فيما أعربت برلين عن أسفها لتعليق منظمة “أطباء بلا جدود” للتمويل الأوروبي احتجاجا على سياسة الهجرة الأوروبية، قالت المفوضية الأوروبية إن موقف المنظمة لن يؤثر على المساعدات الإنسانية الحيوية التي يقدمها الاتحاد للاجئين.
ذكرت المفوضية الأوروبية أنها ” أحيطت علما ” بقرار منظمة “أطباء بلا حدود” عدم قبول أي أموال من الاتحاد الأوروبي بسبب سياساته الخاصة بالهجرة، مضيفة أن ذلك لن يؤثر على مشروعات المساعدات الإنسانية في تركيا أو أي مكان آخر. وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية مارجريتس شيناس للصحفيين في بروكسل إن منظمة ” أطباء بلا حدود ليست شريكا منفذا لمساعدات الاتحاد الأوروبي الإنسانية في تركيا، كما أنها لم تقدم أيضا أي طلبات لتمويل أنشطتها في تركيا. وبالتالي لن تتأثر المساعدات الإنسانية الحيوية للاجئين في تركيا “.
وأضاف: “تم إبلاغ المفوضية أن هذا التعليق لن يكون له تأثير على المشاريع الإنسانية الممولة من الاتحاد الأوروبي والتي تنفذها منظمة أطباء بلا حدود في مناطق أخرى من العالم “. وقال شيناس إن المنظمة حصلت على نحو 15 مليون يورو (17 مليون دولار) من المفوضية العام الماضي، ما يمثل أكثر من واحد بالمئة من ميزانية المساعدات الإنسانية الخاصة بالذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي.
وفي برلين أعربت الخارجية الألمانية عن أسفها لقرار “أطباء بلا حدود”، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن هذا القرار يتناغم مع طبيعة عمل المنظمة الذي يرتكز تقليديا على الاستقلالية عن المؤسسات الحكومية. وأعربت الوزارة عن تثمينها العالي لدور هذا المنظمة، مؤكدة استعدادها لمواصلة دعم عملها، وفق المتحدثة اليوم الجمعة في برلين.
وكانت منظمة ” أطباء بلا حدود” للمساعدات الإنسانية قد أعلنت في وقت سابق إنها لن تقبل المزيد من التبرعات من الاتحاد الأوروبي ودوله احتجاجا على السياسات التقييدية التي تنتهجها الكتلة الأوروبية بشكل متزايد فيما يتعلق بالهجرة. وقال جيروم أوبيريه رئيس المنظمة: “لن نقبل تمويل من المؤسسات والحكومات التي تتسبب سياساتها في ضرر بالغ”.
ورغم أن الحكومات الأوروبية أعلنت أن اتفاقيات تبادل المهاجرين التي أبرمتها مع تركيا تحقق نجاحا، إلا أن منظمة ” أطباء بلا حدود” تقول إن الاتفاقية أسفرت عن تقطع السبل بثمانية آلاف مهاجر في اليونان.
وانتقدت المنظمة خطط الاتحاد الأوروبي لإبرام اتفاق مماثل مع الدول في أفريقيا والشرق الأوسط.
وقدمت منظمة أطباء بلا حدود العلاج لقرابة 200 ألف مهاجر في أوروبا ومنطقة البحر المتوسط خلال فترة العام ونصف الماضية.
وفي حين أنه يتم تمويل 92 بالمئة من أنشطة المنظمة من مصادر خاصة، إلا أنها حصلت على43.8 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي ودوله العام الماضي.