Site icon IMLebanon

الرئاسة دخلت مرحلة شدّ الحبال!

baabda-residence

رأت دوائر سياسية واسعة الإطلاع في بيروت ان هناك تقاطُعات بين “طبَقات” الملف الرئاسي وهي العنصر الداخلي والعامل الاقليمي والمعطى الدولي، تجعل الاقتناع يزداد بأن وضع حدّ للشغور الرئاسي بات حاجة لـ “حزب الله”، وقد لا تمانعها طهران انطلاقاً من الهامش الواسع الذي تتركه للحزب في تقدير مقتضيات التعاطي حيال الواقع اللبناني، فيما تقف قوى “14 آذار” بين حدّيْ الرغبة في قفْل هذه الثغرة الدستورية الكبيرة التي قد تصبح “قاتلة” للنظام برمّته وعدم فتح الباب أمام مقايضات من النوع الذي يجعل تحقيق اختراق في الملف الرئاسي يوازي تسجيل “خروق” في مرمى اتفاق الطائف وتوازناته الدقيقة.

وتشير الدوائر بحسب صحيفة “الراي” الكويتية، الى تطوّر مفصلي هو اندفاعة رئيس البرلمان نبيه بري لتحديد “إطار حلّ” للأزمة الرئاسية عنوانه “السلّة الكاملة” التي ستكون موْضع نقاش في “خلوة الايام الثلاثة” (2 و 3 و 4 اب المقبل) على طاولة الحوار الوطني، ورفْعه وتيرة الضغط باتجاه إنجازها باعتبار ان البديل عنها هو “مؤتمر تأسيسي” يكون يدفع اليه مَن يرفض “السلّة”، مكرراً جعل الانتخابات النيابية المقبلة (ايار 2017) عاملاً تحفيزياً لها على قاعدة ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي قبلها، وصولاً الى كلامه التحذيري “هذه نصيحتي الأخيرة لكم قبل أن أقول أشهد إنّني قد بلّغت”، محدداً سقفاً زمنياً أعطى صفارة انطلاق السباق نحوه فـ “تعالوا لنتّفق على هذا الحلّ قبل أكتوبر، فبَعده قد لا نستطيع أن نفعل شيئاً”.

وترى الدوائر نفسها ان الحركة التي أطلقها بري، تعكس انطباعاً لدى “8 آذار” بأن ثمة تطورات في المنطقة والعالم يمكن ان تشي بـ “متاعب” للمحور الايراني وبإمكان ان تفقد بعض أوراق التعطيل قيمتها، وأبرز هذه التطورات الانتخابات الرئاسية الاميركية التي ستجري على وقع “أوراق مكشوفة” في السياسة الخارجية تتقاطع عند عنوان ان مقاربة جديدة ستحكم التعاطي مع الأزمة السورية لن تصبّ بالتأكيد في مصلحة بقاء نظام الرئيس بشار الأسد، ناهيك عن مغازي بروز المحور التركي – الروسي – الاسرائيلي وتأثيراته المرتقبة على أكثر من “ملف ساخن”.

ومن هنا، تعتقد هذه الدوائر ان فريق “8 آذار” الذي له مرشّحان رئاسيان يتبنى كل منهما الرئيس سعد الحريري وسمير جعجع (اي النائب سليمان فرنجية والعماد ميشال عون) قد يكون أمام فرصة لن تتكرّر في ايصال أحدهما، لافتة الى انه بالنسبة الى “حزب الله” فإن “السلّة الكاملة” التي تشمل الرئاسة وقانون الانتخاب والحكومة الجديدة رئيساً وسياسات وتوازنات وآلية اتخاذ قرارات تفوق بأهميتها بكثير اسم الرئيس.

واذا كانت الدوائر عيْنها ترى ان دون وصول فرنجية للرئاسة الترشيح القوي لعون نتيجة دعمه من “القوات اللبنانية”، فإنها تعتبر أن قوى “14 آذار” التي فقدت اي قدرة على معاودة الإمساك بزمام الترشيح اسمياً، ما زالت ثابتة على رفْض اي “ابتزاز” يفضي من خلال “السلة الكاملة” الى ضرب اتفاق الطائف، مع ملامح انفتاح لها على مقاربة اي “ضمانات” سياسية للفريق الآخر لا تقفز فوق الدستور او تكرّس أعرافاً من خارج “الطائف”.

وفي هذا السياق، تضع الدوائر موقف “القوات” الذي لا يمانع إجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية اذا حلّ موعد الاستحقاق البرلماني بمعنى سحب ورقة “ضغط” من يد “8 آذار”، متوقفةً عند الحِراك الذي أطلقه جعجع في اتجاه الحريري الذي التقاه على سحور ليل الاربعاء في “بيت الوسط” كما النائب وليد جنبلاط (التقاه جعجع في منزل النائب نعمة طعمة) الذي كان أعلن عدم ممانعته انتخاب عون من ضمن سلّة.

وتبعاً لذلك، تعتبر الدوائر ان لبنان دخل مرحلة شدّ حبال حيال الملف الرئاسي وشروط إنجازه، على “وهج” التفجيرات الانتحارية التي أطلّت من القاع، وسط انطباع بأنه اذا كان “حزب الله” يعتبر إنجاز الاستحقاق الرئاسي في توقيته امراً استراتيجياً فإنه سيتعاطى معه كما “معاركه” المفصلية وذلك بصرف النظر عن اسم الرئيس واذا كان احد المرشحيْن المطروحيْن او من خارجهما.