دعا النائب خالد الضاهر الرئيس سعد الحريري إلى “الإستقالة لأنه لم يقم بمعركة واحدة رابحة وكل معاركه خاسرة، على كل المستويات السياسية والإقتصادية والأمنية”، آسفاً لأنّه “ترك الساحة لقمة سائغة لمن يعبث بها ولأنّه لم يتحمل المسؤولية كما يجب”.
كلام الضاهر جاء خلال مؤتمر صحافي عقده بمنزله في طرابلس، حيث قال: “بالأمس عندما إستمعنا إلى خطاب دولة الرئيس سعد الحريري لمدة 28 دقيقة، كنا نتوقع ان يرد على الامين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي أعلن الحرب على الأمة العربية والإسلامية والذي إستهان وإستخف بالدولة اللبنانية، وأعلن صراحة أنه عميل للمشروع الفارسي يأخذ أمواله وسلاحه ويهدد الأمن العربي ويحرض على تخريب البلاد العربية في السعودية والبحرين واليمن والعراق وغيرها، وكنا نتوقع أن يكون هذا الخطاب جردة حساب للإخفاقات التي حصلت في الإنتخابات البلدية وما سبقها من إخفاقات في النقابات، نقابة المهندسين، نقابة المحامين، نقابة الأطباء وأخيرا الإنتخابات البلدية في طرابلس”.
وأضاف: “الرئيس الحريري أعلن أنه يتحمل المسؤولية وانه سيسعى إلى إصلاح ما حصل، لأن الجمهور قد إبتعد والناس فقدت الثقة، ولذلك لم تعد تستجيب للنداءات ولكل المحاولات للعب على الألفاظ والإستخفاف بعقول الجمهور، وطبعا من يخفق مرة وإثنتين وثلاث عليه أن يستقيل من مهمته لأنه لا يستطيع أن يقود المسيرة، وما زالت المسيرة مستمرة في الإنحدار، كل الكلام، كما يقول، أتحمله في صدري، نعم، ولكن ماذا بعد ذلك؟ هل أصلحتم أم تركتم الجمهور في صيدا وبيروت وطرابلس وشبابنا لمصيرهم، كل الفئات يتم الإهتمام بهم والحرص عليهم وعدم السماح باستهدافهم، إلا ساحتنا حيث السجون مليئة بشبابنا، وتترك ساحاتنا للإستهداف وبلدنا مستباح من قبل ميليشيات إيران ومسؤولونا مشغولون بالصفقات، وبالسمسرات، بصفقات المشاريع وبصفقات الزبالة”.
وتابع الضاهر: “مع عاصفة الحزم كنا نتوقع أن يقوم من يحب العروبة كما يدعي ويحب السعودية، بالتوازي والتوافق مع خطوات الحزم بمواجهة مشروع إيران في لبنان، وبمحاولة وضع اليد على لبنان، إلا انهم مشغولون بالصفقات وبالإتيان بصفقات النفايات إلى عكار، ومشاكل مناطقنا كبيرة جدا، وهذا ما دفع الشباب ودفع الجمهور إلى الإبتعاد عنكم، وبدل أن تصلحوا هذا الأمر وتعترفون بالخطأ وتصلحونه، تهاجمون من وقف إلى جانبكم ومن دعمكم في كل المفاصل التاريخية حتى أضحيتم بين أحضان خصومكم وتتهجمون على من هم معكم في قلب المعادلة، من دافعوا عنكم بصدورهم العارية ومن عرضوا حياتهم للمخاطر الجسيمة للمستهدفين بمتفجرات النظام السوري. انتم تتحملون المسؤلية كاملة عن الخسارات في كل الميادين، النقابات الآن تأخذها 8 آذار بدون أي تعب، خسرتم أصدقاءكم وحلفاءكم ولم يعد لديكم موازين واضحة، من هو الخصم ومن هو الصديق ومن هو العدو؟ رشحتم حلفاء بشار الأسد لرئاسة الجمهورية وخسرتم حلفاءكم المسيحيين، وكان الأولى بدل ان يكون جيلبير الشاغوري رجل المافيا والنفط والغاز هو من يدير الأمر، كان الأولى أن تعطوا حلفاءكم هذا الأمر ليتصرفوا ويوجدوا حلا لإختيار شخصية مسيحية يجمع عليها الشارع المسيحي والمجتمع المسيحي ويكون ذلك سببا لنهضة لبنان وخروجه من كبوته، لكن الصفقات سائرة حتى في السياسة وفي إنتخاب رئيس للجمهورية”.
