في الوقت الذي تعلو فيه الأصوات المنادية بالتقشف وشدّ الأحزمة ورفع الدعم بسبب الهبوط الحاد في إيرادات الدولة جراء انخفاض أسعار النفط، توقع تقرير صادر عن مجموعة “بوسطن كونسلتينغ غروب” ارتفاع الثروات الخاصة في الكويت إلى 500 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة (حتى 2020 ) بدعم من ثالوث أسهم رأس المال، والسيولة والودائع، والسندات بنسب 8.5 % و4.7 % و2.8 % على التوالي. وأشار التقرير الذي صدر بعنوان “الثروة العالمية 2016: نظرة على مشهد العملاء الجديد” إلى أن الثروات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ستصل إلى 11.8 تريليون دولار،وستساهم كل من الكويت، والمملكة العربية السعودية، والإمارات بنسبة 22.7% من هذه الثروات. ووفقا لنتائج التقرير، فإن الثروات الخاصة التي تملكها الأسر ذات الرصيد المالي الضخم في الكويت (فوق 100 مليون دولار) ستشهد نمواً بنسبة 8.3% في السنوات الخمس المقبلة فيما ستنمو الثروات الخاصة التي تملكها الأسر ذات الرصيد المالي المرتفع (بين 20 و100 مليون دولار ) بنسبة 14.2 %. أما الثروات الخاصة التي تملكها الأسر ذات الرصيد المالي الأقل في الكويت بين (مليون إلى 20 مليون دولار )، فمن المتوقع أن ترتفع بنسبة 6.3 في المئة. وأخيراً، تشير التوقعات إلى أن إجمالي عدد الأسر الثرية (التي تمتلك أكثر من مليون دولار على شكل أصول صافية قابلة للاستثمار) في الكويت سيزيد ولكن بشكل محدود، وبنسبة 1.8% بحلول 2020. وفيما يخص الدول المفضلة لإيداع ثروات منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في الخارج، تصدرت سويسرا بنسبة 30% تلتها المملكة المتحدة بنسبة 23%، ثم دبي بنسبة 18% ووفقا لبيانات التقرير فقد حققت الثروات المالية الخاصة العالمية نمواً نسبته 5.2 في المئة في 2015، لتصل إلى 168 تريليون دولار. وكان معدل هذا النمو أقل من المعدلات المسجلة في العام السابق، حيث ارتفعت الثروة العالمية بنسبة تتجاوز 7 في المئة، وشهدت جميع المناطق، ما عدا اليابان، نمواً أبطأ مقارنة بالعام 2014. وعلى نقيض السنوات السابقة، جاءت النسبة الأكبر من نمو الثروات العالمية في 2015 نتيجة تشكيل ثروات جديدة (مثل ارتفاع دخول الأسر) بدلاً من أداء الأصول الموجودة، إذ بقي العديد من أسواق أسهم رأس المال والسندات في حالة ركود أو حتى أنها تراجعت. وبافتراض أن تستعيد أسواق الأسهم زخمها، من المتوقع أن تحقق الثروات الخاصة العالمية معدل نمو مركّب بنسبة 6% على مدى السنوات الخمس المقبلة لتصل إلى 224 تريليون دولار في عام 2020. وحسب الاستبيان الدولي الذي أجرته مجموعة “بوسطن كونسلتينغ غروب”، فقد تراجع متوسط الإيرادات وهوامش الأرباح لدى مدراء الثروات بين 2012 و2015. ودعا التقرير إلى الالتفات لمجموعتين من العملاء غير التقليدية التي تستحق متطلبات وأحجام استثماراتهما اهتماماً خاصاً، وهما فئة السيدات اللواتي حققن نجاحاً كتنفيذيات في الشركات ورائدات أعمال (إضافة إلى كونهنّ المستفيدات من ثروات وتسويات قانونية) وفئة أبناء جيل الألفية (أي الأشخاص المولودين بين عامي 1980 و2000) الذين تشهد ثرواتهم نمواً سنوياً ثابتاً. يذكر أن المرأة سيطرت على نحو 30 في المئة من الثروات الخاصة العالمية في العام 2015، بحصة أكبر قليلاً في الأسواق المتطورة مقارنة بالأسواق الناشئة.