اعتبر أحد كبار المحللين النفسيين في الجيش الأميركي الجنرال وليام ماير أن الحرب النفسية التي مارسها الكوريون الشماليون على العسكريين الأميركيين الأسرى، جعلتهم يعانون من أعراض مرض جديد سماه “اليأس المطلق”، موضحا أن ترهيب الأسرى أو تعريضهم للعنف يمنحهم دافعا للبقاء على قيد الحياة وقوة للمقاومة والتحدي، لكن الأسرى الأميركيين تركوا ليموتوا ببطء بأعراض “طبية كلاسيكية” من دون أي جهد بدني من قبل سجانيهم.
وقد نجح السجانون في “تسميم” العلاقات بين الأسرى، فكان المخبر الواشي يكافأ على عمله بمنحه علبة سجائر، وفي نفس الوقت لا تتم معاقبة الموشى به، ما يشجع الوشاة على تكرار فعلهم من دون الإحساس بتعذيب الضمير، ودفع آخرين إلى نفس السلوك، وبالتالي تدمير العلاقات بين الأسرى بشكل كاسح.
واتبع الكوريون أسلوبا آخر هو تقسيم السجناء الأسرى إلى مجموعات تتكون من 10 إلى 12 شخصا تنظم لهم “جلسات” يتحدث فيها كل أسير عن أخطائه ويعتذر لرفاقه عنها، أو أن يسرد عليهم أمورا إيجابية أراد فعلها لكن لم يتح له ذلك.
كما أنهم كانوا حريصين على حرمان الأسرى من أي أحاسيس إيجابية ترفع المعنويات، ولذلك كانوا يوصلون الأنباء والرسائل التي تحمل أخبارا سيئة ومحزنة بسرعة فيما يتم حجب ما يسر.
كل ذلك كان يدفع بالأسرى إلى حالة شديدة من اليأس والاكتئاب فينطوي الأسير على نفسه في الزاوية محدقا في الحائط بعيون خاوية، وحين تخور قواه تماما يسحب الغطاء على وجهه وبعد بضعة أيام يموت كمدا.
تلك هي خلاصة ما يُعتقد بأنه “سلاح خفي” استعملته كوريا الشمالية ضد الأسرى من الجنود والضباط الأميركيين الذي وقعوا في الأسر خلال الحرب الكورية. وقد يكون ما توصل إليه الجنرال الأميركي حقيقي أو نصف حقيقي، إلا أن ما جاء فيه لا يحمل أي صور قاسية أو صادمة أو منفرة.