IMLebanon

نعيم عباس: سأعدَم.. و”مش فارقة معي”

naim-abbas

 

كالعادة، تسبق ضحكته خطواته إلى قاعة المحكمة العسكريّة. يتحلّق ضابط و“دستة” من العسكريين على يمينه وشماله. إنّه نعيم عبّاس، الذي لم تكد قدماه تطأ منصّة المحكمة، حتى استبق مسار الجلسة، هامساً: “أكيد بدنا نأجّل”!

ولذلك، لم يُستجوب بشأن قيامه بتفجير سيارة مفخّخة بدورية اسبانية في 24 حزيران 2007 في الدردارّة قرب الخيام، بسبب اعتزال محاميته فاديا شديد.

عاد الرجل المسؤول عن معظم تفجيرات الضاحية الجنوبيّة لبيروت إلى نغمة “سأوكل محاميا وطلبتُ من شقيقي أن يوكل لي محامياً”. هو الذي يبحث عن إبرة في “كومة قشّ” كي يرجئ جلسات استجوابه بعد أن اعترف أنّه لا يريد المحاكمة وأنّه يمنّي نفسه بأن يكون اسمه على لائحة المفاوضات مع “داعش” للإفراج عن العسكريين المخطوفين، ثمّ سرعان ما أشار إلى أنّه يتكلّم قبل أن يقابل محقّقاً من المحكمة الدوليّة كي يقول ما في جعبته بشأن اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

ولكنّ لم تنفع “ابر البنج” التي يحاول عباس اعتمادها دوماً، مع رئيس “العسكريّة” العميد خليل إبراهيم الذي عاجله بالسؤال: “في أي سنة (ستعين المحامي) أو أنّك لن تعيّن محاميا؟”.

ما يريده عباس (“أبو إسماعيل”) هو “محامٍ يدغم لي أحكام الإعدام”.

يبدو الإرهابي الأكثر تنقّلاً في أحضان معظم المجموعات الإرهابيّة على يقين بأنّه سيُعلَّق على حبل المشنقة يوماً ما، ويردّد: “طبعاً. خالصة ولله الحق”.

يحاول رئيس “العسكريّة” أن يقول للإرهابي الأكثر شهرةً أنّه قد لا يحكم عليه بالإعدام، إلا أنّ “أبو إسماعيل” لا يتوانى عن التأكيد وأمام الملأ: “مش فارقة معي المهمّ أن يكون ربّنا راضيا عنّي”!

يستمرّ إبراهيم بالسؤال عن سبب يقين “أبو إسماعيل” أو أنّه يقدّر هذه النّهاية، مشيراً إلى أنّ بعض أعضاء هيئة المحكمة لا يوقّعون على أحكام تصل إلى الإعدام.

كعادته، يحاول عباس أن يقلب الأمور من الجدّ إلى المزاح. يتطلّع إلى وجوه أعضاء الهيئة، ليجد بينهم من يضحك، حتى يقول لابراهيم: “هل رأيت إنّه يضحك”!