Site icon IMLebanon

الرواية الكاملة لتفجيرات القاع

 

 

في أقل من 24 ساعة على تفجيرات انتحارية ذهب ضحيتها 5 شهداء و16 جريحا من ابناء بلدة القاع البقاعية بعد مواجهة دامية اجمع الرأي الداخلي على انها افتدت لبنان بأسره من خلال شجاعة أبناء القاع في التصدي لها، هزّت 4 انفجارات جديدة مساء البلدة نفذها انتحاريون حيث أقدم أحدهم وكان يستقل دراجة نارية على إلقاء قنبلة يدوية باتجاه تجمع للمواطنين أمام كنيسة البلدة، ثم فجر نفسه بحزام ناسف. وتلاه إقدام انتحاري ثانٍ يستقل دراجة على تفجير نفسه.

ثم أقدم شخصان آخران على محاولة تفجير نفسيهما، حيث طاردت وحدة من مخابرات الجيش أحدهما ما اضطره إلى تفجير نفسه من دون إصابة أحد.

من جانبه، حاول الانتحاري الآخر تفجير نفسه في أحد المراكز العسكرية، إلا أنه استُهدف من قبل العناصر ما اضطره أيضاً إلى تفجير نفسه من دون التسبب بإيذاء أحد، وفق ما جاء في بيان لقيادة الجيش اللبناني.

وبدأ الجيش، مباشرة بعد الهجوم، عملية تمشيط في البلدة بالتعاون مع المواطنين وطالبهم بعدم التجوال خشية وجود انتحاريين آخرين في البلدة.

كما أصدر محافظ بعلبك قراراً بمنع تجول السوريين المتواجدين في بلدتي القاع ورأس بعلبك، تلاه بيان صادر عن بلدية الهرمل يطلب من اﻹخوة السوريين عدم التجول في الهرمل، لمدة اثنين وسبعين ساعة وذلك تحت طائلة تحمل المسؤولية القانونية.

وأعلن امين عام الصليب الأحمر جورج كتانة ان حصيلة تفجيرات القاع الليلية 11 جريحاَ بينها حالتان خطرتان، وقال: “اليوم نقلنا اشلاء الانتحاريين الـ4 الى مستشفى الحريري الحكومي”.

ويتخذ الجيش منذ الصباح اجراءات أمنية مشددة في بلدة القاع وفوج المجوقل ينفذ عمليات دهم وتفتيش عند أطراف البلدة، وسط تركيز مشدد عند مخيمات النازحين بالإضافة الى حواجز أمنية لـ”حزب الله” منتشرة على الطرقات.

وذكرت الـmtv ان الجيش يقوم بتمشيط البساتين المحيطة بالبلدة بعد الاشتباه بتحركات.

من جهتها، اكّدت مصادر امنية لصحيفة “الجمهورية” انّ “التحقيق العسكري يسير بوتيرة سريعة بهدف إماطة اللثام عن كلّ ما يعتري هذا الهجوم الارهابي وأبعاده. ويركّز التحقيق على ما يلي: من أين أتى الارهابيون الى القاع؟ هل أتوا من مخيّم النازحين السوريين الذي يبعد ثلاثة كيلومترات عن البلدة؟ هل أتوا من خارج الحدود، أي من داخل سوريا؟ هل أتوا من مخيّم للنازحين في منطقة لبنانية اخرى، كعرسال مثلاً؟ لماذا تمركزوا في حديقة المنزل المذكور؟

وكيف وصَلوا إليه؟ هل كانوا ينتظرون أحداً ما ليقلّهم الى خارج القاع؟ وإنْ صحَّ ذلك، فهل هذا الـ”أحد ما” لبناني أم سوري من النازحين الموجودين في البلدة أم هو من خارجها؟ ومن أين أتى الانتحاريون الاربعة الذين نفّذوا العمليات الليلية، أين كانوا مختبئين ومَن كان يؤويهم، ومِن اين استقدموا الدرّاجات النارية ومن سلّمهم إياها وأين تمّ تسليمها وأيّ طريق سلكت تلك الدرّاجات الى القاع؟”

وفي هذا السياق ، قالت مصادر عسكرية للصحيفة نفسها إنّ المخابرات العسكرية كانت قد وقفَت منذ فترة على معلومات إستخبارية تفيد بتحضيرات للمجموعات الارهابية بالقيام بعمليات إرهابية في بعض المناطق اللبنانية خلال شهر رمضان، وحذّرت من انّ الايام العشرة الاخيرة من شهر الصوم قد تكون الأخطر.

وعليه، رفعت الاجهزة العسكرية والامنية من مستوى جهوزيتها في العديد من المناطق اللبنانية وخصوصاً في الضاحية والبقاع، للحؤول دون تحقيق تلك المجموعات لمراميها.

كما لفتت المصادر الى انّ وجود اربعة انتحاريين دفعةً واحدة وفي مكان واحد، يعني انّهم كانوا بصَدد تنفيذ عملية ارهابية كبيرة، وأمّا المكان المستهدف فيبقى تحديده رهناً بالتحقيق الذي بدأ حولَ هذا الامر.

