يواصل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الراعوية الى الولايات المتحدة الاميركية، وقد استهل اليوم، بصلاة الصباح في كنيسة سيدة البشارة في سينسيناتي من ولاية اوهايو، Cincinnati – Ohio، على نية السلام في الشرق الاوسط، بدعوة من رئيس اساقفة سينسيناتي المطران دنيس شنور Dennis Schnurr، وبحضور لفيف من الكهنة والمؤمنين.
بعد الصلاة عقد لقاء مشترك بدعوة من رئيس الاساقفة بعنوان: “كنيسة واحدة في الرحمة”، وقد نظمته رعايا سينسيناتي وجمع بين كنائس من الشرق وكنائس من الغرب وذلك للتعرف اكثر على بعضها البعض، وتحدث فيه المطران شنور الذي رحب بغبطته معتبرا ان هذا اليوم هو يوم استثنائي من حياة الابرشية وغني جدا بالثمار والنعم. كما توقف عند وضع المسيحيين في الشرق الاوسط، وقدسية حقوق الانسان والحريات العامة وبخاصة الحريات الدينية. ثم تناول كاهن رعية مار انطونيوس المارونية الخوري جورج الحاج الحديث عن الكنيسة الانطاكية المارونية لافتا الى ان البطريرك الماروني هو خليفة بطرس على كرسي انطاكيا وهو لذلك يحمل دائما اسم بطرس. وشدد على وحدة الكنيسة الكاثوليكية واتحاد الكنيسة المارونية بكرسي روما واصفًا التنوع في التقليد والطقوس والتراثات داخل الكنائس بالغنى الكبير الذي ينتهي باتجاه واحد هو تمجيد رأس الكنيسة الواحد يسوع المسيح.
ثم كانت شهادات حياة لمؤمنين من كنائس مختلفة كما كانت مداخلة للمطران عبدالله زيدان تحدث فيها عن وسائل دعم ابرشيات الانتشار للمسيحيين في الشرق الاوسط، وعمل الابرشية المارونية مع المؤسسات المعنية في هذا الاطار.
كما تحدثت المديرة التنفيذية لحركة “الدفاع عن المسيحيين”،”In Defense of Christians” كيرستن ايفانس Kirsten Evans، التي شددت على اهمية لقاء اليوم الذي يدخل في صلب التضامن مع مسيحيي الشرق ويضع ابناء الغرب في الصورة الحقيقية لما يجري في الشرق. ولفتت الى اهمية لقاء رؤساء الكنائس الشرقية وفي مقدمهم البطريرك الراعي، مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في واشنطن اثناء مشاركتهم في مؤتمر واشنطن من اجل دعم المسيحيين.
بعد ذلك القى البطريرك الراعي محاضرة بعنوان: “حاضر ومستقبل المسيحيين في الشرق الاوسط”، وتناول فيها اربع نقاط: 1-المسيحيون في الشرق الاوسط، 2-الواقع في ظل الاحداث، 3- اي مستقبل للشرق الاوسط؟ 4- اقتراحات حلول.
ومما جاء في المحاضرة: “ان تنوع الكنائس في لبنان يعود الى نظام لبنان الديمقراطي والى حرية الاديان المُصانة فيه والى العيش المشترك المسيحي – الاسلامي في الحياة اليومية بالمشارك في الحكم والادارة مناصفة، وقد لعبت المسيحية في لبنان دورا كبيرا في نمو لبنان وتثبيت قيم الحرية، المواطنة، المساواة، كرامة الشخص البشري وحقوق الانسان.
وحول موضوع الارهاب اعتبر الراعي انه لا يمكن للمسلمين ان يبقوا صامتين امام استعمال اسم الاسلام وارتكاب الجرائم باسمه. ونحن ندعو الى التمييز بين الاسلام الحقيقي وبين الارهاببين الذين يدعون الاسلام. لذك نقول ان صوت الاعتدال في الاسلام يجب ان يعلو على كل الاصوات الاخرى وان تتم ادانة الارهاب بشكل صريح وواضح على اعلى المستويات الاسلامية.
واكد الراعي ان بلدان الشرق الاوسط تقع ضحية مصالح الدول الكبرى، وان المسيحيين الذين هم ضمانة هذا الشرق واساسه يهاجرون من هناك كما بعض المسلمين ايضا.
وختم : “على الاسرة الدولية مسؤولية كبرى تجاه لبنان والشرق الاوسط، واذا لم تسلم السياسات الخارجية تجاههنا واذا لم يستقم العمل السياسي في بلداننا فلن يسلم شرق ولن يكون لنا مستقبل زاهر نطمح اليه. ويبقى امر فصل الدين عن الدولة باب الحلول للانظمة المتعثرة والمقنعة والاحادية اللون والحكم.