وقال: “شباب صيدا، المئات منهم بين قتيل وسجين وطريد. شباب طرابلس، المئات بين سجين وطريد وقتيل. في بيروت سحق لإرادة أهلنا، حتى أضحيتم توزعون اعضاء البلدية على كل الخصوم، وقسم منهم متهم بإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وغدا بالتأكيد توزعون وتقدمون النيابة إلى خصومكم أيضا. هذا الأمر جعلكم تخسرون أهلكم وبصراحة، هذا الذي جرى من إفطارات ومجيء الناس إلى الطعام لن يؤدي إلى ربح، لكن انظروا إلى وجوه الناس وشاهدوا حماسة الناس ورأيهم، وقيموا الأمور اليوم في عصر العلم، هل الناس مسرورة من أدائكم السياسي؟ لا تحدثوننا عن الإعتدال، وعن التطرف، الإعتدال يعني العدالة فالتوازن والكرامة والحقوق وليس التنازلات والخضوع وبيع المواقف مجانا للأعداء وخسارة الأصدقاء والحلفاء، تركتم الناس فترككم الناس، في بيروت في صيدا في طرابلس، في عكار وكل المناطق اللبنانية، لم تصلحوا ما يتوجب عليكم إصلاحه”.
وتساءل الضاهر: “من معكم الآن؟ يا دولة الرئيس، ليس هناك سوى صفقات الزبالة وصفقات السمسرات والمشاريع على حساب أهلنا وشعبنا، أأقول لك يا دولة الرئيس الذي يمثل اهلنا في طرابلس وفي عكار وكل المناطق من هم الرجال الذين يقدمون ارواحهم في سبيل الله، وفي سبيل كرامتكم وكرامة أهلنا وشعبنا في هذا البلد، اما من أتى إلى هذا البيت يعرض ملايين الدولارات من أجل أن أقبل بإحضار النفايات إلى عكار، فهم المتحلقون الآن حولكم، قل لهادي حبيش وإسأله كم عرضت من الدولارات على خالد ضاهر من أجل أن أقبل بصفقة النفايات؟ وقد قلت له لن أقبل بذلك مطلقا ومواقفي واضحة، بل قلت له عندما يقبل أهلنا في عكار سأقبل، وهناك غيره من أتى يعرض ملايين الدولارات، وبدل أن يسير الإهتمام بشعبنا وبشبابنا وبالمعتقلين وبنساء المعتقلين وبأطفال المعتقلين، وبشبابنا الذين كان يجب ان نجد لهم الحلول لأوضاعهم والذين وقفوا سدا منيعا بوجه المشروع الإيراني ومشروع شبيحة النظام السوري والهيمنة على طرابلس ولبنان، تركتموهم لمصيرهم، بل فرطم بهم، وتركتموهم لقمة سائغة يتم سجنهم والإعتداء عليهم وإعتقالهم”.