هذا وشدد مرجع عسكري لصحيفة “المستقبل” على كون التفجيرات “لم تأت مفاجئة” ربطاً بالمعطيات الاستخباراتية التي كانت تشير إلى إمكانية استهداف الساحة الداخلية بعمليات إرهابية من هذا النوع.

وقال: “اليقظة العسكرية والأمنية في أعلى مستوياتها لكن ذلك لا يمنع من وجود ثغرات معينة يستغلها الإرهابيون لتنفيذ عملياتهم الانتحارية الإجرامية”، مؤكداً في هذا المجال امتلاك المحققين “خيوطاً” متينة يجري العمل على تتبعها لكشف كامل ملابسات العمليات الانتحارية التي وقعت بالأمس.

ورداً على سؤال، أجاب: “تم التأكد من أنّ 3 من الانتحاريين الأربعة الذين فجروا أنفسهم فجراً هم من التابعية السورية”، مشيراً في ما يتعلق بأهدافهم أنهم كانوا بصدد استهداف “أي تجمع” للجيش بحسب المعلومات والمعطيات الأولية المتوافرة من التحقيق وكما بدا من سياق الحديث الذي دار بينهم وبين أحد المواطنين حين شكّ بأمرهم فجراً نظراً لكونهم أبدوا إصراراً على استدعاء دورية للجيش إلى المكان للتحقيق معهم ما يدلّ على أنهم كانوا يترقبون وصول الدورية بغرض استهداف عناصرها.

ونقلت مصادر سياسية لـ”البناء” عن مصدر أمني بارز تخوّفه من أن تكون تفجيرات القاع هي البداية، وأعربت عن قلقها من “مخطط إلهاء الجيش والقوى الأمنية على الأطراف والتسلل إلى الداخل”، كاشفة عن “تحذيرات وصلت عن مخطط إرهابي مزدوج في عيد الفطر عند السنة والشيعة”، معتبرة أن “الوضع الأمني غير مريح، فهناك أكثر من خلية نائمة غير مترابطة مع بعضها البعض لم تتكشّف بعد”.

وفي ما خص تفاصيلَ العملية الارهابية التي حصلت فجراً في القاع، ففي التفاصيل، أنه قرابة الرابعة من فجر أمس، كانت عائلة مقلّد ملازمةً منزلها في البلدة وتحيي “ليلة القدر”، ولكن سرعان ما شعر أهل البيت بحركة في حديقة المنزل، فخرج احدهم ليلاحظ وجودَ اربعة اشخاص منزوين في إحدى زوايا الحديقة. فحاولَ مقلّد الاستفسار عمّن هم، فعاجَله احدهم بالقول “نحن من مخابرات الجيش ولدينا مهمّة نقوم بها، فادخُل الى منزلك”.

إرتابَ مقلّد لأمرهم، على رغم انّ اللهجة التي قابلوه فيها لا توحي بأنّها غير لبنانية، فضلاً عن انّه لاحظ انّ أجسامهم غير طبيعية وكأنّ بعضَهم يحمل حقائب صغيرة على صدره. فعاد وسألهم إذا كان ضرورياً ان يكونوا في حديقة منزله، لأنّ ما قد يحصل يمكن ان يهدّد عائلته.

ودار جدال بينهم، عندها نَهرَه أحدهم بصوت عالٍ، فسارَع مقلد الى منزله وأحضَر “بندقية خرطوش” وأطلقَ النار في الهواء، فما كان من أحد الاربعة إلّا ان هرع نحوه وفجّر نفسَه، ما أدّى الى إصابة مقلد وابنه بجروح.

وبعد وقت قصير، سارعَت الى المكان قوّة من الجيش اللبناني المتمركزة في المنطقة، ولكنّها ما إن وصلت الى المنزل حتى سارع اليها انتحاري ثانٍ وفجّر نفسه بالقرب منها. وفي الوقت ذاته كانت سيارة إسعاف تابعة للمطرانية قد وصلت الى المكان، فسارَع اليها انتحاري ثالث وفجّر نفسَه قربها. وبالتزامن هرع بعض المواطنين الى مكان الانفجارات لاستطلاع ما يجري، فما إن تجمهرَ المواطنون حتى بادر الانتحاري الرابع الى تفجير نفسه بالقرب منهم. وكلّ ذلك تسبّبَ بسقوط الشهداء والجرحى.

وبحسب مصدر عسكري فإنّ التحقيقات بوشرَت فوراً وتقوم العناصر المعنية بإجراء الفحوصات والتدقيقات اللازمة في بعض الاجسام المعدنية والهواتف والشرائح الهاتفية. كما لوحظ انّ أشلاءَ الانتحاريين لم تحُل دون التمكّن من معرفة هويات ثلاثة منهم، وهم من التابعية السورية. أمّا الانتحاري الرابع فما زالت الاختبارات مستمرّة لمعرفة هويته.