تقرير خالد مجاعص (الجزء الثاني)
بعدما استعرضنا في الجزء الأوّل قراءة نتائج بطولة أمم أوروبّا بعد مرور عشرة أيّام على انطلاقها، وتأكّدنا بما لا شكّ فيه من مدى تفوّق المنتخب الإسبانيّ (تابع الجزء الأوّل) على بقيّة المنتخبات، سنحاول استدراك قوّة المنتخبات الأخرى، ومدى إمكاناتها لوقف القطار الإسبانيّ عن التتويج الأوروبيّ للمرة الثالثة على التوالي.
فما هو مؤكّد أنّه سيكون من الصعب جدّاً على أيّ من المنتخبات الأخرى وقف السيطرة الإسبانيّة إلّا في حالٍ وحيدة، وهي أن يقدّم المنتخب المنافس لإسبانيا مستوى أفضل من منتخب لا روخا. ولتحقيق ذلك، لا يمكننا إلّا تعداد منتخبين من المنتخبات المشاركة في البطولة، وهي فرنسا أو ألمانيا، كون الأولى هي المضيفة والثانية هي بطلة العالم وصاحبة الخبرة الطويلة.
نعم، إنّ فرنسا وألمانيا (وخلفهما إيطاليا ولو بنسبة ضئيلة جدّاً)، قد يكونان الوحيدين اللذين في إمكانهما تعطيل المكينة الإسبانيّة، في حال كانا في أفضل يوم لهما عندما سيواجهان اللا روخا.
فألمانيا هي الأوفر حظّاً لأسباب عدّة أبرزها أنّها تمتلك خطّاً دفاعيّاً صلباً كالصخر، ملقّباً بحائط برلين. وخلف هذا الحائط، يقف بأمان أفضل حارس مرمى في العالم، وهو مانويل نيوير.
بيد أنّ منتخب المانشافت كشف خلال مباراته الثانية من البطولة أمام هولّندا عن نقاط ضعف في خطّي الوسط، وخصوصاً الهجوم، إذ أنّ الأسماء الرنّانة في منتخب أبطال العالم كتوماس مولر أو مسعود أوزيل وغوتزه وسامي خضيرة وطوني كرووز، لم تقدّم شيئاً ولو قليلاً في أولى إطلالتي ألمانيا، بحيث سيكون شبه مستحيل على المانشافت المنافسة من دون تلك المفاتيح، ومهما كانت قوّتها الدفاعيّة حاضرة. فتلك المجموعة أمام بولّندا كانت مغمورة. وعلى الرغم من سيطرة المانشافت على الـ45 دقيقة الأولى، إلّا أنّ المنتخب الألمانيّ فشل للمرّة الأولى في تسديد أيّ كرة نحو المرمى خلال الشوط الأوّل، وذلك منذ مباراته أمام إيطاليا فى عام 1988.
وقد أنهى المنتخب الألمانيّ مباراته أمام بولّندا بتعادل سلبيّ هزيل تبعته ردّات فعل قاسية من الصحافة الألمانيّة وانتقادات من جماهير المانشافت. وحول الانتقادات بعد التعادل السلبيّ أمام المنتخب البولّنديّ، قال توماس مولر: “من المستحيل أن نقنع الجميع في بطولة أمم أوروبّا أو كأس العالم، لكن يجب أن نكون أكثر موضوعيّة”. وتابع: “أنا لست سعيداً، لكن علينا التزام الهدوء لأنّه على عكس ذلك، سوف نصبح مجانين”. وختم بقوله: “ربّما في غضون أسبوعين يمكننا أن نتحدّث عن النجاح، أنا واثق من النجاح أمام إيرلندا الشماليّة ووصولنا إلى الدور المقبل. من ناحيته، أكّد أوليفر بيرهوف مدير المنتخب الألمانيّ، ليل الأحد 19 حزيران، أنّ بطل العالم يتحلّى بالصبر ويدرك أنّ بطولة مثل كأس الأمم الأوروبيّة لكرة القدم (يورو 2016) في فرنسا طويلة وصعبة. وقال بيرهوف: “الشيء الأكثر أهميّة هو ألّا ننحرف عن الطريق الصحيح، فالبطولة صعبة ومن نفسه أطول سيصمد إلى النهاية”.
ويقتسم منتخب ألمانيا صدارة المجموعة الثالثة مع بولّندا برصيد أربع نقاط لكلّ منهما مقابل ثلاث نقاط لإيرلندا الشماليّة، فيما يتذيّل منتخب أوكرانيا الترتيب بلا رصيد من النقاط، وقد خرج بالفعل من البطولة. ويختتم منتخب ألمانيا مشواره في دور المجموعات بمواجهة إيرلندا الشماليّة الثلاثاء 21 حزيران، حيث تحتاج الماكينات إلى نقطة وحيدة للعبور إلى دور الـ16.
فقطار المانيا في الدور الـ16 عليه أن يكشف وجهه الهجوميّ الحقيقيّ، وعندها فقط قد ينطلق القطار الألمانيّ على السكّة الصحيحة، وقد يكون له فرصة في فرض مباراة نهائيّة متوازية القوّة مع المنتخب الإسبانيّ.
ويبقى استكشاف المرشّح الثالث لوقف إسبانيا عن الفوز وهو منتخب الديوك والذي لم يكن مقنعاً ليلة الأحد امام منتخب سويسرا فهل يكون مقنعاً في دور الـ16… تابعونا غداً في الجزء الثالث.