Site icon IMLebanon

“حزب الله” يتخلى عن معركة حلب؟

تضاربت المعلومات حول تخلّي “حزب الله” عن المضي في معركة حلب وريفها، وإبلاغه النظام السوري رفضه المضي فيها لاستحالة سقوط المدينة أو السيطرة عليها. وفي وقت نقلت وكالة أخبار إيطالية عن مصادر مقربة من الحزب رفض الأخير “المضي بمساندة قوات النظام السوري في الهجوم على حلب لاستحالة السيطرة عليها”، أكد مصدر في الجيش الحر أن “لا انسحابات حتى الآن لمقاتلي الحزب، لا من حلب ولا من ريفها الجنوبي”، بينما أعلن مصدر لبناني مقرّب من “حزب الله”، أن “معركة حلب طويلة ومكلفة، ولا نيّة لدى الحزب للانسحاب منها”.

وفي تقرير نشرته، كشفت الوكالة الإيطالية (آكي)، عن معلومات مفادها أن “ميليشيات (حزب الله) والميليشيات الأفغانية والعراقية المساندة لقوات النظام السوري وميليشياته، رفضت مواصلة الهجوم على مدينة حلب شمال سوريا”. وتحدثت عن “خلاف استراتيجي ظهر مؤخرًا بين قوات النظام الراغبة بمواصلة محاولة السيطرة على المدينة بدعم جوي روسي، وبين ميليشيات ما يسمى (حزب الله) التي تقرّ باستحالة السيطرة على المدينة”.

وقالت مصادر من الحزب مواكبة للمعارك العسكرية للوكالة: “أيقنا استحالة السيطرة على المدينة، وكذلك خطورة التوسع شريطيًا دون تأمين المناطق المجاورة للتوسع، فضلاً عن تكبّد الحزب خسائر في قواته وفي قوات موالية لإيران في المعارك التمهيدية”. وأوضحت أن “الحزب أكّد للقوات السورية أن مثل هذه المعركة تحتاج لنحو مائة ألف مقاتل على الأرض على الأقل لترجيح كفّة نجاحها”.

هذه المعلومات خالفها مصدر في فريق “8 آذار” ، مقرّب من “حزب الله”، حيث أكد أن “لا نيّة لـ(حزب الله) على الإطلاق للانسحاب من معركة حلب”. وأوضح أن “معركة حلب طويلة، وقد أظهرت العمليات العسكرية الأخيرة أن الفريقين أقوياء وقادرون على الاستمرار في الحرب أشهرًا طويلة وربما سنوات”.

المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، قال لصحيفة ”الشرق الأوسط”: “من الواضح أن الفريقين يحشدان على الأرض، ولديهما قرارات سياسية بالمضي في المعركة، وليس خافيًا على أحد أن فصائل المعارضة، تتلقى الدعم من تركيا ودول أخرى في المنطقة، كما أن النظام السوري و(حزب الله) لديهما دعم مطلق من الروس والإيرانيين”، مشيرًا إلى أن “هناك تكافؤًا في القوة العسكرية، وهذا يظهر من خلال عمليات الاستنزاف لدى الطرفين”.

أضاف المصدر المقرب من الحزب: “صحيح أن النظام وحلفاءه لديهم دعم جوي عبر الطيران الروسي والسوري، لكن الفريق الآخر (فصائل المعارضة) لديه غزارة نيران كبيرة، واللافت أن المعارضة استخدمت بليلة واحدة قوة نارية لم تستخدم في الحرب اللبنانية على مدى سنتين”، لافتًا إلى أن “التوازن القائم على الأرض يفيد بأن المعركة طويلة جدًا ومكلفة جدًا، ولا يبدو أن أيًا من الطرفين لديه رغبة بالتراجع، إلا إذا صدر قرار سياسي معيّن”.