بعد اطمئنان لبنان إلى عدم تأثره سلباً بقرار خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، كذلك لم ولن تشكّل خطوة تركيا الأخيرة تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، أي إحراج له في علاقاته مع الجانب التركي، بحسب ما أكده الخبير المالي الدكتور غازي وزني لـ”المركزية” حيث أكد في هذا السياق، أن “لا انعكاسات سلبية لتطبيع العلاقات بين الدولتين على لبنان، إنما الأهم والأبرز في الموضوع، يكمن في ملف النفط والغاز في المنطقة”، موضحاً أن هناك “مناطق متنازع عليها بين لبنان وإسرائيل من جهة، والنقطة المتنازع عليها بين إسرائيل وقبرص ولبنان في حقل “أفرودايت”، من هنا إن تطبيع إسرائيل علاقاتها مع تركيا يخلق لديها ارتياحاً إلى الدور التركي في هذا المجال والذي يصبّ في مصلحتها مع وقوف تركيا إلى جانبها في المفاوضات الجارية والتي ستجري حول هذا الملف، على محورَي رسم الحدود البحرية مع قبرص، وفي الوقت ذاته رسم الحدود البحرية مع لبنان.
وفي العلاقات الإقتصادية، لفت وزني إلى أن “التطبيع لن يؤثر على التبادل التجاري بين لبنان وتركيا، لأن المنتجات الصناعية والزراعية الإسرائيلية تذهب في غالبيتها إلى الدول الأوروبية، بمعنى أن سوقها لن تكون في الأراضي التركية”، مشيراً إلى أن الصناعة الإسرائيلية الـ”هايتك” موجّهة إلى خارج تركيا، كذلك الأمر بالنسبة إلى زراعتها التي تتوجّه صادراتها إلى أوروبا.
وأوضح أن الهدف من التطبيع المذكور، أن “يصبح وضع إسرائيل، سياسياً واقتصادياً ونفطياً، مرتاحاً في المنطقة”.
الوضع المصرفي: وأكد وزني رداً على سؤال عن وضعية المصارف اللبنانية في تركيا بعد التطبيع، أن تركيا “لن تقفل المصارف اللبنانية العاملة على أراضيها بفعل التطبيع، كما أنها لن تعزز تواجد المصارف الإسرائيليه فيها”، موضحاً أن “زبائن المصارف اللبنانية الموجودة في تركيا، معروفون ونوعية عملياتهم واضحة بأهدافها وطريقة استخدامها”، مذكّراً بأن غالبية هؤلاء الزبائن هي من الجنسية اللبنانية.
كذلك طمأن إلى أن “لا انعكاسات على آلية دخول اللبنانيين إلى تركيا من دون تأشيرات دخول”، وقال: في المقابل، لطالما استفادت تركيا من السياح الإسرائيليين ولا سيما في الكازينوهات الموجودة على أراضيها، وسيزداد عدد الوافدين الإسرائيليين إلى تركيا مع بدء تطبيع العلاقات. أما لبنان فلم يخسر السياح الأتراك لأنهم لا يترددون أصلاً إليه، بل على العكس إن السياحة التركية تستقطب اللبنانيين بشكل دائم.
ولم يغفل وزني الإشارة إلى أن “تركيا ستستفيد من التطبيع لجهة تحسين علاقاتها مع الإتحاد الأوروبي، بفعل الوساطة الإسرائيلية لأن إسرائيل لديها علاقات جيدة مع الدول الأوروبية”.