واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الراعوية الى الولايات المتحدة الأميركية، وكانت المحطة الثالثة في رعية مار يوسف – واترفيل Waterville في ولاية Maine شمال شرق اميركا.
وبعد القداس، التقى الراعي أبناء الرعية في قاعة الكنيسة حيث تناول معهم الحديث عن اوضاعهم وعن الشؤون اللبنانية، في حضور راعي الابرشية اللاتينية المطران روبرت هيلي مطران ابرشية بورتلاند في ولاية Maine الشمالية الذي القى كلمة في مستهل اللقاء، رحب فيها بزيارة الراعي، وقال:” لقد بحثت مع صاحب الغبطة في موضوع اللاجئين الى لبنان واوضاعهم والتحديات التي يواجهها لبنان في هذا السياق”، معربا عن “تضامنه مع اللبنانيين ومع مأساة النازحين واستعداده لتقديم كل مساعدة ممكنة”.
وتابع: “ان الرعية المارونية عزيزة جدا علينا، ونحن نزورها دائما وبخاصة في عيد القربان المقدس كتقليد سنوي. وهي تفتخر اليوم بزيارتكم كأب وبطريرك لها. كلنا يعلم يا صاحب الغبطة كم ان دربكم شاقة وخصوصا في ظل الظروف الصعبة التي تمرون بها ويعيشها المسيحيون في الشرق. ولذلك فاننا نرافقكم دائما بالصلاة ونحن الى جانبكم من اجل تخفيف عبء الحرب والتهجير والظلم”.
من جهته، رد الراعي بكلمة شكر، قال فيها: “نحن نشكر لكم عاطفتكم الحارة، ونطلب من الله ان يكافئكم ويعضدكم لكي يبقى هذا التعاون قائما بينكم وبين المطران غريغوري منصور من اجل تعاون اوسع مع مجلس اساقفة اميركا الكاثوليك”.
وعرض للاوضاع في الشرق الاوسط، متوقفا عند ثلاثة اسباب تساهم في استمرار الازمات فيه وفي لبنان، وهي:
“أولا : الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي: ويبدو ان الاسرة الدولية عاجزة عن حله.
ثانيا: الخلاف السعودي – الايراني وانعكاسه على العلاقة بين حلفائهما ما ادى الى حروب دامية ساندتها وتساندها دول من اجل مصالحها الخاصة، وبالتالي الى خسائر في الارواح والممتلكات وتهجير الملايين. ولبنان اليوم يواجه مشكلة النازحين التي ترهقه وتهدد استقراره على الصعد كافة، واذا ما استمرت الحرب فان مخاطر النزوح على لبنان لن يكون لها حدود. ولا يخفى على احد ايضا تأثير هذا الخلاف وبالتالي الازمة السنية-الشيعية على موضوع انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان.
ثالثا: تعاظم التطرف الديني ونمو الحركات الاصولية والارهابية والمواجهات الدامية بينها وبين المعتدلين، وتسبب ذلك في هجرة المسيحيين وغيرهم من الشرق الاوسط وانعدام فرص العمل وتراجع الاقتصاد وغياب الاستقرار”.
وختم الراعي: “إن الحل يكمن اليوم في ضرورة وقف الحروب وعودة اللاجئين الى اراضيهم واعادة حقوقهم في العيش الكريم وفي الامن والاستقرار، والا فسيتعرضون بفعل معاناتهم الاجتماعية والانسانية للاستغلال لصالح الحركات الارهابية والاصولية”.