تبدأ شركة طيران جديدة عملها في قبرص مطلع الشهر المقبل، على أمل مواكبة الانتعاش الكبير في القطاع السياحي الذي تشهده الجزيرة، مستفيدة من خيار السياح عدم التوجه إلى دول أخرى في المنطقة بسبب أوضاعها الأمنية.
وتطمح شركة “كوبالت” إلى أن تصبح شركة الطيران القبرصية الجديدة بعد 18 شهرا على وقف عمل الخطوط القبرصية، بشكل مفاجىء بسبب الأزمة المالية التي شهدتها الجزيرة والانكماش الاقتصادي في عام 2013. ويأمل اندرو باين مدير عام الشركة في سد “ثغرة ربط قبرص بالشرق الأوسط واوروبا”. ويحظى استقطاب السياح من روسيا وبريطانيا واليونان بأولوية قصوى لأنهم يشكلون معظم زوار البلاد.
وقالت فيونا مولن مديرة مكتب سابيينتا ايكونوميكس الاستشارية لوكالة الصحافة الفرنسية، “أدركنا بعد الأزمة المالية أن النمو يمكن أن يتحقق من القطاع السياحي، لكن قبرص لم تكن تحظى بخط سفر جيد وخاصة في اتجاه الدول الأوروبية”.
وتسعى شركة كوبالت في العام المقبل لمضاعفة أسطولها، الذي سيبدأ بخمس طائرات هذا الصيف، وتخطط في الأمد البعيد لتنظيم رحلات منتظمة نحو 16 وجهة بينها بيروت ولندن وأثينا. وتلقى النشاط السياحي في قبرص دعما كبيرا من عزوف السياح عن زيارة مصر منذ سقوط الطائرة الروسية في العام الماضي، وتراجع إقبال السياح على تركيا.
ويمكن أن تستفيد قبرص من تمديد الخطوط البريطانية هذا الأسبوع تعليق رحلاتها إلى منتجع شرم الشيخ المصري لأجل غير مسمى، لتصبح أول شركة طيران بريطانية كبيرة تلغي رحلات موسم السياحة الشتوية المهم في مصر.
وحظرت حكومتا بريطانيا وروسيا على شركات الطيران تسيير الرحلات إلى شرم الشيخ، بسبب بواعث القلق المتعلقة بأمن المطارات إثر التفجير المشتبه به لطائرة ركاب روسية في أكتوبر الماضي.
كما استفادت السياحة القبرصية من تراجع النشاط السياحي في تركيا بعد التفجيرات الأخيرة، وعزوف السياح الروس بسبب توتر العلاقات بين أنقرة وموسكو.
واستقبلت قبرص في العام الماضي نحو 2.65 مليون سائح وهـو أعلى مستـوى خلال 14 عاما. وسجـل عـدد السيـاح في مـايو المـاضي مستويـات قياسية، وهـو ما يرجـح ارتفـاعا جديدا في أعداد السياح في العام الحالي.
ورغم أنها تقع على مسافة قريبة من الساحل السوري، إلا أن قبرص تعتبر وجهة آمنة مقارنة مع الدول المجاورة مثل مصر وتركيا التي تشهد اعتداءات بشكل متكرر، كما أنها لا تزال بمنأى عن أزمة الهجرة التي تطال الجزر اليونانية.
ويؤكد اندرو باين الذي بدأ مسيرته المهنية في الخطوط البريطـانية (بريتيش ايرويز) أن الشركة تراهن على الشواطئ الخلابة في قبرص، التي تملـك قدرات سياحيـة غيـر مستغلة بعد بشكل كاف مـع غاباتها ومواقعها الأثرية وإمكـانية التزلج في الشتاء.
ويتوقع دوروس جورجياديس المسؤول في منظمة السياحة القبرصية “الكثير من الشركة الجديدة” وأن تقدم للجزيرة عائدات مباشرة باعتبارها شركة قبرصية. ويأتي انطلاق عمل شركة كوبالت في يوليو ياتي، في فترة مهمة لقبرص مع خروجها من الانكماش الاقتصادي في العام الماضي، بعد أكثر من 3 أعوام من الركود. لكن مولن أكدت أن القطاع السياحي سيكون عليه مواجهة عدة تحديات للتمكن من الازدهار على المدى الطويل.
ويرى جورجياديس أن التحدي الأبرز يتمثل في تحسين فترات الاستفادة من الموسم السياحي ليمتد إلى فصل الشتاء أيضا.
وأكدت الحكومة القبرصية مساندتها الشديدة لإطـلاق شركـة كوبـالت وأعلنت في الآونة الاخيرة عن خطة استراتيجية لتحسين نوعية الصناعة السياحية. وتأمل الجزيرة في تعزيز الخدمات الموجهة للسياح الأثرياء، بعد تبني قانون يجيـز بنـاء أول كازينو في الشطـر الجنوبي من قبرص والذي من المتـوقع افتتـاحه في عـام 2018.