أكدت أوساط وزارية لصحيفة “السياسة” الكويتية، أن “حزب الله” لم يبد ليونة في الملف الرئاسي، بعد اشتداد الضغوطات الأمنية على لبنان، التي كان آخرها جريمة القاع المزدوجة، في الوقت الذي يفترض أن تبادر القوى السياسية إلى تقديم تنازلات ووضع مصلحة البلد فوق سائر المصالح الأخرى، بما يسهل إنجاز الاستحقاق الرئاسي المتعثر منذ أكثر من سنتين، مشيرة إلى أن “حزب الله” ما زال أسير موقفه المعرقل لانتخاب الرئيس العتيد ويرفض تأمين نصاب جلسة الانتخاب، لغايات لا تبدو داخلية ومرتبطة بالتطورات الإقليمية، برغم ادعائه أنه يدعم رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية.
وقالت إنه لو كان الحزب يريد حليفه للرئاسة فعلاً، لكان انتخبه، لكن مرشحه الحقيقي هو الفراغ وإبقاء الوضع على ما هو عليه، وهذا ما يدركه عون جيداً، لكنه يحاذر إثارة الموضوع مع “حزب الله” لاعتبارات عدة.
ولفتت إلى أنه رغم وجود مسعى فرنسي لمساعدة لبنان على حل الأزمة الرئاسية، إلا أن بيروت لا تعول كثيراً على زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان مارك آيرولت المقررة أواسط يوليو الجاري، باعتبار أن إيران التي تستخدم الانتخابات الرئاسية ورقة بيدها لا تريد التنازل عنها في الوقت الحاضر وهو ما يقوم “حزب الله” بتنفيذه، بانتظار حصول تطورات إقليمية لمصلحتهما في المرحلة المقبلة، وعندها يمكن توقع حصول إيجابيات على صعيد الاستحقاق الرئاسي الذي يبقى مصادراً من جانب طهران حتى إشعار آخر.