Site icon IMLebanon

التحيز للمصارف المحلية يعوق الوصول إلى السوق الأمريكية

WellsFargo

كانت السوق الأمريكية المربحة، المختصة في رسوم عمليات الاندماج والاستحواذ، بمنزلة قوة عاتية يصعب على المصارف الأوروبية الوقوف في وجهها.

حاولت العديد من المصارف، بما في ذلك “دويتشه بانك” و”باركليز” (من بين المصارف الكبيرة) و”يوني كريديت” و”كريديت أجريكول” (من بين المصارف الأصغر)، شق طريقها، لكنها تقول إنها تشعر بالإحباط بسبب تحيز العملاء للمصارف المحلية.

بحلول عام 2015، تشاركت أعلى أربعة مصارف أوروبية تعمل في الولايات المتحدة – “باركليز” و”كريدي سويس” و”يو بي إس” و”دويتشه” – في أقل من 10 في المائة من رسوم الاندماج والاستحواذ في الأسواق، منخفضة عن 18 في المائة من حصة السوق التي كانت من نصيبها في عام 2008.

يقول جان – بيير موستييه، الرئيس الأسبق للمصارف الاستثمارية في كل من “سوسييته جنرال” و”يوني كريديت”: “إذا كنت عميلا أمريكيا، لا يمكن إلقاء اللوم عليك لاختيارك جولدمان ساكس أو جيه بي مورجان فيما لو تعثرت الأمور، لكن ربما تفقد وظيفتك لو كنت قد اخترت بي إن بي باريبا أو دويتشه”.

ويضيف أن المصارف الأوروبية تواجه أيضا تحديا بسبب حجم السوق الأمريكية: “إنها تتطلب موارد كبيرة جدا لتغطية كل من جهات الإصدار والمستثمرين على حد سواء وبشكل مناسب. المصارف الأوروبية لا تمتلك عمقا في الموارد. بل هي متركزة في نيويورك، وفي معظم الأحيان، من الصعب ممارسة أعمال تجارية في أركنسو أو كاليفورنيا من هنا”.

ولدى المصارف الأمريكية عادة من ستة إلى عشرة فروع مصرفية استثمارية في المدن الأمريكية، مقابل العدد الطبيعي للمصارف الأوروبية المتراوح من اثنين إلى ثلاثة. كما أن المصارف الأمريكية غالبا ما تتمتع بوجود محلي أوسع نطاقا من مصارف التجزئة التابعة لها. يقول مصرفي أمريكي آخر: “الميزة الكبرى أينما ذهبنا هي بصمتنا. هناك عائلة من كل عائلتين في أمريكا هي عميلنا. حجم المكالمات التي ترد إليك، والعلاقات ما بين أعضاء مجلس الإدارة..”.

كريدي سويس، الذي أنشأ فرعه الأمريكي من خلال اقتناء مصرف فيرست بوسطن في عام 1991 وقبل ذلك “دي إل جي” في الخمسينيات، يعتبر الاستثناء الأوروبي من الناحية النظرية. فهو يحتفظ بشبكة مصرفية استثمارية أمريكية مماثلة لتلك الخاصة بمنافسيه. وقال جيم أمين، الذي يترأس قطاع الخدمات المصرفية الاستثمارية في “كريدي سويس”، إن تراث “فيرست بوسطن” و”دي إل جيه” نتج عنه “إنشاء روابط طويلة الأجل بيننا وبين العملاء، وسجل مهم من التعاملات الاستراتيجية والتحويلية، ومواقع سوقية قوية في الشركات الرئيسية”.

مع ذلك، استطاع كريدي سويس تحصيل 2.85 في المائة فقط من رسوم عمليات الاندماج والاستحواذ الأمريكية العام الماضي، وهي ثاني أعلى نسبة لأي بنك أوروبي، بعد بنك باركليز. كما حصل البنك السويسري أيضا على حصة نسبتها 6.3 في المائة من رسوم أسواق رأس مال الأسهم الأمريكية، النسبة الأعلى لأي بنك أوروبي، وفقا لبيانات تومسون رويترز.