Site icon IMLebanon

أين كان “حزب الله”؟…الانتحاريون تسللوا مرتين في يوم واحد الى القاع! (طارق نجم)

 

 

كتب طارق نجم

سؤال مشروع بل ضروري يطرح نفسه ويوجه الى رافعي شعار “لولا القتال في القصير وحمص وحلب لكنا نقاتلهم في قلب لبنان”. “حزب الله” اختبأ خلف حجة “الحرب الوقائية” من أجل القتال في سوريا والتي كان يدين خصومه بسببها وعلى رأسهم جورج بوش واسرائيل.

اذا كانت الامكانية موجودة لتسلل عناصر مسلحة فضلاً عن الانتحاريين الى منطقة القاع وراس بعلبك فهذا يؤكّد تقصيراً فاضحاً من قبل “حزب الله” الذي يستعرض عضلاته حول عرسال ويحرص على حرمان العراسلة من الوصول الى رزقهم وبساتينهم في الجرود. خلال 24 ساعة زالت أوهام الطروحات القائلة إن “حزب الله” هو حامي لبنان من الدواعش بعد سنوات من التحضيرات و”استشعار” المخاطر على البلدات الحدودية.

بالعودة الى حزيران من العام 2015، أي منذ سنة بالتحديد، وقعت معارك دامية على طول وعرض جرود القاع ورأس بعلبك عندما شن تنظيم “داعش” هجوماً منسقاً قبيل فجر التاسع من ذلك الشهر واشتبك مع النقاط العسكرية للحزب الذي ادعى انه نصب كميناً للمهاجمين وجرى استدراجهم الى وسط هذا الفخ وعجّل باطلاق ما سميّ حينها بمعركة القاع”. التحليل الذي يقارن آداء الحزب في المنطقة الجغرافية نفسها وفي مواجهة الخصم ذاته إنما يشير الى تراجع مستغرب لناحية حيثيات المعركة وأولويات الجبهة بحسب مصادر عسكرية.

فمنذ عام، كان الحزب يضع على رأس اهتماماته العمق الشيعي المهدد في بعلبك الهرمل يستعمل القاع ورأس بعلبك المسيحيتين كنقاط اشتباك أمامية لوقف اندفاعة “داعشية” الى الداخل.

اليوم، وبعد تسلل الانتحاريين الى وسط بلدة القاع ولمرتين متتاليتين خلال 24 ساعة، ثبُتَ أنّ الحزب لم يعد يعط الأولوية للحدود منذ زمن بل إن ما جرى هو عملية التفاف داعشية على خطوطه وضربه في مؤخرة انتشاره العسكري لأنّ الرأس بات في حلب على بعد مئات الكليومترات شمالاً. ومقارنة بين أحداث البارحة والعام الماضي، فإن الاشتباكات التي دارت منذ سنة كانت على بعد أكثر من 10 كيلومترات من وسط بلدة القاع، أما اليوم فحدوث اختراق في قلب القاع فهذا معناه واحد هو اختراق لخطوط الحزب وتراجع لانتشاره.

إذا كانت جهوزية الحزب في العام 2015 منعت “داعش” من تقدمه في المنطقة فما حصل الإثنين هو تأكيد على غياب الحزب عن هذه المنطقة وربما تواطئه عبر غض الطرف عن تسلل هذه العناصر الداعشية بما يتشابه مع آداء الاستخبارات السورية مع الانتحاريين المتوجهين الى العراق من 2003 وحتى 2006. فأين كان عناصر الحزب وكاميرات المراقبة الليلية المنتشرة الخاصة به والعبوات المزروعة على الممرات الجبلية والطائرات من دون طيار وغيرها من التجهيزات في وقت يرصد الحزب مواقع “داعش” على بعد 300 متر فقط؟

هنا تبرز قراء لمصالح مباشرة لـ”حزب الله” يمكن أن يقطف ثمارها كمحصلة لانتحاريي يوم الإثنين وان كانت لم تتضح معالم هذه المصالح بشكل كامل غير أنها قابلة للاستثمار بحسب الظروف:

أولاً، إعادة ترويج الحزب لنفسه من جديد كضرورة حدودية فقدت أهميتها مع تراجع تهديدات المسلحين السوريين إثر معارك القلمون.

ثانياً، اطلاق يده أكثر من الناحية الأمنية وبالتحديد تجاه مخيمات النازحين السوريين التي قد تضم ما يقارب 30 ألف نازح في مشاريع القاع خصوصاً وفي منطقة البقاع عموماً باعتبارهم مصدراً محتملاً لإيواء الانتحاريين.

ثالثاً، تشديد الطوق من جديد على عرسال المجاورة للقاع التي عاشت هدوءاً نسبياً حيث لم تحصل فيها وحولها أحداث أمنية تذكر خلال الأشهر الماضية.

رابعاً، الغمز عملياً من قناة الجيش اللبناني لناحية تقصير محتمل بالآداء خصوصاً أن القرى الشيعية كان اعتمادها على الحزب عسكرياً فيما البلدات المسيحية كانت تتمسك دائماً بالتواجد العسكري للجيش ما عدا بعض أصوات النشاز من أصحاب “ثلاثية المقاومة”.