وأضاف: “انا شخصيا ومن باب المسؤولية والأمانة امام الله، أكثر من خمس سنوات في كتلة المستقبل وأنا أنصح في السر في داخل الكتلة، يا جماعة هذه أخطاء جسيمة بحق مجتمعنا وبلدنا، والتفريط بأهلنا، خمس سنوات أرفع الصوت، بكيت، حذرت، أنذرت، كانت الجهود تنصب كلها على الصفقات وعلى السرقات، وعلى السمسرات، تركت البلد 22 معركة وكان يمكن أن تنتهي في ثاني معركة، لو كان هنالك قرار حاسم، وتهديدا للمسؤولين بأنكم تتحملون المسؤولية لإيقاف العابثين بالأمن، وبوضع لوائح بأسماء من يعبث بأمن طرابلس، من بعل محسن ومن التبانة، وفي حال لم تتوقف المعارك يتم إعتقال كل هؤلاء مئة او مئة وخمسين إسما ،ولكن تركت الأمور للمخطط وأنتم نائمون. على كل حال نصحناكم حتى فاض بكم ولم تعودوا تتحملون ولا حتى النصيحة، فعلقتم عضويتي لأمر كنت أدافع فيه عن كرامة طرابلس وكرامة لبنان وأهل السنة، ولم تحاكموني ولم تطلبوا إدانتي ومناقشتي في هذا الموضوع، لكن كان هنالك قرار بتهشيمي وإضعافي لأنني كنت أدافع عن كرامتكم وعن أهلكم”.
وتابع الضاهر: “هذا على المستوى المحلي في لبنان، والسيد نصر الله يعلن علانية ان الأموال والسلاح من إيران واوامره للتخريب في البلاد العربية من إيران، لم تردوا عليه بكلمة واحدة، بل تعملون لتغطية أعماله من خلال الحكومة الحالية ومن خلال الدفاع عنه حتى في مجالس الوزراء العرب الداخلية وغيرها، وتدافعون عن حزب إرهابي قتل وإغتال وترفضون أن يصنف إرهابيا، لا تمشون مع الحزم العربي، لا تواكبون الرؤية العربية والسيوف العربية التي إستلها الأبطال للدفاع عن الأمة، لذلك تخسرون في هذه الساحة وفي الخارج. هنالك امر آخر، أصبحت القضية عند الرئيس الحريري بدل أن يواجه الخصوم الذين قتلوا الرئيس رفيق الحريري والذين يعبثون بأمن لبنان ويحاولون الهيمنة ووضع اليد عليه لمصلحة إيران، والنظام السوري أصبح همه أن يكسر من وقف إلى جانبك، سأذكرك يا دولة الرئيس عندما إجتمعنا في اول لقاء لمرشحي إنتخابات 2009 في قصر قريطم، يومها دخلنا وكان بعض المرشحين يتكلم بلهجة منخفضة وخائفة، قلت انت لهم أنتم تخافون ومعكم قلب الأسد، وأشرت إلي، فهل أصبحنا نحن قلوب الأسد وأشرف الناس ومن وقف بصدره وبدمه دفاعا عن العدالة وعن دماء الشهداء وأولهم الرئيس رفيق الحريري واللواء وسام الحسن وغيرهم من النواب والوزراء، هل اصبحنا نحن الخصوم وهدفك تكسيرنا؟ أردت ان تستعيد شعبيتك وأهلك فدخلت في معارك جانية مع من يحبهم أهلك وشعبك، انت تريد الذهاب إلى عكار، أهلا وسهلا، وعكار أرض الكرم والضيافة وإحترام الأهل والأحباب، لكنك يا دولة الرئيس لم تدخل البيوت من أبوابها بل اردت إيصال رسالة سيئة إلى أهلنا في ببنين وإلى أهلنا في عكار، كنا نتمنى أن نستقبلك في عكار وفق الأصول كما تفرض علينا واجبات الضيافة والأخوة والمحبة للأهل والأحباب، فنستقبلك كما يفرضه علينا الواجب، لكنك أردت أن تكسرنا وأن تعمل على إضعافنا، كما تظن، وأنا أقول لك بصراحة، اهل عكار وأهل طرابلس يعرفوننا تماما، وأنا ممن سالت دماؤه في طرابلس عام 1985 دفاعا عن طرابلس وعن عكار، بوجه النظام السوري وميليشياته وشبيحته، وأهلي في عكار يعرفون من نحن في المواجهة وفي الدفاع عن كرامة هذا البلد وعن حريته، ولولا أهل عكار أولا وأهل طرابلس اولا لما بقي لبنان، ولسقط لبنان في السابع من أيار في يد المشروع الإيراني ولإنتهى إستقلال لبنان وسيادته، وليس كما هو حاصل اليوم نقاوم هذا الإحتلال ومحاولات الهيمنة على لبنان”.
