Site icon IMLebanon

“حزب الله” يخشى ريفي؟

نقلت أوساط مقرّبة من “حزب الله” ارتياحه الى الارقام التي حقّقها في مناطق نفوذه التقليدي في الانتخابات البلدية، بحيث أكدت استمرار البيئة الشيعية في احتضان “الحزب” وخياراته، لافتة عبر “المركزية” الى ان الاخير لا يمانع بروز أصوات جديدة في أوساطه وهو يدرس نتائج البلدية جيدا وسيتخذ في ضوئها القرارات اللازمة لمواكبة التغييرات – المحدودة في رأيه- التي طرأت على النبض الشعبي.

في المقابل، تقول مصادر سياسية مستقلة لـ”المركزية” إن كلفة القتال في سوريا كانت باهظة على “حزب الله”. فعدد الضحايا الذي تكبّده من جهة، والحصار المالي المتزايد عليه وعلى المقربين منه من جهة أخرى، ولّدا سخطا لدى البيئة الحاضنة له. غير أن اطلاق الحرب “على الارهاب والتكفير” كان ضروريا بالنسبة اليه بعد أن أنهى مهمته الاساس المتمثلة بمقاومة اسرائيل، وهو يعوّل على أن تبقي هذه المواجهة عصبَ الطائفة الشيعية مشدودا ومساندا للحزب، مشيرا الى ان الاخير يعمل اليوم لضم متطوعين جدد الى صفوفه ويسعى الى توسيع هيكليته بما يمكّنه من تلبية المهام التي ألقتها على عاتقه ايران في أكثر من ميدان عربي، ويبقى رصد مدى تجاوب الشباب الشيعي مع ما يطلبه الحزب…

أما على الصعيد السياسي، ودائما في ضوء الاستحقاق البلدي، تشير المصادر الى ان أرقام طرابلس في شكل خاص، ولّدت شبه قناعة لدى “الحزب” بضرورة تعزيز الحالة الحريرية في الشارع السني، بما تمثله من اعتدال سياسي. فالبديل من الرئيس سعد الحريري سيكون أكثر تشددا في التعاطي مع الحزب، كالوزير المستقيل اللواء أشرف ريفي، الأمر الذي لن يصب في صالحه. وعليه، تتحدث المصادر عن قرار يتبلور تباعا في قيادة “حزب الله” يقول بضرورة التصرف بما يقوّي تيار الاعتدال السني، مشيرة الى ان الحزب غير منزعج اليوم من الحملة التي يشنها هذا التيار عليه ذلك أنها تعزز رقعة الاعتدال في البيئة السنية، خصوصا وأن الاخير ماض في الحوار “الثنائي” ومتمسك به.

وتضيف المصادر ان “حزب الله” لا يُسقط من حساباته امكانية حاجته في المرحلة المقبلة الى تطوير علاقته بـ”المستقبل”، وقد يكونان معا مفتاح الحل الداخلي، لا سيما اذا هدأت الرياح بين السعودية وايران وهذا ما تؤشر اليه التعيينات الدبلوماسية والعسكرية الاخيرة في طهران حيث استبدل مسؤولون متشددون بآخرين أكثر انفتاحا وقربا من العرب.