Site icon IMLebanon

حداد لـIMLebanon: الدولة تحمي المسيحيين

 

حاوره رولان خاطر

رأى أمين سرّ “حركة التجدّد الديموقراطي” أنطوان حداد أن هناك نقصاً في المعلومات بشأن طبيعة العملية التي حصلت في القاع والجهة التي نفذتها وأهدافها، فما تيسّر من نتائج التحقيقات لا يكفي لاصدار حكم على الجهة المنفذة، فلا أجوبة قاطعة متوفرة، إلا إذا كان هناك من أجوبة ولا تكشف، مشيرا إلى أن لا شك أن العملية تحمل بصمات أسلوب تنظيم “داعش”، إلا أن التنظيم لم يعلن مسؤوليته عن العملية، مما يطرح علامة استفهام بشأن الجهة المنفِّذة.

أمنياً، اعتبر حداد أن هناك تقصيراً على مستوى الأمن الاستباقي، في ظل الفجوة الأمنية الكبيرة الموجودة على الحدود، خصوصاً أن من يمسك بالحدود ليس جهة واحدة، بل هناك مناطق يُسمح للجيش بالتواجد فيها، ومناطق أخرى الجيش غير متواجد فيها، ويسيطر عليها “حزب الله”.

حداد، وفي حديث لموقع IMLebanon، قال: “كل فريق سياسي يحاول توظيف نتائج ما حصل في القاع لتعزيز نظريته بشأن دور لبنان في الحرب السورية. فـ”حزب الله” وحلفاؤه يصرّون على أن “داعش” هو وراء العملية، والمستهدف هم المسيحيون وليس القاع تحديداً، وأن هذا الأمر يؤكد من جهة، أنه لو لم يذهب “حزب الله” إلى سوريا لمقاتلة الارهاب لكان لبنان كله تحول إلى بؤرة إرهابية، وهو بالتالي يبرّر وجوده في سوريا، ومن جهة أخرى، لتخويف المسيحيين، والقول إن الدولة وحدها لا تستطيع ان تحمي المسيحيين، بل هم يدينون بالحماية إلى “حزب الله” ومشروعه”.

حداد أكد أن وجود “حزب الله” في سوريا رفع درجة المخاطر، من دون أن يعني ذلك أن لبنان بمنأى عن الارهاب، لكن كان باستطاعته مواجهة هذا الارهاب بطريقة أفضل لو ان الحزب ليس متورطاً في القتال في سوريا، ولا يستجلب الحرب إلى لبنان، ولو كانت الجيش اللبناني وحده هو الجهة المكلفة بحماية الحدود وأمن المناطق الحدودية.

وأضاف حداد: “ليس هناك من دولة في العالم تستطيع حفظ أمن حدودها إذا لم يكن هناك جهة وحيدة فيها مخوّلة حماية هذه الحدود، ولو حصلت  خروقات فتعالج عندها تحت إمرة سيادة واحدة، وجيش واحد، وقرار واحد”.

وردا على سؤال، اعتبر حداد أنه على المسيحيين أن يتعاطوا مع المرحلة المقبلة بدرجة كبيرة من الوعي والادراك. فلا يجب أن يتبنّى المسيحيون منطق أن المشكل هو في المخيمات السورية، فقد تشكل اماكن إقامة النازحين السوريين بؤرا أو محطات ينطلق منها الارهابيون، لكن اختصار المشكلة ان الارهاب يأتي فقط من المخيمات السورية المتواجدة في لبنان بطريقة عشوائية أم غير عشوائية، وبالتالي يجب الاقتصاص منها بـ”الجملة” تحت حجة القضاء على الارهاب فهذه نظرية ساذجة، وتضرب صورة المسيحيين بقوة، لأنها تظهرهم بانهم جهة فاقدة الوعي وتتصرّف بعصبية، وخارج السياق الاستراتيجي للأزمة، لا بل تضاعف المشكلة، وتخلق حذراً ونوعاً من ردة الفعل السلبية في اوساط النازحين، قد تذهب بهم إلى حدود تبني الارهاب كوسيلة لحماية أنفسهم.

وشدد حداد على أنه لا يجب على المسيحيين أيضاً أن ينقادوا إلى نظرية أن ما يؤمّن حمايتهم هو تحالف الأقليات، بمعنى أن الجميع بمركب واحد، ونواجه خطرا كبيرا يدعى الأكثرية السنية. خصوصاً أن هذا المنطق يتم تداوله عند كل محطة يتعرض فيها المسيحيون أو اي موقع مسيحي لاهتزاز معين.

أما على مستوى الأمن الذاتي، فاعتبر حداد أن ردة الفعل الأولية التي حصلت في القاع مفهومة لا بل مطلوبة، فلا يمكن أن نتصرف كالنعاج ونقدم رقابنا للذبح بفرح عظيم، فأقل الحقوق، عند اللحظة الأولى التي تستشعر أي فئة بأي خطر يداهمها، ان تحمل السلاح دفاعاً عن بقائها ووجودها، فحق الدفاع عن النفس مشروع، وهذا ما حصل في القاع عند اللحظة الأولى. لكنّ السياق الطبيعي، التمسك بالدولة وبالجيش اللبناني وبالقوى الشرعية اللبنانية كمصدر للحماية، وهو ما اكده المسيحيون.

حداد لا يعارض وجود قوى قد تسمى “قوى إسناد” إذا كان هناك من فجوات أمنية محددة لا يستطيع الجيش أن يملأها، على أن تكون هذه “القوى الاسناد” بإمرة الجيش اللبناني وإمرة القوى الشرعية، لأنه خارج هذه الإمرة، تصبح أمنا انفصالياً، وأمنا لجهة ولفئة معينة.

وشدد على أن الأهم في المرحلة المقبلة عدم التوقف عن مطالبة “حزب الله” بالانسحاب من الحرب في سوريا، لأنه هو أساس المشكلة، ولو أن هذا الأمر لا يشكل حلا سحريا للأزمة السورية او حماية مطلقة للبنان، لكن حتما يضع لبنان بموقع أفضل من احتمال امتداد الحرب السورية إليه.