يقف حزب “القوات اللبنانية” في موقع فريد ومميز قد لا يكون في قدرة اي فريق سياسي آخر على الساحة المحلية بلوغه راهنا في ضوء المعادلات المتحكمة بالاوضاع والتحالفات الجديدة، حيث يشكل همزة وصل بين اكثر من حزب وتيار، ما يمنحه فرادة يسعى بحسب ما تقول اوساط قريبة منه لـ”المركزية” الى توظيفها خدمة للمصلحة الوطنية والخير العام. فالقيادة القواتية عازمة في سياق مسارها الانفتاحي الجديد على تزخيم تواصلها مع القوى السياسية كافة وتعكف على دراسة خطواتها في هذا الاتجاه بكثير من التأني والروية خشية الاقدام على اي دعسة ناقصة قد تطيح الاهداف المرسومة لانقاذ البلاد من مسلسل فراغاتها القاتل.
وتوضح انها بعد ترطيب الاجواء بين معراب وبيت الوسط في ظل تواصل قواتي – مستقبلي على مستوى المستشارين يفترض ان يتوج بلقاء قيادي قد يكون الافطار الذي يعتزم الرئيس سعد الحريري اقامته لقيادات قوى 14 اذار وفاعلياتها في نهاية شهر رمضان كما تردد، الارضية الصالحة لعقده، تتطلع قيادة معراب الى لعب دور الوسيط بين الرابية وبيت الوسط منطلقة الى جانب رغبتها في انهاء الوضع السياسي الشاذ في مؤسسات الدولة من التطورات السياسية الاخيرة على مستوى الاقليم اولا وفي الداخل ثانيا من بوابة ملامح تقارب برزت في طاولة الحوار حول قواسم مشتركة تتصل بالصيغة الجاري البحث عنها لقانون الانتخاب العتيد والتي تدرجها مصادر مراقبة في خانة الجدية الواجب متابعتها والبناء عليها، خصوصا ان للقوات والمستقبل نظرة واحدة الى القانون الانتخابي تجلت في توقيعهما والحزب الاشتراكي على مشروع القانون المختلط.
واذا كانت معظم القوى باتت على شبه قناعة بان القانون المنشود قد لا يبصر النور قبل موعد الانتخابات العام المقبل بحيث يكون “آخر الدواء الكي” بعودة الجميع الى كنف “الستين”، فان الحليفين المسيحيين يتواصلان انتخابيا لرسم قواسم مشتركة لقانون مقبول، لكنهما يرصدان كل من جهته مواقف حلفائهما في المقلبين السني والشيعي لرسم صيغتهما في ضوء هذه المواقف، حتى اذا ما اكتمل “بازل” الصورة يجتمعان لتتويج الصيغة الانتخابية المشتركة.
ويعوّل الجانب “العوني” بحسب ما يشير مصدر فيه على علاقات “القوات” بـ “المستقبل” لفتح نافذة حوارية بين الحزبين “البرتقالي” و”الازرق” من شأنها اذا ما توافرت ظروفها ان تسهم في كسر حلقة الفراغ المؤسساتي في ضوء رهان سيد الرابية على تليين الموقف المستقبلي ازاء ترشحه لرئاسة الجمهورية مستندا الى كلام للرئيس سعد الحريري عن ان لا فيتو لديه على أحد وان ما يهمه هو انتخاب رئيس جمهورية يضع حدا للفراغ. ولا يستبعد المصدر ان يعبر الاتفاق من نافذة القانون الانتخابي الى البوابة الرئاسية، فالظرف راهنا مؤات اكثر من اي يوم للانتقال الى مربع انتخاب رئيس، اذا ما درس جيدا من يدور في الفلك السعودي معادلة “رئاسة الجمهورية مقابل رئاسة الحكومة “.
وتوازيا، تفيد مصادر سياسية في فريق 8 آذار ان “حزب الله” منكب راهنا على لعب دور توفيقي بين حليفيه الرئيس نبيه بري والنائب ميشال عون، قد يؤسس للقاء تحتمه الظروف، مستفيدا من المناخ العام في البلاد الذي يضع الجميع امام مسؤولياتهم، في ضوء حال الشلل التي تهدد بانهيار المؤسسات على من فيها، بعدما بدأ الخطر يلامس الحكومة السلامية اثر اصابتها بموجة الاستقالات.