IMLebanon

لقاء النفط يكسر جليد الرئاسة!

nabih-berri-gebran-bassil

ذكرت صحيفة “الأنباء” الكويتية ان لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، في مقر رئاسة المجلس في “عين التينة” يوم الجمعة كسر جليد العلاقات الدائمة التوتر بين رئيس المجلس وبين كتلة التغيير والإصلاح بزعامة العماد ميشال عون، ومع أن محور اللقاء كان التفاهم على إطلاق عملية التنقيب عن النفط والغاز المخزونين تحت مياه الشواطئ اللبنانية، فإن الأوساط السياسية المتابعة تقرأ في جزء من دوافع هذا اللقاء، مقاربة عونية تجاه بري الممسك بزمام جلسات انتخاب رئيس الجمهورية.

ويصب في المجرى الرئاسي نفسه لقاء الرئيس سعد الحريري مع رئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع في بيت الوسط على مدى ثلاث ساعات، ثم لقاء جعجع مع رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط في منزل النائب نعمة طعمة، عضو اللقاء الجنبلاطي.

مع الإشارة الى ان بري والحريري وجنبلاط يشكلون جبهة الرفض النيابية والسياسية لانتخاب العماد عون رئيسا، فيما تشكل دعوة جعجع لانتخاب عون رئيسا، اوسع خرق عوني لصفوف 14 آذار.

وقد وفّر استقبال بري لباسيل، بحضور وزير المال علي حسن خليل، شحنة من التفاؤل بالتوافق على إصدار المراسيم التطبيقية لقانون استخراج الثروة النفطية، والتي لطالما عرقلها الخلاف بين الطرفين، حول طريقة تلزيم “البلوكات” النفطية العشرة، فالرئيس بري يريد طرح هذه البلوكات بصفقة واحدة ولا بأس ان تم تلزيم كل ثلاثة بلوكات معا مثلما يقترح الوزير باسيل وذلك في ضوء ما تقدمه الشركات النفطية الكبرى من عروض.

وكشفت “الأنباء” انه تم الاتفاق على صدور المراسيم التطبيقية لقانون النفط خلال اسبوعين، كي يصبح بالإمكان طرح المناقصات، وإضافة الى هذه المراسيم يتعين على مجلس النواب تشريع قانون للضريبة على شركات النفط المتقدمة او التي سترسو عليها المناقصات لأنه دون مثل هذا القانون ما من شركة دولية تتقدم، الأمر الذي يطرح مشكلة عقد جلسة تشريعية للمجلس وهو ما طمأن بري الى امكانية حصوله.

وتقول مصادر الرئيس بري انه استعجل الأمر حماية للمصلحة الوطنية العليا في مواجهة القرصنة الإسرائيلية.

وعلى هذا، فقد باتت كرة المراسيم النفطية في ملعب رئيس الحكومة تمام سلام الذي عليه دعوة اللجنة الوزارية المعنية، ولاحقا إدراج الملف على جدول اعمال مجلس الوزراء، لإقرار المراسيم المطلوبة.

حزب الله اعتبر في لقاء بري ـ باسيل ما يبشر بحلحلة “الواقع السياسي المأزوم في لبنان”، وذلك عبر اختراقه معظم “البلوكات” النفطية والسياسية معا.

أما التيار الوطني الحر فقد لاحظ ان الرئيس بري بدأ صباحه يوم الجمعة بالتحذير من “ضرورة الحل قبل تشرين” ولم يوضح اي “تشرين”،: أكتوبر أم نوفمبر، حيث مفصل الانتخابات الرئاسية الاميركية، وتقول قناة “او.تي.في” ان ظهيرة بري حملت خبرا ابيض تمثل في لقائه باسيل والاتفاق معه على “غاز لبنان”، بعد 3 أعوام و3 أشهر من التأخير.

والأهم بنظر القناة العونية ان هذا الاتفاق ليس معزولا، بل مفتوح على ملفات أخرى من الإنماء الى السياسة، ومن البحر الى البر، لكنها حيّدت “بلوك” رئاسة الجمهورية عن الأنظار مع انه “بيت القصيد”!

والمؤكد من كل ذلك ان أمرا ما يدبر على الصعيد الرئاسي في لبنان، وهو ما لاحظته اوساط سياسية لبنانية لـ “الأنباء” انطلاقا من لقاء بري ـ باسيل، ووصولا الى لقاء جنبلاط ـ جعجع واتفاقهما على ان استمرار الفراغ الرئاسي قد يقود البلد الى كارثة، علما ان طرح جعجع قائم على استحالة وصول رئيس المردة سليمان فرنجية الى الرئاسة، في ظل الانقسام حوله بين 8 و14 آذار، بينما يكفي تأييد المستقبل لإيصال عون الى الرئاسة، او على الأقل سيضع حزب الله امام الأمر الواقع او يكشف حقيقة نواياه الرئاسية، في ظل الممانعة الايرانية على هذا الصعيد.