تشكل طائرة إيه 380 خياراً مفضلاً ليس فقط لشركات الطيران التي تشغلها بكفاءة ولكن أيضاً للمطارات التي تستقبل هذه الطائرة لأنها تمثلاً حلاً ناجعاً للازدحام وخاصة في المطارات الكبيرة.
كما أن أعداد المسافرين التي تحملهم هذه الطائرة والذي يصل عددهم إلى أكثر من 500 راكب بتقسيم الدرجات الثلاث تمثل قيمة اقتصادية لشركة الطيران وبالوقت نفسه إضافة قيمة للمدن التي يتجهون إليها.
وتقول إيرباص إن أسطول طائرات ايه 380 حول العالم نقل حتى اليوم ومنذ انطلاق رحلتها الأولى في عام 2007 نقلت أكثر من 100 مليون مسافر، حيث تخدم أكثر من 47 وجهة حول العالم.
وتقول كاتي بينتلي من مطار بيرمنغهام التي بدأت طيران الإمارات رحلات ايه 380 إليها إنه ومع قدوم الطائرة ايه 380 نمت حركة السفر بين منطقة ميد لاند في المملكة المتحدة ودبي بنسبة 15%، كما أن هذه الرحلات عززت من ربط مدينة بيرمنغهام ومدن العالم عبر دبي وشبكة الناقلة التي تخدم أكثر من 150 وجهة في منطقة الشرق الأوسط والهند وما يعني ذلك من استقدام السياح الجدد إلى هذه المدينة.
وتضيف كاتي أن رحلات ايه 380 عززت من وضع المدينة وسمعتها العالمية وتعريف المستثمرين ورجال الاقتصاد والسياح بمعالم المدينة والفرص فيها. وقالت لدينا هنا الكثير من المشاريع الصغيرة وأكثر من أي مدينة أخرى في المملكة المتحدة خارج العاصمة، ولذلك نرغب دوماً في استقدام السياح على اختلاف شرائحهم واطلاعهم على مجالات الاستثمار والفرص الاقتصادية في المدينة.
مدن
وتقول شيء رائع أن نستضيف ايه 380 في بيرمنغهام، فنحن ضمن عدد مختار من المدن التي تخدمها هذه الطائرة وهي المدن الكبير مثل نيويورك وسنغافورة ولوس انجلوس.
أما غاري توبن وهو رئيس غرفة تجارة لوس انجلوس فيقول إن صورة المدينة يتم تشكيل جزء منها من خلال مطارها وشركات الطيران التي تخدم هذا المطار. نحن فخورون بأن المدينة تستقبل العديد من رحلات ايه 380 التي تمثل الخدمات العالية التي ينشدها الكثير من المسافرين، ولذلك نرى الكثير من سكان المدينة والقادمين إليها يحبون دوماً السفر على هذه الطائرة وخاصة في الرحلات الطويلة.
ويشير ستيفن تشونج رئيس المركز التجاري العالمي في لوس انجلوس أننا نعرف أن كل رحلة دولية توفر ملايين الفرص الوظيفية لسكان المدينة والكثير من الفرص الاقتصادية بما فيها إنفاق السياح، وهذا يعطي اقتصاد المدينة قيمة اقتصادية أكبر. وتمثل الطائرة ايه 380 والتي تتسع لأكثر من 500 راكب عاملاً مهماً لزيادة أعداد السياح إلى المدينة ونتوقع ارتفاع هذا العدد خلال السنوات المقبلة خصوصاً مع وجود الكثير من المعالم التي يرغب المسافرون في مشاهدتها.
ويضيف لقد زار لوس انجلوس العام الماضي 44.5 مليون سائح من خلال أنحاء العالم ومن داخل أميركا نفسها وقد أنفقوا ملايين الدولارات في اقتصاد المدينة سواء في المتاجر أو في الفنادق أو في المطاعم. ومع طفرة العقار في المدينة يتوقع أن تضيف أكثر من 4000 غرفة جديدة خلال العام المقبل، ولذلك نحتاج إلى طائرات أكبر مثل ايه 380 التي تحمل المزيد من المسافرين إلى المدينة.
توزيع
وخلال العام الماضي أدخلت طيران الإمارات طائرة إيرباص ايه 380 بنظام الدرجتين الأعمال والاقتصادية والتي تتسع لأكثر من 615 مسافراً أي أن حمولتها من المسافرين تزيد بنحو 18% عن نظام الدرجات الثلاث وهي أكبر حمولة لطائرة مسافرين حتى اليوم وبدأت تشغيلها فعلياً على خط دبي الدنمارك. وأجرت طيران الإمارات تغييرات عدة على الطابق العلوي للطائرة.
وتخطط الناقلة لتشغيل 15 طائرة من ايه 380 بنظام الدرجتين من إجمالي أسطولها البالغ اليوم 80 طائرة من هذا الطراز ولديها طلبية بـ 62 طائرة تتسلمها خلال السنوات المقبلة.
وخصصت طيران الإمارات في تشغيل الدرجتين كامل الطابق السفلي إلى مقاعد الدرجة الاقتصادية وهو نفس الحال في جميع طائراتها من ايه 380 لكنها في الطابق العلوي أزالت مقاعد الدرجة الأولى وعددها 14 جناحاً إضافة إلvvى شاور سبا وعددها اثنين ليصل أعداد المقاعد في هذا التقسيم إلى 615 مقعداً وهو الأكبر في العالم وبدأت تشغيلها فعلياً على وجهات كوبنهاغن وكوالالمبور وغيرها.
وتقول طيران الإمارات إن سعة الطائرة تعطيها مرونة كبيرة في التكيف مع ظروف السوق وحجم الطلب فيه وطبيعة شرائح المسافرين، حيث وجدت طلباً كبيراً على مقاعد رجال الأعمال في الوجهات التي تشغلها إليها وهذا يعني تراجع المقاعد الممتازة في الطائرة إلى نحو 9% مقارنة مع 10% عند وجود الدرجة الأولى.
مرونة
بفضل سعتها الكبيرة فإن شركات الطيران تجد مرونة كبيرة في تقسيم مقاعد الطائرة، فنجد مثلاً في شركة لوفتهانزا هناك 526 مقعداً بنظام الدرجات الثلاث وهي تخطط حالياً لتقليص أعداد المقاعد مع دخول نظام الدرجة الاقتصادية الممتازة. كما أن اير فرانس تشغلها بمقاعد عددها 516 والتايلاندية 509 مقاعد والصينية الجنوبية بـ 506 مقاعد. لكن أعداد المقاعد في الخطوط السنغافورية تبلغ 409 مقاعد وعلى الكورية 407، وهو أقل عدد من المقاعد في طائرات ايه 380.