب السرياني في هذه المجازر، “سيفو” و”نينوى”. وستظهر هذه اللوحات ان “داعش” لم توفر في إجرامها كل الأديان وليس فقط المسيحيين.
رئيس حزب الاتحاد السرياني في لبنان ابراهيم مراد، قال لـIMLebanon: “إن المعرض يؤكد أننا باقون في هذا الشرق، وهو ما يحمله عنوان الدعوة “في شرقنا التاريخي أبداً باقون”. فرغم كل المجازر الني تعرضنا لها منذ 1400 سنة، ورغم كل المخططات التي عملت على اقتلاعنا من ارضنا التاريخية، باقون”.
وأشار مراد إلى أن “هذه المحاولات ربما أثرت سلباً بالديموغرافيا السريانية، وتعكس مأساة كبيرة، لكننا نؤكد اننا باقون ومستمرون في هذه الأرض، بالرغم من كل الظروف، وسنبقى نقاوم ونناضل ومتجذرون في هذه الأرض”.
وفي هذه المناسبة، أبدى مراد عتباً على السلطة السياسية في لبنان وعلى كل الأحزاب المسيحية، فاعتبر أولا، ان السلطة في لبنان تتعاطى مع الشعب السرياني بذهنية إلغائية، وهو ما يمنع السريان من التمثيل السياسي في السلطة.
وقال: “قدمنا للرئاسات الثلاثة في لبنان إحصاءات دقيقة تؤكد اننا لسنا أقليات وعددنا يصل إلى أكثر من 30 الف، ويحق لنا بنائبين”.
وذكّر ثانياً، بأن السريان كانوا فاعلين أيام الحرب دفاعاً عن لبنان وعن الوجود المسيحي وعن سيادة الدولة، وفي أيام السلم، كانوا من رواد حركة 14 آذار، من هنا، عتبنا الكبير على الأحزاب المسيحية، الذين يريدون أصواتنا فقط في الانتخابات من دون العمل معنا لكسب حقنا في التمثيل الوطني”.
مراد أضاف: “نحن من عديد المقاومة المسيحية، لنا 1132 شهيدا سريانيا في الحرب اللبنانية، وبالتالي نريد من الأحزاب المسيحية أن تكون رافعة لنا وان تدعمنا في مطالبنا، لأن احترام تضحياتنا واحترامنا كجزء اساسي في ثورة الأرز يتطلب الوقوف معنا ودعمنا للحصول على حقوقنا السياسية وعدم التفريق بين حزب كبير وآخر صغير”.
إشارة إلى ان الاحتفال كما ذكرنا يبدأ في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الاحد 26 حزيران 2016 في القصر البلدي لمنطقة الجديدة – البوشرية – السد. ويتضمن برنامج الاحتفال بشكل اساسي كلمة المجلس القومي الكلداني وكلمة حزب الاتحاد السرياني العالمي ومن ثم افتتاح المعرض التشكيلي.