وقال: “أنا أقولها لك بصراحة، على قدر ما يحبك أهل ببنين لن يحبوك أكثر من إبن ببنين، وعلى قدر ما يحبك أهل عكار لن يحبوك أكثر من محبتهم لإبن عكار، وأقول لك أن لدينا عادات في عكار إذا أهنت أصغر واحد في الضيعة كأنك تهين كل الضيعة، وأنا قمت بواجبي ونصحتكم وحريص عليكم، وكنت أتمنى أن لا نصل إلى ما وصلنا إليه، انا تحملت الكثير يا دولة الرئيس من فريقك الذي كان يعمل دائما على إيذائي، أكثر من ذلك، على الدفع لتكسير رأسي، ولا أستطيع قول كل شيىء الآن، الناس الذين عندك كانوا يطلبون من أجهزة الدولة تكسير رأس خالد الضاهر، والناس تعرف أني لم أفرط لا بالعدالة ولا بالسيادة اللبنانية ولا بالحرية ولا بالإستقلال ولا بمصلحة لبنان ولا بكل الطوائف اللبنانية، أنا عندما أدافع عن أهل السنة العمود الفقري للبنان، ولا ينذل اللبنانيون إلا عندما ينذل اهل السنة، المسيحيون مصيرهم مرتبط بمصير السنة، وأنا ادافع عن كل لبنان وعن إستقلاله وحريتة وكرامته والتوازن فيه، ولم أسع في يوم من الأيام إلى ظلم أي فئة او الإساءة إليها وإنما التمسك بالمؤسسات وبالدولة”.
وختم الضاهر: “أنت يا دولة الرئيس لا تريد هؤلاء الناس الذين كانت المتفجرات السورية القادمة من علي المملوك وميشال سماحة لتفجيرهم، مني وجر، أنت تريد أمثال هادي حبيش الذين فاتوا بصفقات الزبالة وغيرهم لا اود ذكرهم الآن، والذين كانوا حريصين على تغطيسنا وقد انجانا الله من هذه الأمور، وياريت يا دولة الرئيس لا تحاول ان تحيي الأموات في عكار والذين لفظهم اهلنا في عكار، لقد وقفنا معك بدمنا وبكل ما نملك ولكنك اردت ان تكسرنا وان تهيننا حتى في بلدنا، ولدينا عادة إذا اردت ان تدخل إلى بلدة فيها مختار سلم على المختار، واعتقد ان دورنا ان نكون خدما لشعبنا في عكار والذي يريد اهانتنا في عكار اعتقد انه سيخرج خاسرا، واقولها بصراحة الى أهلنا في لبنان أننا كأهل سنة سنرفع الراية من اجل رفع المهانة عن اهلنا والإذلال عنا وأخذ حقوقنا وإقامة التوازن الوطني والدفاع عن لبنان وحمايته، لأن سياسات الخضوع والإستزلام والتنازل عن الحقوق وصلت حتى إلى التنازل عن الكرامة ولن نفرط بكرامتنا، وتحملنا كل انواع التفريط بالحقوق، لقد حشرتنا كثيرا يا دولة الرئيس وأدعوك إلى الإستقالة لأنك لم تقم بمعركة واحدة رابحة، فكل معاركك خاسرة، على كل المستويات السياسية والإقتصادية والأمنية، تركت ساحتنا لقمة سائغة لمن يعبث بها ولم تتحمل المسؤولية كما يجب، والآن تعترف بالأخطاء فتحمل المسؤولية”.