أعلن الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في خطابه امس الجمعة، في اربعين القائد العسكري في الحزب مصطفى بدر الدين، “وعا المكشوف” ان “موازنة الحزب ومعاشاته ومصاريفه واكله وشربه وسلاحه وصواريخه من الجمهورية الاسلامية في ايران، مضيفاً “انتم لا تدفعون معاشات اما نحن فندفع معاشات ولا مشكلة لدينا ومن لديه مشكلة فالبحر المتوسط كبير ليشربه”.
وعليه، كيف تلقّفت القوى الداخلية ما ورد في خطاب نصرالله وما هي قراءتها “لاعلانه الرسمي والواضح” ارتباطه مالياً وعسكرياً بايران، خصوصاً وانّه خصّص الجزء الاكبر منه للتحدّث عن معركة حلب وحجم الخسائر التي مُني بها الحزب، “متجاهلاً” الازمات الداخلية التي تُنهك اللبنانيين وعلى رأسها رئاسة الجمهورية؟
النائب ايلي ماروني اعتبر عبر الوكالة “المركزية” ان “كلام نصرالله يصبّ في السياق ذاته لخطاباته المبنية على قناعة دائمة بـ “الاستهتار” بالدولة اللبنانية ومقوماتها”، اسفاً لان “نصرالله مستمر باغراق لبنان في وحول الازمة السورية”.
وسأل “اين الدولة اللبنانية ورئيس الحكومة والنيابة العامة من كلام نصرالله عن ان اموال “حزب الله” ورواتب عناصره تأتي من ايران؟ واين وزارة الخارجية التي لا تستدعي السفير الايراني في لبنان لاستيضاحه حول هذا الموضوع الذي يُعتبر تدخلاً واضحاً وصريحاً في شؤون اللبنانيين”؟
واسف ماروني رداً على سؤال لان “الحوار الثنائي القائم بين “حزب الله” و”تيار المستقبل” لا يُحرز تقدماً في شأن بندي جدول اعماله، خصوصاً ملف رئاسة الجمهورية، كما ان جلسات الحوار الشامل لا تُنتج ايضاً”، لافتاً الى ان “حزب الله” يعتبر مناقشة سلاحه والاستراتيجية الدفاعية ومسألة وجوده في سوريا من “المحرمات”.
وختم “للاسف لا قرار سياسيا بحل الازمة الداخلية في المدى المنظور، فلا رئاسة جمهورية ولا قانون انتخاب جديد في الافق، والوضع الراهن “راوح مكانك”.
اما مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” لشؤون الرئاسة العميد وهبة قاطيشا فسأل “ماذا تبقّى لـ “حزب الله” من الهوية اللبنانية طالما ان سلاحه وصواريخه وامواله وعملياته العسكرية المنتشرة في العالم ايرانية؟ لماذا لا يذهب للعيش في ايران طالما ان الهوية اللبنانية لا تعجبه؟ او ليُعلن بان الضاحية الجنوبية اصبحت جزءاً تابعاً لايران لنعرف كيف نتصرّف؟ هل يريد هذا الواقع”؟
وقال: “بما اننا في زمن الاستفتاءات الشعبية كما حصل امس في بريطانيا، فلماذا لا يستفتي بيئته حول ما اذا كانوا يريدون الاستمرار بهذا الوضع ام لا؟ وبأنهم يريدون الانضمام الى ايران”؟ ولفت الى ان “نصرالله بحديثه عن معركة حلب واشارته الى اعداد القتلى من المسلّحين يحاول تبرير الخسارة التي مُني بها، كما ان تناوله مسألة اموال الحزب التي يتلقاها من ايران هي ردّ على الاجراءات التي تتخذها المصارف التزاماً بالقرار الاميركي”، ومشيراً الى انه “هدد” بطريقة غير مباشرة المصارف اذا رفضت التعامل مع اقارب عناصره”.
وتابع قاطيشا “نصرالله بحديثه عن معركة حلب حاول تبرير سقوط عشرات العناصر من الحزب في مقابل مئات القتلى في صفوف الجماعات المسلّحة، وهذا امر “غير منطقي” يريد من خلاله “استيعاب” النقمة العارمة في بيئته الرافضة للاستمرار في المشاركة في الحرب السورية”.
وطالب قاطيشا الفرقاء الداخليين الذين يتحاورون مع “حزب الله” الى “ان يحذوا حذو “القوات” في موقفها الرافض للتحاور معه قبل ان يُحدد ماذا يريد؟ الهوية اللبنانية ام الهوية الايرانية؟ فالحوارات معه “ضحك على الدقون” يستفيد منها لتغطية اعماله العسكرية خارج لبنان”.