بدأت تتضح تدريجياً آثار الزلزال الذي ضرب الحي المالي في وسط لندن بقرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث تبين أن أكثر من 70 ألف وظيفة في القطاع المصرفي وحده، في وسط لندن فقط، باتت مهددة بالضياع والتبخر، ما يعني أن أضعافاً مضاعفة من هذا الرقم قد تكون إجمالي الوظائف التي سيخسرها البريطانيون من جراء الخروج.
وقالت جريدة “ديلي ميل” البريطانية إن الحي المالي في وسط لندن دخل في أزمة، بعد أن باتت أكثر من 70 ألف وظيفة مصرفية مهددة بالتبخر من هناك، فيما أشارت الصحيفة إلى أن لندن ستفقد مركزها كعاصمة مالية في أوروبا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وأعلن بنك (HSBC)، وهو أكبر بنوك بريطانيا، أنه قرر بالفعل نقل أكثر من ألف موظف من العاملين لديه في لندن إلى باريس، حيث سيتم نقل جزء من عملياته إلى هناك، مشيراً إلى أن “لديه مخاوف من أن يؤدي خروج بريطانيا من الاتحاد إلى عرقلة وصوله بحرية إلى السوق الأوروبية الموحدة”.
ونقلت “ديلي ميل” عن مصدر مصرفي تقديره بأن نحو 70 ألف وظيفة مصرفية قد يتم نقلها من بريطانيا إلى مدن أوروبية أخرى خلال الـ12 شهراً المقبلة، بسبب قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف المصدر أنه إلى جانب عمليات نقل الموظف فإن البنوك والمؤسسات المالية سوف تضطر للبدء في عمليات تقليص للوظائف وإلغاء، مشيراً إلى أن “التسريحات ستبدأ اعتباراً من الأسبوع المقبل”.
وتقول تقارير إعلامية في بريطانيا إن بنك “أتش أس بي سي” سوف يضطر لخفض عدد الوظائف وتقليص عملياته في بريطانيا ما لم يتم التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة مع الدول الأوروبية خلال الفترة المقبلة.
ولدى بنك “أتش أس بي سي” أكثر من 10 آلاف موظف يعملون في باريس، ويتوقع أن يرتفع هذا العدد في حال قرر البنك نقل جزء من عملياته إلى هناك، وتقليص أعماله في بريطانيا.
يشار إلى أن 51.9 بالمئة من البريطانيين اختاروا الخميس الماضي الخروج من الاتحاد الأوروبي، فيما قال 48.9 بالمئة إنهم يريدون البقاء في الاتحاد، وهو ما تسبب بزلزال اقتصادي الجمعة، حيث انهار سعر صرف الجنيه الاسترليني وفقد أكثر من 10% من قيمته.
كما انهارت أسعار الأسهم في بورصة لندن وتكبدت أغلب الشركات خسائر مالية فادحة، لكن البنوك كانت أكبر الخاسرين، وتحديداً منيت أسهم كل من بنك “لويدز” و”باركليز” و”رويال بنك أوف سكوتلاند” بأقسى الخسائر بسبب أنهم الأكثر تأثراً بالخروج من الاتحاد الأوروبي، وبسبب أن عملياتهم خارج بريطانيا كبيرة الحجم.