لفت عضو “كتلة المستقبل” النائب أحمد فتفت الى أن الخيارات التي كانت متوفرة للرئيس سعد الحريري هي إما أن لا يخوض الانتخابات في طرابلس أو أن يخوضها مع التحالف الذي حصل بسبب خيارات الوزير أشرف ريفي.
وقال فتفت في حديث لاذاعة “صوت لبنان – 100.5”: “الناس رفضت هذا التحالف لأنه لم يُعطى الوقت الكافي ولم يتم التعامل معه بجدية لا من ناحية الماكينات الانتخابية ولا من ناحية التواصل. وكثير من الناس ما زالون يرفضونه، لكن في الخيارات السياسية الشخص لا يكون محكوماً بأهوائه بل بالامور التي يحددها المسار السياسي على الارض”.
وردا على سؤال، ألم تكن المصالحة مع ريفي أسهل من التحالف مع ميقاتي؟، أجاب: “للاسف لا، كان الامور صعبة بسبب عناد شخصي قوي جدا من الطرفين، ويبدو أن الوزير ريفي لديه مشروعه السياسي المستقل والذي يصر عليه. هذه الامور ترتبط بالخيارات السياسية لكل طرف. والتعبير الذي حصل يوم الغضب لم يكن جيداً، ولم يكن ضد نجيب ميقاتي أبدا، بل كان ضد حزب الله والتيار الوطني الحر اللذان شاركا بالانقلاب على الرئيس الحريري، وكان هناك رفض لقبول نجيب ميقاتي لهذا الموضوع”.
أضاف: “خلافي بالاساس مع اللواء اشرف ريفي أنني كنت أفضّل أن يبقى داخل تيار المستقبل ويحصل التغيير من الداخل، لأن المعارك حين تُخاض من الخارج يحصل تفتت. وما زالت اسعى وسابقى أسعى لنرد الامور الى نصابها، ليس فقط مع اشرف ريفي بل مع قسم من الشارع الذي لم يستوعب بعد المتغيرات السياسية.”
في الملف الرئاسي، اعتبر فتفت أن أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله “بق البحصة” وقال إنه يعمل لحساب ايران ويقبض من ايران ويأتي سلاحه من ايران، وبالتالي الباقي هو مضيعة للوقت واتهامات عشوائية، هناك قضية أساسية في البلد هي “حزب الله” وسلاحه وما تفعله ايران من فتن في لبنان والدول الاخرى، وكل الباقي هو ثانوي واستجرار لهذه الحقيقة الاساسية.
وتابع: “عندما رأى الرئيس سعد الحريري أن البلد ذاهب الى حالة انهيار تام وأن كل شيء يتعطل وأننا قادمون على عقوبات اكثر من التي رأيناها عربية ودولية، ما يستدعي إنقاذ الموقف، فحاول الرئيس الحريري إنقاذ الموقف من خلال ترشيح أحد لرئاسة الجمهورية، حاول في البداية مع الجنرال ميشال عون ولم يتم الوصول الى نتيجة، وحاول مع سليمان فرنجية واعتقد أن هذا الخيار قد يجبر حزب الله على النزول الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس، فينقذ ما يمكن إنقاذه ولا ينجر البلد الى حرب تدميرية والى ما يجري في سوريا”.
وأردف فتفت: “من ناحية الممارسة، عنما وصل عون الى الحكم، رأينا حرب التحرير وحرب الالغاء وتدمير البلد، بينما سليمان فرنجية في عز قوة السوريين كان وزير داخلية ووزير للصحة، وبصراحة تعاطى مع كل الاطراف ولم نر أي كيدية، بينما لدى وزراء عون رأينا كيدية والغائية وفشل في وزراة الاتصالات ووزارة الطاقة. انا لا اقول ان فرنجية هو المرشح المثالي، لكن إذا كان الخيار محصورا بين أحد حلفاء حزب الله، ففرنجية بسبب ممارساته وتاريخه الداخلي وعلاقاته الاجتماعية الداخلية وتحديدا في الشمال يريحنا فرنجية أكثر بكثير. هو ليس خيارنا الـ14 آذاري ونحن نعترف أننا لسنا بحالة انتصار، لكن ما يحصل في سوريا يرعب كل اللبنانيين ويجبرهم على تحمّل مسؤولياتهم في لحظة معينة”.
أما عن موضوع السلة المتكاملة، فأوضح فتفت أنه “إذا كانت السلة المتكاملة تعني أن نعطي البلد أكمله لنصرالله، فنحن نفضل أن يأخذ البلد بطريقته بدل أن نسلّمه البلد ونوقّع له. السلة المتكاملة التي يطالب بها “حزب الله” بشكل واضح هي خارج اطار الطائف وخارج اطار الدوحة، بالتالي لا يمكن أن نقبل بها بالطريقة المطروحة، لأن ما يُطرح هو شروط سياسية لتأليف الحكومة ولصلاحيات رئيس الحكومة ولنظام داخلي مقصود به في لحظة الخلل الكبير في المنطقة أن يفرض فريق نظام داخل على مجلس الوزراء”.