لبّى أهالي زحلة والجوار دعوة امانة سر مطرانية زحلة للروم الملكيين الكاثوليك لوقفة تضامنية مع بلدة القاع واهاليها، اقيمت في قاعة المطرانية.
وخلال الوقفة أكد النائب أميل رحمة أن القاع هي الألف والياء، هي العين والزناد، هي خط الدفاع الأول عن الوطن ومتراسه المنيع في وجه مغول الألفية الثالثة اعداء الحضارة الذي لا دين لهم الا الذبح والتفجير والسبي. القاع هي الإرادة الجامعة التتي تتكسر على اعتابها مكائد الأشرار الذين يسعون الى بناء دولتهم التكفيرية على اشلاء الأبرياء.
وأضاف: “انها بلدة الشهداء، قدمتم من دون حساب من اجل لبنان، في صفوف الجيش وسائر القوى الأمنية. ان شهداء القاع افتدوا لبنان بالأحمر القاني وابعدوا عن البقاع مجزرة كانت تستهدفه بشراً وحجراً، لكن الإنتصار لهم يكون بأن تعي الحكومة حجم الأخطار المحدقة بها والا تعترف بالحواجز الرادعة التي تحول من دون ارسال الجيش الى جرودها والجرود المحيطة لإقتلاع الإرهابيين واستئصال شأفتهم”.
وأضاف: “لن يهدأ لنا بال ولن نطمئن قبل ان تجد مسألة النازحين السوريين في مشاريع القاع حلاً لها يقضي بضبط اقامتهم ومراقبة تحركاتهم والتثبت من سجلاتهم واعادة من يمكنه العودة الى بلداتهم”.
بدوره، راعي ابرشية بعلبك للروم الكاثوليك، الياس رحال، وجه في كلمته شكر لكل المتضامنين مع القاع وقال: “اوجه كلمة شكر لكل الذين تضامنوا مع اهل القاع من جميع فئات الشعب اللبناني، كلمة شكر من الصميم الى القوى الأمنية والجيش اللبناني لأنهم قاموا بالواجب على اكمل وجه وما زالوا حتى اليوم موجودون في القاع لحماية اهل القاع. البارحة طالبت بمشاريع القاع منطقة امنية كاملة، لكي ينظم العدد الكبير من النازحين الذين يسرحون ويمرحون. اتهموني بأني ضد النازحين، انا اؤكد اليوم انني لست ضد النازحين وانا مع تنظيم دخول وخروج النازحين”.
وأضاف: “التفجيرات استهدفت اهل القاع بهدف تهجيرهم لتصبح المنطقة لجميع الخارجين عن القانون. القاع كانت مستهدفة لكي يحدث الزلزال ويدخل الغرباء الى المنطقة بأكملها. واليوم اجدد الطلب واقول، القاع بلدة زراعية نريد ان تصلها المياه، مياها كاملة وغير منتقصة، نريد من الدولة افراز الأراضي، منذ 50 سنة ونحن ننتظر قضية الفرز. مشاريع القاع ارض تخص اهل القاع وليست ارضاً سائبة، نطالب باغلاق جميع المعابر التي يتسلل منها المفجرون والإرهابيون، نطلب ان يعزز وجود الجيش في جرود القاع وجرود رأس بعلبك، لا نريد ان يبقى فوق رأسنا لا داعش ولا النصرة ولا اي انسان. على الدولة ان تحزم امرها وتعطي للجيش حرية ان يتصرف كما يريد، الجيش مكبّل ومقيّد لا يستطيع ان يتصرف، نطلب الحرية التامة للجيش لكي يقوم بواجبه”.
النائب انطوان ابو خاطر، من جهته، استنكر ودان جريمة القاع وقال في كلمته: “ما حصل في القاع سقط علي كالصاعقة، احسست بأن مشاعري قد اهتزت من الصميم. هذه البلدة التي اعرفها جيداً قدرها ان تكون على حدود الوطن وان تبذل اغلى ما عندها في سبيل وحدة هذا الوطن وفي سبيل العيش المشترك. اهل القاع هم القدوة والمثال، وجدوا في طبيعة صحراوية غيّروا معالمها بجهودهم الفردية فالدولة غائبة في معظم الأحيان. اهالي القاع لن يرهبهم داعش ولا النصرة، هم متمسكون بأرضهم ونحن بإسم اهالي زحلة ندعمهم ونضع اليد باليد ونقدم لهم كل مساعدة ممكنة”.
أما الوزير السابق سليم جربصاتي فقال: “نحن قوم لا نبكي ابطالنا اليوم، شهداء القاع، ولا نبكي الم جرحانا وحرقانا في المشافي، ولا نبكي من كثرة تكرار المآسي والمجازر في القاع الأبية، منذ منتصف السبعينات وهي صامدة على الثغور، ولا نبكي بالتأكيد ما حصل بالأمس من جراء العمل الإرهابي الغادر والجبان، نحن نبكي دولة تافهة بكل المعايير والمفاهيم، ذلك ان التفه أشد وطأة علينا من الإندثار والفشل.
ختام الكلمات كان مع المطران عصام درويش الذي قال :” وقفتنا التضامنية مع القاع واهلها اتت بطريقة عفوية لتعبّر عمّا يجول في داخلنا من مشاعر محبة وتضامن مع هذه المنطقة العزيزة واهلها، فالقاع هي زحلة وزحلة هي القاع. المطران رحال قال في كلمته بالأمس ان القاع هي صخرة، صحيح، لأن الصخرة عليها تتحطم كل امواج الإرهاب، كل تطرف والصخرة تبقى في مكانها واهل القاع باقون في مكانهم”.
وتابع: “اعتبر اليوم ان شهداء القاع انضموا الى شهداء المقاومة وهكذا اختلط الدم المسيحي بالدم المسلم للدفاع عن الوطن. انا بإسمكم جميعاً اليوم أحيي شهداء القاع وشهداء الجيش وشهداء المقاومة ،وقد بادرنا في المطرانية الى فتح حساب مصرفي لمساعدة اهالي القاع، وهذا الحساب نضعه في عهدة المطران الياس رحال. شكراً لدعمكم ولحضوركم .”
وختم اللقاء بتحية للجيش البناني عبر تقديم جوقة مار الياس المخلصية اغنية تسلم يا عسكر لبنان.