رأت مصادر سياسية في قوى “8 آذار” ان وجوب ملء الفراغ في المؤسسات الرسمية وفي مقدمها الشغور الرئاسي هو الحل لاعادة تكوين السلطة وبات يشكل قناعة شبه راسخة لدى قيادات وافرقاء تلك القوى على مختلف تياراتها ومواقعها.
وقال لـ”المركزية”: “ان حسم ملف الاستحقاق الرئاسي بات يلوح في الافق وهو قضية اشهر ان لم يكن اسابيع منطلقة من زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت الى لبنان في الحادي والثاني عشر من شهر تموز المقبل والذي في رأيها لن يأتي خالي الوفاض خصوصا ان باريس استضافت مؤخرا كلا من وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف وولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان المعنيين بتعبيد طريق القصر الجمهوري في بعبدا امام الرئيس العتيد”.
وكشفت ان العماد ميشال عون أسّر امام المقربين منه بخطورة استمرار الاوضاع على ما هي عليه سياسيا وامنيا واقتصاديا وانه يرصد حركة الرئيس سعد الحريري خلال الفترة القريبة وحتى اذا لم تحمل زيارة الوزير ايرولت للبنان جديدا يدفع بوصوله الى بعبدا، فهو لن يكون عثرة امام اجراء الاستحقاق الرئاسي عبر اللجوء الى مرشح ثالث، بعد تراجعه ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية عن ترشيح نفسيهما.
واضافت: “ان هذه القوى ترى ان ثمة سايكس بيكو جديدا بدأت معالمه ترتسم في المنطقة على قاعدة تقاسم النفوذ في المناطق الغنية بحقول الغاز، ومن مؤشرات ذلك اتصال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان والاتفاق على لقاء بين الجانبين لتكريس المصالحة بينهما بعد القطيعة التي نجمت عن استهداف اسطنبول احدى الطائرات العسكرية الروسية واسقاطها ومقتل طيارها في بداية العام، كما انها تلفت في هذا السياق الى المصالحة التركية الاسرائيلية والاتفاق على تبادل السفراء بين انقرة وتل ابيب””.
وختمت بالرهان على بروز مستجدات محلية واقليمية ودولية قريبا وعلى قاعدة ان لا عداوة دائمة في السياسة وبين السياسيين وان المصالح هي ما تجمع بينهم. وهذه القاعدة قد تدفع اهل الداخل كما الخارج لانجاز الاستحقاق الرئاسي واخراج لبنان من الازمة التي يتخبط فيها بعدما تعدت الخط الاحمر وباتت تنذر بالانفجار الشامل.