محمد صالح
قبل حلول شهر رمضان بأيام، شهدت أسواق الخضار والفاكهة بالمفرق و «السوبر ماركت»، ومحال بيع اللحمة والدجاج في عاصمة الجنوب صيدا، تهافتا قل نظيرة، بحيث غصت المحال بزحمة غير مسبوقة ولا مثيل لها في أيام السنة. وذلك لتأمين ما يحتاجه الصائم خلال الشهر. حتى ان إحدى السيدات الصيداويات بلغ وزن ما اشترته لبيتها وعائلتها قبل يومين من رمضان نحو 35 كليوغراماً من الدجاج فقط.
المواطن الصيداوي منهمك هذه الأيام بتأمين الطعام من مأكولات وحلويات رمضانية، وهي تعتبر من التراث التقليدي على «السفرة»، والشراب من مرطبات شعبية تصنع وتباع في صيدا في شهر رمضان كـ «التمر هندي والعرق سوس والجلاب» يضاف اليها «الليموناضة» المصنوعة من «الابو صفير».
في المقابل، عرفت السلع الأساسية كالخضار والفاكهة والبقول وبعض انواع المواد الغذائية، يضاف اليها اللحوم على أنواعها ارتفاعا محدودا، ولم يكن في مطلق الأحوال ارتفاعا جنونيا كما كان يحصل عادة كل عام بهذه المناسبة.
احدى السيدات تشير الى انه «اذا كانت اسعار الخضار في صيدا مقبولة وبإمكان جميع المواطنين شراء حاجياتهم وبالاسعار المعروضة المتعددة لكل صنف وفق رغبة الشاري والتي تناسب مداخيلهم، لكن هل يقتصر الامر على الخضار؟»، لافتةً إلى ان أسعار اللحمة والدجاج، ارتفعت ولكنها لم تتجاوز في ارتفاعها 20 الى 25 في المئة.
في المقابل، كان المواطن يتنقل من سوبر ماركت الى أخرى ومن سوق لبيع الخضار والفاكهة واللحوم الى آخر بحثا عما يمكن ان يوفره في مشترياته اليومية لتأمين صحن «الفتوش» مع مستلزماته و «وجبة» العشاء الرمضاني، وعينه على ما يمكن ان يدخره لآخر الشهر، بخاصة اصحاب الدخل المحدود والعمال، علماً أن لآخر الشهر حساباً، مع مشتريات عيد الفطر من مأكل وملبس لأولاده مع حلويات العيد ومشتقاتها.
يؤكد باعة في سوق الخضار في صيدا ان الأسعار لم تتجاوز السقف المحدد لان مصدر إنتاج تلك المزروعات من الخضار والبقول قريب منا في سهول الزهراني والجنوب عامة. ويوضح أحد الباعة أن «ما شهدته بعض أصناف الخضار، والفاكهة من ارتفاع في الاسعار يعود إلى زيادة الطلب عليها وكونها تأتي إما من البقاع او الشمال او من الجبل» ولكن عموما بقيت اسعارها مقبولة ومعقولة هذه السنة.
في صيدا يجمع الجميع من أهالي وباعة على ان حركة البيع في المدينة بعد مرور أكثر من اسبوع على بدء رمضان تقلصت الى الحدود العادية بحيث عادت حركة الاسواق الى طبيعتها وهدأت حركة إقبال وتهافت الناس ورجعت الاسعار الى سابق عهدها.
ويشير الباعة الى ان تقلص الحركة الى عادية يعود إما نظرا لان الناس «مونت» الكثير من مشتريات رمضان قبل حلوله، وإما بسبب تقلص ميزانية المواطن على ابواب منتصف رمضان. لذا تقلصت حركة الاسواق وأصبح العرض اكثر بكثير من الطلب وحتى اكثر من حاجة صيدا والمقيمين فيها.
ويلفت هؤلاء الى تنامي وانتشار ظاهرة أسواق الخضار والفاكهة بالمفرق في صيدا ومحيطها، وهذه الأسواق تعتمد بيع الصنف الواحد بعدة اسعار وجميعها تناسب مشتريها من الزبائن ولم يعد الامر مقتصرا على سوق الخضار التقليدي في صيدا ولا على محال البيع العادية «الدكاكين» المنتشرة في الأحياء والتي تبيع بسعر محدد وللجميع. من هنا فإن الاسعار في صيدا عادت الى طبيعتها فورا نظرا للتنافس القائم بين تلك الاسواق، اضافة الى ان العرض اكثر من الطلب. لذا لم تحصل ازمة ولا ضجيج لافت بين الناس من ارتفاع الاسعار. وفوق هذا وذاك يطلق على صيدا عادة «مدينة الفقير» التي يعيش فيها وفق قدراته وبكرامته.