Site icon IMLebanon

عن سحور “الصفحة الجديدة”… وبندقية زهرا

 

 

كتبت كلير شكر في صحيفة “السفير”:

لأرجح أنّه مهما تزّينت مائدة سعد الحريري وسمير جعجع السحورية بالمقبّلات والأطباق الفاخرة والحلويات، فلن يكون بمقدورها أن تلحم ما انكسر. يصرّ ملحم رياشي على التبشير بأنّ السين سين في «دائرة الأمان»، لكن منطق الأمور وما تسرّب من جانبيّ مسيرة السنوات العشر يدفع الى الاعتقاد بأنّ العلاقة باتت في منزلة «لا معلّقة ولا ومطلّقة».

التقى الرجلان في جوّ ودّي جداً، ولكن لا يغني الحلف ولا يفني الخلافات، بعدما طويت صفحة الانتخابات البلدية التي لم تسعف العاملين على خط ترطيب العلاقة بين بيت الوسط ومعراب، كونها حفلت بالنزلات أكثر من الطلعات. ومع ذلك فإنّ الجلسة الرمضانية لم تنبش عورات الاستحقاق البلدي، خصوصاً أنه سبق للحريري أن تبادل العتب مع رياشي حين التقاه تنقيحاً للشوائب التي باتت تثقل كاهل هذا التحالف.

عملياً، يعرف راصدو هذه العلاقة الثنائية أنّ عامل الثقة بات في أدنى مستوياته بين «أحباب الأمس»، وإذا كان «تيار المستقبل» هو السبّاق في التشكيك في نيات وخطط حليفه الدفينة، فإنّ «القواتيين» باتوا حكماً اللاحقين. ما جهد الفريقان على مراكمته طوال سنوات «العشق والغرام»، رمياه سوياً حين باتت مصالحهما متباعدة، وأكثر من ذلك، حين راحا يعتمدان سياسة النكايات، وتحديداً في الملف الرئاسي.

أقفلت صناديق البلديات التي قدمت لتفاهم معراب بأنّ ما يجمع بين الرابية ومعراب، لن تفرّقه رغبات الخصوم بالطلاق.

ومن اعتقد أنّ بامكان الثنائي المسيحي الاستغناء عن دعم الصوت السني أو الشيعي في الانتخابات النيابية المقبلة، كونه قادراً على جرف الأصوات ورفع نسبة التأييد الى أكثر من 70 في المئة، أتت نتائج البلديات مخيبة لآماله.

هكذا، ثمة من يعتقد أنّ وضع جعجع يده بيد الجنرال ميشال عون، لن يدفعه أبداً الى ترك يديّ سعد الحريري. ومن هنا، يقول المدافعون عن تفاهم معراب الذي يصونه جعجع برموش العينين، إنّ «القوات» ستحاول امساك المجد من طرفيه من خلال خلطة سحرية تبقيها في خط الوسط، بين الرابية وبيت الوسط. وعلى هذا الأساس مثلاً، سيتوجه رياشي الى الرابية قريباً لوضع الجنرال في أجواء السحور الرمضاني.

ولهذا يؤكد المطلعون على أجواء اللقاء أنّ تمسك الحريري بترشيح فرنجية وإصرار جعجع على دعم الجنرال، لن يدفع الرجلين الى قطع حبل السرةّ القائم بينهما، وانما اتفقا على عدم تحويل الاختلاف، مع الاعتراف بوجوده، الى خلاف.

ولهذا بمقدورهما ايجاد قواسم مشتركة من شأنها تمتين العلاقة وتقوية أواصرها، ومنها مثلاً التعاطي مع الرئاسة الأولى على أنها أولوية تسبق غيرها من الأولويات، ما يعني رفض منطق السلّة التي يطرحها الرئيس نبيه بري، خصوصاً أنّ كل المؤشرات توحي بأنّ الفريقين لا يملكان حتى اللحظة اجابات شافية على البنود التي يطرحها رئيس المجلس، في المقابل، يشكوان من «فرملة ايرانية» للرئاسة اللبنانية تبقي العصي في دواليب الاستحقاق.

حتى قانون الانتخابات، تسعى معراب للعب دور دينامو الوصل بين عين التينة وبيت الوسط وحتى الرابية، انطلاقاً من النظام المختلط والعمل على ايجاد قواسم مشتركة تكون عادلة ومنصفة بحق الجميع. المبدأ قد يكون مقبولاً ولكن البحث في تفاصيله سيغرق الجميع في مستنقع التناقضات.

هكذا، انتهى السحور على تفاهم للمّ «الغسيل الأسود» والاتفاق على عدم نشر الخلافات على حبال الرأي العام، من دون أن تغيب أحداث القاع عن الجلسة الثنائية وعلى هامشها طبعاً «بندقية» انطوان زهرا اذ سأل الحريري عن مدى مصلحة «القوات» بالترويج لهذه الصورة «القتالية»… وقد لبّى جعجع يرافقه رئيس جهاز التواصل والإعلام في القوات ملحم الرياشي دعوة الرئيس سعد الحريري الى سحور أمس الأول في بيت الوسط بحضور مستشار الرئيس الحريري غطاس خوري.

وجرى البحث في الفراغ الرئاسي «والتأكيد على أن الطرفين مستعدان للنزول الى المجلس وانتخاب رئيس، كما التأكيد على قانون الانتخاب المقدّم من قبل الطرفين مع «الحزب التقدمي الاشتراكي»، والتشاور مع القوى الأخرى بغية الاتفاق على قانون جديد، والاتفاق على اعادة تفعيل التنسيق في القضايا كافة بما فيها الانتخابات الطالبية والنقابية» حسب بيان صادر عن المجتمعين.