IMLebanon

عندما “يتآمر” الإعلام مع “داعش” 

gemmayzeh

 

 

 

كتب جوزف طوق في “الجمهورية”:

نجاة الجميزة من تفجير إرهابي، نجاة الجميزة من تفجير إرهابي، نجاة الجميزة من تفجير إرهابي، نجاة الجميزة من تفجير إرهابي، نجاة الجميزة من تفجير إرهابي… وقبل ما ننسى، نجاة الجميزة من تفجير إرهابي، وإزا الإرهابي ما انتبه نجاة الجميزة من تفجير إرهابي، وإزا وكالة أنباء الكونغو ما لَحقّت نجاة الجميزة من تفجير إرهابي…

إنشالله ما كون زَهّقتكن بهَيدي المقدّمه… لكنّ هناك عدداً مهولاً من الوسائل الإعلامية التي لم تملّ خلال اليومين الفائتين وأمس واليوم وغداً من إعادة نشر نفس الموضوع الذي يروي نجاة الجميزة من هجوم إنتحاري ضخم، والأنكى من الوسائل الإعلامية هم الأشخاص الذين لم يَكلّوا من “التلييك” و”التشيير” على الموضوع.

لم تترك بعض الوسائل الإلكترونية أخباراً لإليسا وهيفا وأكبر صدر في العالم ومنافع الباذنجان على شطّ البحر إلّا ودَحَشوا بينهم خبر نجاة الجميزة من تفجير إرهابي. ولِمَ لا؟

فهذا هو الخبر الهَبرة الذي يدرّ عليهم اللايكات والمشاهدات، وفي نفس الوقت يخرب بيت كلّ من استثمر في السياحة والمطاعم وأماكن السهر، ويخرب بيت السياحة والاقتصاد والبلد… ويخرب بيتنا نحن الذين نصدّق أخباركم المبهّرة والمحمّرة والمغلّفة بقلّة راحة البال.

دخلكن… عندما تنفّذ التنظيمات الإرهابية تفجيرات إنتحارية في المرافق السياحية والأحياء السكنية، ألا يكون الهدف منها الخراب وإثارة البلبلة والخوف وتهجير الناس؟… طيّب، عندما يتمّ إحباط هكذا تفجيرات وتلقائياً يتمّ القضاء على أهدافها المرجوّة سلفاً، لماذا تجتهد بعض وسائل الإعلام لتحقيق أهداف التفجير من دون تفجير؟ ولماذا تصرّ على تذكير الإرهابي الذي لم ينتبه إلى أنّ عبوّته لم تنفجر؟

هناك بعض الأشخاص الممسكين بمناصب إعلامية يشكّلون مصدراً لراحة البال والطمأنينة بالنسبة لداعش وما يشبهها من وساخة. تسألون كيف؟ الجواب سهل… إذا فشلت العملية الانتحارية، لن يضطر التنظيم إلى تكبّد تكاليف تجميع عبوّة جديدة ودفع أجرة طريق الانتحاري إلى المكان المستهدف وثمن ترويقة مناقيش على موقف الباص، وإنما يحتاج فقط إلى نشر شائعة وتتكفّل بعض الوسائل بالباقي من البابوج إلى الطربوش.

وإذا “داعش” كان قادراً على تنفيذ عملية إرهابية في مكان ما، فإن بعض المنابر قادرة على تنفيذ العملية نفسها مئات المرات وعلى دفعات وتأمين نفس النتائج الكارثية على المستوى المعيشي والمعنوي والاقتصادي والنفسي.

والذي يصرّ على توسيخ السوشال ميديا بالضخّ الفاضح لأخبار من هذا النوع، يكون إمّا متواطئاً أو جاهلاً… فإذا كان متآمراً يجب تعليق مشنقته وقطع نَسل عائلته بسبب عدد البيوت التي اختربت على يديه. وإذا كان جاهلاً، وعلى الأرجح أنّ هذه تهمته، فيجب على وجه السرعة تأمين أدوات الكناسة والشطف وتوكيله بتنظيف درج البناية المستأجرين داخلها مكتب الموقع… وبلالو هالمصلحه.

إذا أخطأ الطبيب يموت مريض واحد، وإذا سهى الطبّاخ تحترق طبخة واحدة، وإذا نام الطيّار تسقط طائرة واحدة، وإذا رُميَت قنبلة ذرية تُباد

مدينة واحدة، ولكن عندما يخطئ الصحافي يخترب بيت 4 ملايين شخص يعيشون في بلد واحد.

أغلب الظنّ أنّ جيشنا الباسل وأجهزتنا الأمنية التي لا تذوق طعم النوم تملك كلّها فرصة في ضبط الوضع الأمني والقبض على الإرهابيين ووضع حدّ لأيّ تهديد إنتحاري… ولن نجد أحداً قادراً على ضبط حركة الإعلام اللبناني الفالت من أية ضوابط وقوانين، ولن يجرؤ أحد على القبض على أيّ صحافي أو محرّر أو إعلامي عم يخرب البلد من غير قصد أكتر من داعش.

نحنا أصلاً عايشين من قلّة الموت، بس بجهود البعض صرنا عم نموت بالساعة ألف مرّة من كِترِة الخوف.

ومين بأكّد إنو أصلاً كان في استهداف للجميزة؟