Site icon IMLebanon

ماذا تعني “السلة”؟

 

أبلغ رئيس كتلة “المستقبل” النيابية فؤاد السنيورة صحيفة “السفير” أنه “غير معني بمصطلح “السلة” الذي يمكن أن يحتمل أكثر من تفسير”، مشدداً على ان “المطلوب من هيئة الحوار الوطني استكمال بنود جدول الأعمال المقرر لا أكثر ولا أقل”، ومضيفاً باستهجان: “أصلاً، ماذا تعني “السلة”.. وما هو المقصود منها حقاً؟”.

وحين يقال له إن المتحمّسين لـ”السلة” يفترضون أنها تسمح بتحقيق حل متكامل يشمل رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب والحكومة، على غرار ما جرى في الدوحة، أجاب السنيورة: “أين الدستور من هذا الكلام؟ وماذا عن الاستشارات النيابية التي ينص عليها لتشكيل الحكومة على سبيل المثال؟ بالنسبة إليّ، أداة القياس الوحيدة التي أعترف بها وأركن إليها هي الدستور حصراً”.

ونفى السنيورة “علمه بأن تكون هناك سلة كاملة قد جرى التفاهم عليها داخل اجتماعات مؤتمر الدوحة، “أما ما الذي حصل خارجها فهذا شأن آخر”. وتابع: “ثم، أي نموذج عظيم هو نموذج الدوحة حتى نكرّره؟”.

وجدد السنيورة التأكيد بأن “مفتاح الأبواب المغلقة يكمن في انتخاب رئيس الجمهورية فوراً، متفادياً الحكم المسبق على الاجتماعات المتلاحقة لهيئة الحوار في 2 و3 و4 آب المقبل”، قائلاً: “ما أعرفه هو أن أي أمر على طاولة الحوار يحتاج الى التوافق، وكما انني لا أستطيع أن أفرض رأيي على الآخرين، لا يمكن للآخرين أن يفرضوا آراءهم عليّ”.

من جهته، اعتبر رئيس حزب “القوات” اللبنانية سمير جعجع في تصريح لصحيفة “السفير” أن “السلة المتكاملة تصعّب الحلول ولا تسهلها، لأنه بدلاً من أن نكون في مواجهة مشكلة واحدة هي الرئاسة، سنصبح في مواجهة مجموعة مشكلات متراكمة”.

وقال: “إنه يحبذ اعتماد التسلسل الطبيعي والمنطقي للأمور، من دون تعقيدات او اجتهادات ليست في محلها، لافتاً الانتباه الى ان الاولوية البديهية والتلقائية في هذه المرحلة هي لانتخاب رئيس الجمهورية، فلماذا نحاول تجاهلها ونقفز الى سلة محشوة بمسائل خلافية ومستعصية، يحتاج حل كلٍّ منها الى جهد خارق، فكيف إذا كانت مجتمعة؟”.

ورأى جعجع ان “المسار الصحيح والمتدرج لمعالجة الأزمة المركبة يبدأ من انتخاب الرئيس فوراً، يليه تشكيل الحكومة، ثم إقرار قانون الانتخاب، وإجراء الانتخابات النيابية”. ولفت الى أنه “مضى سنوات على النقاش حول قانون الانتخاب من دون ان نصل بعد الى نتيجة، ومضى أكثر من سنتين على الشغور الرئاسي من غير ان نملأه حتى الآن بالرئيس المناسب، اما البحث في تركيبة الحكومة المقبلة فكلنا يعرف كم يمكن ان يستنزف من الوقت والجهد، وعليه، لا يوجد سبب مقنع كي نتورط بحمولة زائدة من هذا النوع، في حين أن بمقدورنا أن نتدرج في المعالجة، وفق التسلسل المفترض للاولويات”.

وتساءل: “أليس من الافضل ان نأكل العنب الموجود في السلة حبة بعد حبة، بدلاً من أن نغوص في كومة شوك؟”. وأشار الى انه “إذا كان هناك مَن قاطع في السابق جلسات المجلس النيابي تخوفاً من احتمال انتخابي رئيساً للجمهورية، فإن هذه الفرضية لم تعد قائمة، بل ان المرشحين الاثنين المطروحين حالياً هما من 8 آذار وبالتالي لم يعد يوجد مبرر داخلي لدى هذا الفريق ومن يحرّكه للامتناع عن الحضور الى المجلس، مشدداً على ان “القوات” لا تزال عند دعمها للعماد ميشال عون، والمطلوب من “حزب الله” أن يثبت مصداقيته في تأييده”.

وحين يقال له إن الرئيس بري يرفض مقولة “القوات” بان “حزب الله” يستطيع لو أراد ان يفرض عليه التصويت لعون، يرد جعجع: “أقصى أمنيتنا، بل حلمنا ان يكون العكس هو الصحيح، وعندها أمور كثيرة في لبنان تُحَل”.

الى ذلك، رأى رئيس جبهة “النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط في حديث لصحيفة “السفير” ان “الهجوم الذي تشنه قوى على “السلة المتكاملة” هو غير مبرّر، ويهدف الى عرقلة جلسات الحوار وجعلها غير مجدية، وأنا أعارض موقف رافضي “السلة”، خصوصاً أنه لا يوجد بديل ملموس عن هذا الطرح”.

واكد جنبلاط انه “داعم لطرح بري، “وسأحاول أن أساعده قدر ما استطيع، علماً انني لا أعرف بعد كيف سنتمكن من إحداث الخرق المطلوب في جدار الازمة، خصوصاً ان ظروف مؤتمر الدوحة عام 2008 تختلف عن تلك السائدة حالياً، ولكن لا بد برغم ذلك من مواصلة الحوار”.