كتب محمد صالح في صحيفة “السفير”:
يعيش سكان مخيم عين الحلوة حالة من القلق، في ظل خشية دائمة من اندلاع اشتباكات على خلفية الإشكالات والاحداث الامنية المتزايدة، علما ان الحوادث المرتبطة بالفلتان الامني تقع باستمرار في المخيم هذه الايام، في ظل عدم ضبطها او محاسبة كل من يخل بأمن واستقرار الاهالي.
وقد انتشرت في الآونة الاخيرة ظاهرة اطلاق النار العشوائي في الهواء لأتفه الاسباب، وتحولت الى مسألة طبيعية يومية معاشة في كل المناسبات وفي كل الأوقات، مع ما يشكله استفحال هذه الظاهرة من رعب وخوف لدى سكان المخيم.
مصادر امنية فلسطينية اعربت عن خشيتها من حصول ردات فعل وان يتحول اي اطلاق نار فردي الى ردة فعل مقابلة، ويؤدي الى اشتباكات بين الأحياء كما حصل ويحصل في كل مرة، في ظل غياب اي توافق جدي على اعتبار ما يشكله هذا الوضع من نتائج سلبية على المخيم وجواره في ظل التخوفات من احداث أمنية في لبنان.
الا ان المصادر تؤكد انه في المقابل هناك اسباب مباشرة اخرى تشير الى مدى التوتر الامني القائم بين المكونات الفلسطينية مجتمعة، وتحديدا بين حركة “فتح” من جهة و “السلفيين” من جهة ثانية، او بين السلفيين ومكونات اسلامية اخرى في المخيم.
وتشير المصادر “الى ان من بين اسباب التوتر ما حصل في المخيم قبل ايام من اعتداء طال هذه المرة اضرحة الموتى”. واعتبرت ما حصل بمثابة اعتداء سياسي على اضرحة تمثل اتجاهات سياسية، وذلك من خلال الاعتداء الذي استهدف ضريح القيادي في “فتح” طلال بلاونة، المعروف باسم “طلال الاردني”، من خلال تحطيم اللوحة الرخامية للضريح، وقبله الاعتداء على ضريح المسؤول في “جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية” في المخيم الشيخ عرسان سليمان، وهما للمناسبة قتلا اغتيالا في المخيم ووجهت في حينه اصابع الاتهام الى السلفيين المتشددين، ودفنا في مقبرة المخيم في خراج “درب السيم”.
وتشير المصادر إلى وجود سبب اضافي مباشر للتوتر يظهر جليا بتنامي حالة تنظيم “داعش” في المخيم ومعه “جبهة النصرة”، من خلال تزايد اعداد القتلى من ابناء عين الحلوة الذين يقتلون في سوريا والعراق وهم يقاتلون الى جانب التنظيمين.
وترى ان “هناك تخوفات امنية جدية في المخيم من احتمال قيام تجمعات السلفيين المتشددين بعمل امني، ما يؤكد سيطرتهم على اجزاء من المخيم انطلاقا من الشعور بفائض القوة التي يتمتعون بها وتراخي حالة الخصم”.