Site icon IMLebanon

اتحاد بلديات الفيحاء: العرف.. أو تصفية حسابات؟

كتب غسان ريفي في صحيفة “السفير”:

شكّل الاعتصام الذي نفّذه عمال اتحاد بلديات الفيحاء احتجاجا على عدم انتخاب رئيس للاتحاد يصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة عشية عيد الفطر، عملية ضغط في اتجاهين:

الأول، الإسراع في ملء الفراغ الحاصل في سدة الاتحاد بعد اكثر من اسبوعين على انتخاب رؤساء بلديات الفيحاء.

الثاني، انتخاب رئيس بلدية طرابلس المهندس احمد قمر الدين لرئاسة الاتحاد نظرا لكون طرابلس هي المساهمة الأكبر من الناحية المالية في الاتحاد بنسبة تصل الى 80 في المئة.

يضم اتحاد بلديات الفيحاء أربع بلديات هي: طرابلس، الميناء، البداوي والقلمون التي انضمت قبل نحو عامين الى الاتحاد الذي من المفترض، بحسب دعوة محافظ الشمال رمزي نهرا، ان تجري انتخابات رئيسه ونائب الرئيس عند الثانية من بعد ظهر يوم غد.

ويقضي العرف تاريخيا ان يتولى رئيس بلدية طرابلس رئاسة الاتحاد، وأن يتولى رئيس بلدية الميناء منصب نائب الرئيس.

لكن اتحاد بلديات الفيحاء وجد نفسه خاضعاً لتصفية حسابات سياسية ـ بلدية، لذلك تم التداول في الأوساط السياسية بالعديد من السيناريوهات عن نية “التحالف الطرابلسي” الرد على نتائج انتخابات طرابلس التي أسفرت عن فوز “لائحة قرار طرابلس” برئاسة المهندس احمد قمر الدين والمدعومة من الوزير اشرف ريفي، بأكثرية المقاعد (16 مقابل 8 للائحة لطرابلس)، بعدم التصويت لقمر الدين في رئاسة الاتحاد ودعم رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين الذي فاز مع “لائحة الميناء حضارة” المدعومة من “التحالف” باكثرية الأعضاء (17عضوا). كما تم التداول بسيناريو آخر يقضي باعتماد المداورة بين الرئيسين (ثلاث سنوات لكل منهما).

وعلمت “السفير” ان هذه الاقتراحات تم تدارسها بين أركان التحالف السياسي الطرابلسي، خصوصا أن التحالف قادر على التحكم بهذه الانتخابات كونه يمون على ثلاثة رؤساء بلديات من أصل أربعة، وبأضعف الإيمان اذا تعادلت الأصوات (2 ـ2)، يفوز علم الدين بفارق الأصوات.

وتقول المعلومات إنه عندما تم طرح الأمر على الرئيس نجيب ميقاتي الذي رفض الفكرة بالأساس، مؤكدا “أننا لا يمكن ان نقبل بذلك، لأننا بذلك نعاقب مدينتنا ونحرمها من موقع لطالما شغلته”.

وتضيف المعلومات ان ميقاتي اشاد بقدرات علم الدين، “ونحن متمسكون بالعرف القائم منذ عقود طويلة والذي يقضي بان تكون الرئاسة لطرابلس (احمد قمر الدين) ونيابة الرئيس للميناء (عبد القادر علم الدين)”.

وفي الوقت الذي اكد فيه قمر الدين ترشحه لرئاسة الاتحاد وضرورة التمسك بالعرف، قال علم الدين لـ “السفير”: ما يهمنا هو وحدة الاتحاد وقوته وفاعليته ونحن لم ننظر في يوم من الأيام الى المناصب وإنما الى الإنتاجية في العمل، ونحن سنقوم بكل ما يحقق مصلحة مدن الفيحاء.