كتب داود رمال في صحيفة “السفير”:
ينقل زوار العاصمة الاميركية واشنطن عن مراكز صناعة القرار، انه سيصل وقت ويفتح باب الرئاسة في لبنان وفي توقيت حاسم مرتبط بتطورات اقليمية، لا سيما في الميدان السوري.
ومع انتقال الديبلوماسية الاميركية في بيروت من مرحلة تصريف الاعمال والاستطلاع الى مرحلة الدينامية المعتادة بانتظار وصول السفيرة الجديدة المعتمدة، تبدأ مسارات العديد من الملفات بالتوضح لا سيما رئاسة الجمهورية وموضوع النفط والغاز الذي يحظى بمتابعة واولوية لدى الجانب الاميركي.
لن يعرف اي طريق ستسلك الديبلوماسية الاميركية في مقاربتها للملف اللبناني، لجهة اما اعتماد اسلوب الضغط المباشر لانجاز استحقاقات معطلة مقرونا بفاعلية جديدة لمجموعة الدعم الدولية للبنان، واما الذهاب الى التريث بانتظار مآل الانتخابات الاميركية بحيث تدخل الادارة الاميركية في سبات خارجي مع مطلع تشرين، حتى نهاية الصيف.
وكان الرهان على تقدم المفاوضات السورية في جنيف، قبل ان تنهار الامور ويعود الاحتكام الى الميدان مع تعقيدات جديدة، وما يعمل عليه الجانب الروسي اليوم هو «اعادة إحياء الخيار التفاوضي عبر جنيف في ظل انفتاح القيادة السورية على المرحلة الانتقالية على قاعدة لا فراغ في السلطة قبل اقرار دستور جديد، وهذا يعني السير بدستور جديد واجراء انتخابات بعد اقرار الدستور، وسط حديث في الكواليس بدأ يتفاعل عن النية لتشكيل جيش اسلامي لمحاربة داعش في سوريا وفق خطوط رسمها الروسي من دمشق الى تدمر الى حمص الى حلب، اما بقية المحافظات السورية فان الجيش الاسلامي من دول عربية واسلامية سيتولى قتال داعش».
اوساط ديبلوماسية ترى «ان هذا الانفراج السوري، ان حصل، سينعكس حكما على لبنان، واي تقدم في الحل السوري سيفتح باب التصور الرئاسي بدءا من نهاية آب المقبل، وستكون الاتجاهات لدى الدول المعنية والنافذة قد حددت، ويكون لبنان دخل في عد عكسي مفتوح على احتمالات انتهاء كل صلاحية دستورية للمؤسسات المتبقية من مجلس نيابي وحكومة والتي هي معطلة».
اما من يسأل عن هوية رئيس الجمهورية المقبل، تقول الاوساط: «فهو لا يعرف بالمعادلات الاقليمية والدولية التي تنتج الرئيس في لبنان، ويجدر العودة الى الكلام الاخير لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، والذي فسّر لدى البعض في غير محله، بينما هو وضع الاصبع على حقيقة التوجه الدولي عندما رفع ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من ترشيح يدخل ضمن لعبة النكايات الداخلية الى ترشيح يحظى بموافقة دولية من عواصم القرار اعلن عبر رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، وهذا يعني ان سليمان فرنجية هو رئيس الجمهورية مع وقف التنفيذ، ومن يؤخر عملية الانتخاب سيكتشف لاحقا ان لا بديل عن فرنجية، وان كان هناك بديل لن يكون من الاسماء المطروحة في رباعية بكركي».
وتلفت الأوساط النظر الى ان «اعتماد مطلع آب لعقد جلسات الحوار المتتالية على مدار ثلاثة ايام والتي من المرجح ان تمدد اذا حصل خرق، يحمل في خلفياته مواكبة داخلية لامكانية اعادة لبنان الى سلم الاولويات الاقليمية والدولية، وامكانية تحييده عن انتظار نهاية الحل السوري او بداية وضعه على السكة، وفق النظرية السابقة التي اعتمدت منذ بداية الازمة السورية التي تحولت الى حرب وهي جعلت للبنان وضعا خاصا لاعتبارات عدة ابرزها الحاجة الى استقراره في عملية استيعاب موجات النزوح السوري».
ويقول زوار العاصمة الاميركية واشنطن ان «حزب الله» اذا اصر على العماد ميشال عون رئيسا، فهذا يعني ان الرئيس التوافقي جاهز ويحظى بدعم وتأييد دولي واقليمي ايضا.
وبسؤال زوار واشنطن عن كيفية اقناع عون، يردون على هذا السؤال بسؤال آخر وهو، هل هذه الهزيمة السياسية الاولى لعون؟