أشارت الوكالة “المركزية” الى أنّه مع سقوط فكرة اعتماد الانتخابات النيابية مفتاحا لحل الازمة السياسية اللبنانية المعقدة، متأثرة بضربات تلقتها من قوى 14 آذار التي تمسّكت باجراء الانتخابات الرئاسية قبل أي استحقاق آخر، قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لمس على طاولة الحوار الاخيرة استحالة إبصار طرحه النور، إخراج ورقة جديدة من جيبه، تقول بالذهاب نحو “سلّة شاملة” أو دوحة لبنانية، علماً أنّ الاقتراح هذا كان أدرجه بري خيارا أخيرا ضمن مبادرته الثلاثية الاضلاع التي اقترحت انجاز الانتخابات النيابية أولا وفق القانون الحالي، أو انجازها وفق قانون جديد يتم الاتفاق عليه، على أن تعقبها فورا انتخابات رئاسية، غير ان الفكرتين قوبلتا برفض من فريق 14 آذار للسبب المذكور آنفا، فلم يبق أمام عراب الحوار، الا طرح “السلّة”.
واذا كان رئيس المجلس حدد 3 جلسات حوارية متتالية في 2،3 و4 آب المقبل لعرض القضايا السياسية الخلافية كلّها على الطاولة وأبرزها قانون الانتخاب ورئاسة الجمهورية والحكومة المستقبلية رئيسا وتركيبة، فإنّ اعتراضا واضحا على فكرة فلش النقاط العالقة دفعة واحدة، سرعان ما طفا الى الواجهة، على لسان أكثر من مكوّن في 14 آذار منهم “تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية” وشخصيات مستقلة كوزير الاتصالات بطرس حرب. وقد سجّل الفريق رفضه لتوجّه برّي ورأت أوساطه أنه يضيّع الاولويات، ذلك أن الجهد السياسي يجب ان ينصب على البحث في كيفية وضع حدّ للشغور الرئاسي، لا أن يذهب نحو نقاشات معلوم سلفا انها ستكون عقيمة، فهل يظن الرئيس بري فعلا ان الاتفاق على قانون انتخاب أو على اسم لرئيس الحكومة الجديد وعلى تركيبتها، ممكن خلال 3 أيام؟ وفي حين جدد رئيس المجلس أمس استغرابه لموقف الفريق الآذاري، خصوصا “أن بنود السلة هي نفسها بنود الحوار”، على حد تعبيره، بقيت مصادر في 14 آذار مرابضة عند كلامها، فأعربت لـ”المركزية” عن خشيتها من أن يكون السعي وراء “دوحة لبنانية” اعادة انشاء الهيكل الداخلي من الصّفر أو انشاؤه بما يتناسب مع مصالح أطراف سياسية داخلية تريد “شرعنة” مكتسبات هي حاصلة عليها اليوم بفعل الامر الواقع، فتصبح ثابتة مكرسة قانونا، ومنها مثلا الثلث المعطل في الحكومة أو ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة أو التسليم بوجود السلاح الذي تمتلكه.
وفي معرض قراءته لأسباب طرح السلة في هذا التوقيت بالذات، يكشف النائب السابق فارس سعيد لـ”المركزية” عن كلام يتردد اليوم في مطابخ التسويات الاقليمية والدولية حول الوضع السوري يقول بأن اذا سلمت دوائر القرار العربية والخارجية بدور ما للرئيس بشار الاسد في سوريا، فإن ايران وتاليا “حزب الله” سيفسحان المجال امام اجراء الانتخابات الرئاسية. وعليه، يشير الى محاولات للربط بين الواقعين اللبناني والسوري والعودة الى “نغمة” وحدة المسار والمصير، يحاول خلالها البعض، عبر طرح “السلة”، بناءَ جمهورية في لبنان تتناسب وبقاء الاسد في سوريا، بمعنى ان اذا بقي الرئيس السوري في منصبه، فإنه يحتاج الى دولة وجمهورية “صديقة” في لبنان، “صديقة” ليس فقط على مستوى رئيسها بل على مستوى “قانون الانتخاب” و”الحكومة ورئيسها”، تكون منسجمة مع “النظام السوري” او أقلّه مع طبيعة المرحلة الانتقالية في سوريا. ويعرب سعيد عن خشيته من أن تكون هذه السلة، سلة “للاستسلام” لهذا الامر الواقع الذي نرفضه في سوريا ولبنان”.